[مهك] : مَهَكَهُ أي الشَّيْء كَمَنَعَهُ يَمْهَكُه مَهْكاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أي سَحَقَه فَبالَغ في سَحْقِه ووَطِئَه (١) كَمهَّكَهُ تَمْهيكاً وقالَ غيرُه : مَهَكَ في المَشْي إذا أسْرَعَ ومن المجازِ : مَهَك المرأةَ مَهْكاً جَهَدَها جِماعاً ومَهَكَ الشيءَ مَهْكاً مَلَّسَهُ قال النابعةُ الذُّبيانيُّ :
إِلى الملكِ النُّعْمانِ حتى (٢) لَقِيتُه |
|
وقد مُهِكَتْ أَصْلَابُهَا والجَناجِنُ (٣) |
ومُهْكَةُ الشَّبابِ بالضم وعليه اقْتَصَرَ اللَّيْثُ. قالَ ابنُ سِيْدَه : ويُفْتَحُ والضمُّ أَعْلَى نَفْخَتُه وامْتِلاؤُهُ وماؤُه وارْتِواؤُهُ.
وشابٌّ مُمْتَهِكٌ ومُمَهِّكٌ أي مُمْتَلِىءٌ شَباباً ومُرْتوٍ منه وقال الكِسَائِي : المُمَهَّكُ كَزُمَلَّقٍ هو الطَّويلُ المُضْطَرِبُ قال : ومن الخَيْلِ الوَساعُ. قال ابنُ فارِسَ (٤) : ويقُولُون للفَرَسِ الذرِيْع : مُمَهَّكٌ والمَهُوكُ : كصَبُورٍ القَوْسُ الليِّنَةُ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ ويُوسُفُ بنُ ماهَكَ بن بَهْزَاد الفارِسِيّ المَكّيّ كهاجَرَ مُحَدِّثٌ وفي العُبَابِ من ثِقَاتِ التابِعِين.
قُلْتُ : وكذلك أَوْرَدَه ابنُ حَبَّان في ثِقاتِهم وقالَ : أَصْلَه من فارِسَ سَكَن مَكَّةَ وكانَ من المُخَضْرَمِين وكانَ ينزلُ فيهم يَرْوِي عن ابنِ عباسٍ وابنِ عُمَر وأُمّ هانىء ، رَوَى عنه أَبُو بشرٍ وإِبْرَاهيم بن مهاجر مَاتَ سنَةَ ثَلاثَ عَشَرَةَ ومائةَ بمكَّةَ وقد قيلَ سَنَة سِتّ ومائَة ، فإِذاً قَوْل المُصَنِّفِ محدِّث فيه نَظَر لا يَخْفَى.
قُلْتُ : وماهك فيه الصرف وعدمه إن كان كما ضَبَطَه المُصَنِّفُ فأَعْجَمِيَّة مَمْنُوعٌ من الصَّرْفِ ، ومَعْناه القَمَر الصَّغِير وإنْ كانَ بكسرِ الهاءِ فَعَربيَّة من مَهَكَه إذا سَحَقَه كذا ذَكَرَه شرَّاحُ البُخَارِي. والتَّمَهُّكُ التَّحَسُّنُ في العَمَلِ وَأَيْضاً نَقْشُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : والمَمْهوكُ من الناسِ الكثيرُ الخطأُ فِي الكَلامِ قال : والمَهِيْكُ : كأميرٍ الفَحْلُ إذا ضَرَبَ فلم يُلْقِحْ ومَهِكَ صُلْبُه كسَمِعَ وعُنِيَ مِثْل نُهِكَ عن الفرَّاءِ وتَماهَكوا إذا تَماحَكوا ولَجُّوا نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
امْهَكَّ صَلَا المَرْأَة امْهِكَاكاً وانْهَكَّ انْهكَاكاً إذا اسْتَرْخَى.
وامَّهَكَ الرَّجُلُ خَفَّ لَحْمُه. وامَّهَك في العَدْوِ بتشدِيدِ المِيمِ اجْتَهَدَ في العَدْو قالَ رُؤْبَةُ :
نَشْوى المحاضِير بعَدْوٍ ومُمْهِكِ
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
[ميك] : ماك جَدُّ والِدِ أَبي الفتحِ إِسْمَاعِيل بن عَبْدِ الجَبَّارِ ابن محمَّدِ القَزْوِينِي المَاكِيّ وعنه السِلَفي ، وأَيْضاً جَدُّ عَبْدِ الواحِدِ بن محمَّدِ المَاكِي عن عَبْدِ الوَهَاب بن محمَّدِ بن دَاوُد الخَطِيب القَزْوِينيّ ، وأَيْضاً والِدُ أَبي القاسم عَبْد العَزِيزِ الفَقِيْه عن محمَّدِ بن صالحٍ الطَّبَرِيّ (٥). قالَ الخَلِيْل في تاريخِ قزوين أَدْرَكْتَه ، وقُرِىء عَلَيه وأَنا حاضِرٌ وكانَ شافِعِيّاً مَاتَ سَنَة ٣٧٢.
فصل النون مع الكافِ
[نبك] : النَّبَكَةُ محرَّكةً وتُسَكَّنُ وهذه عن الفرَّاءِ ذَكَرَها في نَوادِرِه أكَمَةٌ مُحَدَّدَةُ الرأسِ ورُبَّما كانَتْ حَمْراءَ ولا تَخْلو من الحجارَةِ ، أو أرضٌ فيها صَعودٌ وهَبوطٌ أو هي التَّلُّ الصَّغيرُ عن أَبي عَمْرٍو ، ويُقالُ في جَمْعه : نَبَكٌ محرَّكةً ونَبْكٌ بالسكونِ ونِباكٌ بالكسرِ قالَ رُؤْبَةُ :
في مذهبٍ بينَ الجبالِ والنبكْ
ويقالُ أَيْضاً في جَمْعِ نبك نُبُوكٌ بالضمِ ، وقالَ شَمِرٌ ، فيمَا قَرَأَه الأَزْهَرِيُّ بخطِّه هي رَوابٍ من طينٍ واحِدَتُها نَبَكَة.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : النَّبْكَةُ مِثْل الفَلْكَةِ غَيْر أَنَّ الفَلْكَةَ أَعْلاها مُدوَّر مُجْتمع ، والنَّبْكة رأْسُها محدَّدٌ كأَنَّه سِنَانُ رُمحٍ وهما مُصْعِدَتانِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ : النَّبْكُ ما ارْتَفَع من الأَرْضِ.
قالَ الأَزْهَرِيُّ : والذي سَمِعْتُه من العَرَبِ في النَّبَكَةِ وشاهَدْتُهم يُومِئون إِليها كلّ رَابية من رَوَابي الرِّمالِ كانَتْ مُسَلَّكَة الرأْسِ ومحَدَّدته (٦). وقال ابن عَبَّادٍ : انْتَبَكَ ارْتَفَعَ
__________________
(١) الجمهرة ٣ / ١٧٢.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : حتى ، كذا بخطه كالتكملة ، وفي اللسان : حين».
(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٤ والتكملة واللسان والتهذيب.
(٤) مقاييس اللغة ٥ / ٢٨٢.
(٥) ذكرهم ابن حجر في التبصير ٤ / ١٢٤٥ و ١٣٣٩.
(٦) كذا وردت العبارة بالأصل عن الأزهري نقلاً عن اللسان ، ونص عبارته ـ