[صرق] : الصَّرَق ، مُحَرَّكة أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وقال ابنُ الأَعرابِيّ : هو الرَّقِيقُ من كُلِّ شَيْءٍ.
قال : وإِنّهم يَقولُونَ : الصَّريقَة ، كسَفِينَة هي : الرُّقَاقَةُ من الخُبْزِ. ومنه حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رضياللهعنهما : «أَنَّه كانَ يأْكُل يَوْمَ الفِطْر قبلَ أَنْ يَخْرُج إِلى المُصَلَّى من طَرَفِ الصَّرِيقَة ويقُول : إِنه سُنَّة» هكذا رُوِيَ بالقَافِ والرَّاءِ ، قال الأَزهَرِيُّ : وعَوامُّ النَّاسِ تَقولُ : الصَّلِيقَة باللَّام. ورَواه الخَطّابِيُّ في غَرِيبِه في حَدِيثِ عَطاء بالفاء. قالَ : هكذا رُوِي ، وهو بالقَافِ.
قال الفراءُ : ج صَريقٌ وصُرُقٌ بضَمَّتَيْن وصَرائِقُ ، زاد غَيرُه : وصُرُوق. ورُوِي في حَدِيثِ عُمَرَ ـ رضياللهعنه ـ : «لو شِئْتُ لدَعَوْتُ بصَرائِقَ وصِنابٍ» والأَعرَفُ بصَلَائِق ، حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ.
* ومما يستدرك عليه :
صَرَقُ الحَرِيرِ ، مُحَرَّكةً : جَيِّدُه ، لغةٌ في السِّينِ ، حكاه ابنُ شُمَيْلٍ.
[صعفق] : الصَّعْفُوق بالفتحِ : اللَّئِيمُ من الرِّجالِ ، قاله اللَّيْثُ.
وصَعْفُوق : ة ، باليَمامَة فيها قَناةٌ يَجرِي منها نَهرٌ كَبِير لهم فيها وَقْعةٌ ، ويُقال : صَعْفُوقة بالهاءِ ولَيْس في الكَلام فَعْلُول سِواه. قال الحُسَين بنُ إِبراهيم النَّطْنَزِيّ (١) في كِتابِه «دُسْتور اللُّغَةِ» فُعلُول في لِسان العَرَب مَضْمومٌ ، إِلّا حرفاً واحداً ، وهو صَعْفوقٌ (٢) لمَوضِعٍ باليَمامة.
وأَمّا خَرْنُوبٌ بالفتحِ فضعِيفٌ قال الصّاغانِيُّ : وأَمَّا الفَصِيحُ فيُضَم خَاؤُه ، أَو يُشَدُّ راؤُه مع حذفِ النُّون ، كما في العُباب. وقال شَيخُنا : لا يُفتح خَرْنُوب إِلا إِذا كان مُضَعّفاً وحُذِفت منه النّون ، فقيل : خَرَّوب ، أَما ما دامَتْ فيه النُّونُ فإِنَّه غَيْرُ مَسْموعٍ.
قال : وأَمَّا برْغُوثُ ـ الذي حَكَى فيه الخَلِيلُ التَّثْلِيثَ في الكِتاب الّذِي أَلَّفه فيه ـ فلا يَثْبُتُ ، ولا يُلْتَفتُ إِليه. وأَما عُصْفُور الذي حَكَى فيه الفَتْحَ الشّهابُ القَسْطَلّانِيُّ عن ابنِ رَشِيقٍ فهو أَيضاً غَيْرُ ثَابِتٍ ولا مُوافَقٍ عليه ، والله أَعلم. ا هـ.
قُلتُ : وقالَ ابنُ بَرِّيّ : رأَيتُ بخَط أَبي سَهْلٍ الهَرَويِّ على حاشِيةِ كتابٍ : جاءَ على فَعْلول : صَعْفوق ، وصَعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَةً ، وبَعْكُوكَةُ الوَادِي لِجانِبِه.
قال ابنُ بَرِّيّ : أَما بعْكوكةُ الوَادِي ، وبعْكُوكة الشَّرِّ ، فذَكَرها السِّيرافيُّ وغيرُه بالضَّمِّ لا غيرُ ، أَعني بضمِّ الباءِ.
وأَمّا الصَّعْقُول لضَرْب من الكَمْأَةِ فليس بمَعْروفٍ ، ولو كان مَعْروفاً لذَكَره أَبو حَنِيفةَ في كتابِ النَّباتِ ، وأَظُنُّه نَبَطِيّاً أَو أَعْجَمِيّاً. ا هـ.
قُلتُ : ولا يَلْزَم من عَدَم ذِكْر أَبِي حَنِيفةَ إِيّاه في كِتابِه أَلَّا يَكُونَ من كَلامِ العَرَبِ ، فإِنَّ مَنْ حَفِظَ حُجَّةً على مَنْ لم يَحْفَظْ ، فتَأَمَّل ذلك.
والصَّعافِقَةُ جمعُ صَعْفُوقٍ : خَوَلٌ لِبَنِي مَرْوانَ أَنزلَهم اليَمامة ، ومَرْوانُ بنُ أَبِي حَفْصةَ منهم ، قالَه اللَّيْثُ. قالَ : ولم يَجِىءْ في الكَلَام فَعْلول إِلّا صَعْفُوق ، وحَرْفٌ آخر ويقالُ لهم : بنُو صَعْفُوقَ وآل صَعْفُوقَ. قال العَجَّاج :
من آلِ صَعْفُوقَ وأَتباعٍ أُخَرْ |
|
من طَامِعِينَ (٣) لا يُنالُون الغَمَرْ |
قال الأَزْهَرِيُّ : ويُضَمُّ صَادُه ونَصُّهُ : كُلُّ ما جاءَ على فعْلُول فهو مَضْمُوم الأَول ، مثل : زُنْبُور ، وبُهْلُول ، وعُمْرُوس ، وما أَشبَه ذلك ، إِلّا حَرْفاً جاءَ نادِراً ، وهو بنو صَعْفُوق : لخَوَل باليَمامة ، وبعضُهم يقول : صُعْفُوق بالضَّمِّ. انتهى.
وقال الصّاغانِيُّ : صَعْفُوق : مَمْنُوعٌ من الصَّرفِ للعُجْمَة والمَعْرِفة ، وهو وَزْنٌ نادر ، سُمُّوا لأَنَّهُم سَكَنُوا قَرْيةً بَاليمامة تُسَمَّى صَعْفُوقَ كما تَقدَّم ، وقيل : الصَّعافِقَةُ : قَومٌ كان آباؤُهم عبِيداً ، فاستَغْرَبُوا وقِيلَ : هُمْ قَوْمٌ من بَقَايا الأُمَمِ الخَالِية ، ضَلَّت أَنْسابهُم ، ويُقال : مَسْكَنُهم بالحِجَازِ.
__________________
(١) عن المطبوعة الكويتية ، وانظر حاشيتها ، وبالأصل «النطيري».
(٢) نقله ياقوت عن ثعلب ، وقال في آخر المادة : وبعضهم يقول : صعفوق بالضم ، نقلاً عن ابن السكيت ، ومثله في التهذيب.
(٣) بالأصل «من طاعمين لا ينالون» والمثبت عن اللسان ، وفي الصحاح : «من طاعمين لا يبالون» وبهامشها عن نسخة أخرى : «من طامعين لا ينالون».