تِيهٌ مَرَوْراةٌ وفَيْفٌ خَيْفَقُ
وصَدْرُه :
أَنَّى أَلَمّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ
والخَيْفَقُ من الخَيْلِ ، والنُّوقِ ، والظِّلْمانِ : السَّرِيعَةُ يُقال : فَرَسٌ خَيْفَقٌ ، أَي : سَرِيعٌ جِدًّا ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : وأَكثَرُ ما يُوصَفُ به الإِناثُ ، وكذلِكَ ناقَةٌ خَيْفَقٌ ، وظَلِيمٌ خَيْفَقٌ ، ولم يَذْكرِ الجَوْهَرِيُّ النّاقَةَ. وقِيلَ : ناقةٌ خَيْفَقٌ : مُخْطَفَةُ البَطْنِ ، قَلِيلَةُ اللَّحْمِ.
وقالَ الكِلابيُّ : الخَيْفَقُ من النِّساءِ : الطّوِيلَةُ الرُّفْغَيْنِ ، الدَّقِيقَةُ العِظامِ ، البَعِيدَةُ الخَطْوِ.
وقال أَبو عَمْرٍو : الخَيْفَقُ : الدّاهِيَةُ.
وقالَ غيرُه : خَيْفَق : فَرَسُ رَجُلٍ من بَنِي ضُبَيْعَةَ أَضْجَم بن رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ ، واسمه سَعْدُ بنُ مُشَمِّتٍ.
والخَيْفَقانُ ، كزَعْفران : لَقَبُ رَجُل اسمُه سَيّار وهُوَ الَّذِي خَرَجَ يريدُ الشِّحْرَ هارِباً مِنْ عَوْفِ بنِ الخَلِيل بن سَيَّارٍ (١) وكانَ قَتَلَ أَخاه عُوَيفاً ، فلَقِيَه ابْنُ عَمٍّ له ، ومَعَه ناقَتان وزادٌ ، فقالَ له : أَينَ تُرِيدُ؟ فقالَ الأُبْغُوانَ وفي اللِّسانِ : فقالَ : الشِّحْرَ ، كَيْ لا يَقْدِرَ عليَّ عَوْفٌ ، فقد قَتَلْتُ أَخاهُ عَوَيْفاً فقالَ له : خُذْ إِحْدَى الناقَتَيْن وشاطَرَه زادَه ، فلما وَلَّى عَطَفَ عليه بسَيْفِه ، فقَتَلَه وأَخذَ الناقَةَ الأُخْرَى وباقِي الزّادِ فلَمّا أَتَى البَلَدَ سَمِعَ هاتِفاً يَهْتِف يقول :
لْمُكَ المُنْصِفُ جَوْرُ |
|
فيه للفاعِلِ بَوْرُ |
ورَماه بسَهْمٍ فقَتَلَه ، فقيل : ظَلَمَ ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وضُرِبَ مَثَلاً ، ويُسَمَّى أَيْضاً : صَرِيعَ الظُّلْمِ لذلِكَ.
ويُقال أَيضاً : ظُلْمٌ ولا كَظُلْمِ الخَيْفَقانِ وفيه يَقُول القائِلُ :
أُعَلِّمُهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ |
|
فلمّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَمانِي (٢) |
تَعالَى اللهُ هذا الجَوْرُ حَقًّا |
|
ولا ظُلْمٌ كظُلْمِ الخَيْفَقانِ |
والخَنْفَقِيقُ ، كقَنْدَفِيرٍ هو بالنُّون ، كما في الصِّحاحِ ، وفي العُباب بالياءِ التَّحْتِيّة (٣) ، قال شَيْخُنا : وكِلاهُما صَحِيحٌ ، وكُلٌّ من النُّون أَو الياءِ زائِدَةٌ ، كما صَرَّحُوا به لأَنَّه مأْخُوذٌ من الخَيْفَق : السَّرِيعَةُ جِدًّا مِن الخَيْلِ ، والنُّوقِ ، والظِّلْمانِ عن أَبِي عُبَيْدٍ ، وضَبَطَه بالتَّحْتِيّة.
والخَنْفَقِيقُ : حِكايَةُ جَرْيِ الخَيْلِ قالَهُ اللَّيْثُ ، وضَبَطه بالتَّحْتِيّة ، قال : تقولُ : جاءُوا بالرَّكْضِ والخَيْفَقِيق ، من غيرِ فِعْلٍ ، يَقُول : ليس يَتَصَرَّفُ منه فِعْلٌ وهو مَشْيٌ في اضْطِرابٍ.
والخَفْقُ : تَغْيِيبُ القَضِيبِ في الفَرْجِ وقِيلَ لعَبِيْدَةَ (٤) السَّلْمانِيِّ : ما يُوجِبُ الغُسْلَ؟ فَقالَ : الخَفْقُ والخِلاطُ ، قال الأَزْهَرِيُّ : يُريدُ بالخَفْقِ مَغِيبَ الذَّكَرِ في الفَرْجِ ، من خَفَقَ النَّجْمُ : إِذا انْحَطَّ في المَغْرِب ، وقِيلَ : من الخَفْقِ ، وهو الضَّرْبُ.
وقالَ اللَّيْثُ : الخَفْقُ : ضَرْبُكَ الشَّيءَ بدِرَّةٍ أَو بعَرِيضٍ من الأَشْياءِ.
والخَفْقُ : صَوْتُ النَّعْلِ ومنه حَدِيثُ المَيِّتِ إِذا وُضِعَ في قَبْرِه : «إِنَّهُ ليَسْمَعُ خفْقَ نِعالِهِم إِذا انْصَرَفُوا» (٥) وكذلِكَ صَوْتُ ما يُشْبِهُها ، وقد خَفَقَ الأَرْضَ بنَعْلِه.
وَخَفَقَت الرّايَةُ تَخْفُقُ وتَخْفِقُ من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ خَفْقاً ، وخُفُوقاً وخَفَقاناً ، مُحَرَّكَةً أَي : اضْطَرَبَتْ وتَحَرَّكَتْ ، وكذا الفُؤادُ ، والبرْقُ ، والسَّرابُ والسَّيْفُ ، والرِّيحُ ، ونَحْوُها ، نقلَه ابنُ سِيدَه ، وقِيلَ : خَفَقانُ الرِّيحِ : دَوِيُّ جَرْيِها ، قال الشّاعِرُ :
كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ رِيحٍ |
|
خَرِيقٍ بينَ أَعْلامٍ طِوالِ (٦) |
وفي التَّهْذِيب : الخَفَقَانُ : اضْطِرابُ القَلْبِ ، وهي خِفَّةٌ تَأْخُذُ القَلْبَ ، تَقولُ : رَجُلٌ مَخْفُوقٌ.
__________________
(١) في اللسان : «عوف بن إكليل بن سيار» وفي التكملة : «سبأ».
(٢) في اللسان «سدد» نسبه إلى معن بن أوس قاله في أخت له. ونسبه ابن دريد إلى مالك بن فهم الأزدي. قال ابن بري : ورأيته في شعر عقيل بن علفة يقوله في ابنه عميس.
(٣) ومثله في التكملة.
(٤) ضبطت بفتح العين عن النهاية. قال النووي : عبيدة كسفينة.
(٥) في النهاية : نعالهم حين يُولّون عنه.
(٦) تقدم في مادة خرق منسوباً للأعلم الهذلي ، وانظر تعليقنا هناك.