بنصفين ونظر إليه النّاس وأعرض أكثرهم ، فأنزل الله تعالى جلّ ذكره : « وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ » (١) فقال المشركون : سحر القمر ، سحر القمر (٢).
٣٦٧ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا ابومحمّد بن حامد (٣) ، حدّثنا ابوبكر محمّد بن جعفر الطّبراني ، حدّثنا علي بن حرب الموصلي ، حدّثنا محمّد بن حجر ، عن عمّه سعيد ، عن أبيه ، عن اُمّه ، عن وائل بن حجر ، قال : جاءَنا ظهور النبيّ صلّى الله عليه وآله وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي ، فرفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ، وقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فأخبرني أصحابه أنّه بشرهم قبل قدومي بثلاث ، فقال : هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغباً في الاسلام طائعاً بقيّة أبناء الملوك ، فقلت : يا رسول الله أتانا ظهورك وأنا في ملك ، فمنَّ الله عليَّ أن رفضت ذلك وآثرت الله ورسوله ودينه راغباً فيه ، فقال صلّى الله عليه وآله : صدقت اللّهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده (٤).
فصل ـ ٩ ـ
٣٦٨ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف (٥) ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن سابط (٦) ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنت ذات يوم عند النّبي صلّى الله عليه وآله إذ أقبل أعرابي على ناقة له فسلّم ، ثمّ قال : أيّكم محمّد ؟ فأومي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد أخبرني عمّا في بطن ناقتي حتّى أعلم أنّ الّذي جئت به حق وأُؤمن بإِلهك وأتّبعك ، فالتفت النّبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : حبيبي عليٌّ يدلّك.
_________________________________
(١) سورة القمر : (١ ـ ٢).
(٢) بحار الانوار (١٧ / ٣٥٤) ، برقم : (٥) وإثبات الهداة (١ / ٣٧٩) ، برقم : (٥٤٤).
(٣) هو عبد الله بن حامد كما في البحار وغيره.
(٤) بحار الانوار (١٨ / ١٠٨) ، برقم : (٧) و (٢٢ / ١١٢) ، برقم : (٧٧) واثبات الهداة (١ / ٣٧٩) ، برقم : (٥٤٥).
(٥) في البحار : عطيف ـ خ ل.
(٦) في ق ١ : سليط.