والرِّشْقُ بالكَسْرِ : الاسْمُ ، وهو الوَجْهُ من الرَّمْيِ ، فإِذا رَمَى أَهْلُ النِّضالِ ما مَعَهُم من السِّهامِ كُلِّها ، ثم عادُوا ، فكُلُّ شَوْطٍ من ذلِكَ رِشْقٌ ، كذا في التَّهْذِيبِ ، وقال أَبو عُبَيْدٍ : إِذا رَمَوْا كُلُّهُم وَجْهاً بجَمِيعِ سِهامِهم في جِهَةٍ واحِدَةٍ قالُوا : رَمَيْنا رِشْقاً واحِداً ، قالَ أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ :
كُلّ يَوْمٍ تَرْمِيه منها برِشْقٍ |
|
فمُصِيبٌ أَوْ صافَ غَيْرَ بَعِيدِ |
والجمعُ ، أَرْشاقٌ ، ومنه حَدِيثُ فَضَالَةَ : «أَنّه كانَ يَخْرُجُ فيَرْمِي الأَرْشاقَ».
وقالَ اللَّيْثُ : الرِّشْقُ : صَوْتُ القَلَمِ إِذا كُتِبَ بهِ ويُفْتَحُ ، اللُّغَتانِ ذَكَرَهُما اللَّيْثُ والزَّمَخْشَرِيُّ ، وفي حَدِيثِ مُوسَى ـ عليهالسلام ـ قال : «كأَنِّي (١) برَشْقِ القَلَمِ في مَسامِعي حين جَرَى عَلَى الأَلْواحِ بَكَتْبِه التَّوْراةَ».
ورَجُلٌ رَشِيقٌ : حَسَنُ القَدِّ لَطِيفُه ، ج : رَشَقٌ ، مُحَرَّكَةً كأَدِيمٍ وأَدَمٍ ، وأَفِيقٍ وأَفَقٍ.
وقَدْ رَشُقَ ، ككَرُمَ رَشاقَةً ، وفي التَّهْذِيبِ : يُقالُ للغُلامِ والجاريَةِ إِذا كانا في اعْتِدالٍ ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ ودِقَّةٍ : رشِيقٌ ورَشِيقَةٌ ، وقد رَشُقا رَشاقَةً.
والرَّشَقُ ، محرَّكَةً : القَوْسُ السَّرِيعَةُ السَّهْمِ الرَّشِيقَةُ كما في العُبابِ ، وفي الأَساسِ : قَوْسٌ رَشِيقَةٌ : سَرِيعَةُ النَّبْلِ ، وهو مَجازٌ.
ويُقال للقَوْسِ : ما أَرْشَقَها أَي : ما أَخَفَّها وأَسْرَعَ سَهْمَها وهو مَجازٌ.
وأَرْشَقَ : حَدَّدَ النَّظَرَ قال القُطامِيُّ :
ولَقَدْ يَرُوعُ قُلُوبَهُنَّ تَكَلُّمِي |
|
وتَرُوُعنِي مُقَلُ الصُّوارِ المُرْشِقِ |
قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ ، وفي اللِّسان : أَرْشَقْتُ إِلى القَوْمِ ، أَي : طَمَحْتُ ببَصَرِي فنَظَرْتُ.
وقالَ الزَّجّاجُ : أَرْشَقَ : إِذا رَمَى وَجْهاً واحِداً ، مثل رَشَقَ. ومن المَجاز : أَرْشَقَتِ الظَّبْيَةُ : إِذا مَدَّتْ عُنُقَها ، وفي الأَساسِ : أَرْشَقَت الظَّبْيَةُ إِلى مارابَها : أَحَدَّت النَّظَرَ ، وفي اللِّسانِ : ولا يُقالُ للبَقَرِ : مُرْشِقاتٌ ، لقِصَرِ أَعْناقِهِنَّ ، قال أَبُو دُوَاد :
ولَقَدْ ذَعَرْتُ بناتِ عَمِّ |
|
المُرْشِقاتِ لَها بَصابصْ |
أَرادَ ذَعَرْتُ بَقَرَ الوَحْشِ بناتِ عَمِّ الظِّباءِ.
وأَرْشَقُ ، كأَحْمَد : جَبَلٌ بنَواحِي مُوقانَ من نَواحِي أَذْرَبِيجانَ عندَه البَذُّ : مَدِينَةُ بابَكَ الخُرَّمِيِّ ، وقد ذَكَرَهُ أَبو تَمّامٍ في شِعْرِه (٢).
وراشَقَهُ مُراشَقَةً : سايَرَهُ كما في المُحِيطِ ، وفي الأَساسِ : راشَقَنِي مَقْصِدِي : بارانِي في المَسِيرِ إِليهِ ، وهو مجازٌ.
والحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ ، كأَمِيرٍ العَسْكَرِيُّ : مُحَدِّثٌ تَكَلَّمَ فيه عَبْدُ الغَنِيِّ الحافِظُ ، وأَنْكَرَ عليه الدّارَقُطْنِيُّ ، وقالَ جَماعَةٌ : إِنّه ثِقَةٌ.
ورُشَيْقٌ ، كزُبَيْر : زاهِدٌ مِصْرِيٌّ. قلتُ : وضَبَطَه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ بالتَّثْقِيل ، وقال : وهُوَ جَدُّ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رُشَيْق المَرّاكُشِيّ المالِكِيِّ الفَقِيهِ المُتَأَخِّرِ لأُمِّه ، سمعَ هذا من الوَداعِيِّ وابنِ تَيْمِيَةَ وماتَ يومَ عَرَفَةَ سنة ٧٤٩.
قلتُ : ورُشَيْقٌ المَذْكُور ليس هو اسْمَه على ما يُفْهَمُ من سِياقِ الذَّهَبِيِّ ، بل هو جَدٌّ له ، واسمُه عَبْدُ الوَهّابِ بنُ يُوسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ الأَنْصارِيّ المَعْرُوف بابْنِ رُشَيْقٍ ، كان أَحدَ المُتَصَدِّرِينَ (٣) بجامِع عَمْرٍو ، ومات سنة ٦٥٠ وبنْتُه فاطِمَةُ كانت عابِدَةً ، حَدَّثَتْ ، ماتت سنة ٧١٩ وكلامُ المُصَنِّفِ لا يَخْلُو عن نَظَرٍ ، فتَأَمَّل.
__________________
(١) بالأصل «كان يرشق القلم» والمثبت عن اللسان وقد نبه إليه بهامش المطبوعة المصرية.
(٢) يريد قوله في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثغري كما في معجم البلدان «أرشق» :
قضى من سندبايا كلّ نحبٍ |
|
وأَرْشَقُ والسيوف من الشهودِ |
(٣) بالأصل «أحد المنصورى» وقال مصحح المطبوعة المصرية : «قوله أحد المنصورى كذا بالأصل» والتصويب عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٠٥.