٣٥٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن يوسف بن حاتم ، عن رجل من ولد عمّار يقال له : ابولؤلؤة سمّاه عن آبائه قال : قال عمّار رضي الله عنه : كنت أرعى غنيمة أهلي ، وكان محمّد صلّى الله عليه وآله يرعى أيضاً ، فقلت : يا محمّد هل لك في فخ (١) ؟ فانّي تركتها روضة برق (٢) ، قال : نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمّد صلّى الله عليه وآله وهو قائم يذود غنمه عن الرّوضة ، قال : إنّي كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك (٣).
فصل ـ ٣ ـ
٣٥١ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا عليّ
بن حمّاد البغدادي ، عن بشر بن عباد المريسي ، حدّثنا يوسف (٤) بن يعقوب بن ابراهيم
، عن أبي حنيفة ، عن عبد الرّحمن السّلماني ، عن حبش (٥) بن المعتمر ، عن علي
عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله فوجّهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله إنّهم قوم كثير
ولهم سنّ وأنا شابّ حدث ، فقال : يا عليّ إذا صرت باعلى عقبة أفيق ، فناد بأعلى صوتك : يا شجر يا
مدر يا ثرى محمّد رسول الله يقرئكم السّلام ، قال : فذهبت فلمّا صرت بأعلى العقبة
أشرفت على أهل اليمن فاذا هم بأسرهم يقبلون نحوي شاهرون سلاحهم مستوون أسنّتهم متنكّبون قسيّهم فناديت (٦) بأعلى صوتي : يا شجر
يا مدر يا ثرى ، محمّدٌ رسولُ الله يقرئكم السّلام قال : فلم يبق شجرٌ ولا مدرٌ ولا ثرى إلّا ارتج بصوتٍ واحد : وعلى محمّدٍ رسول
الله السّلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السّلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليَّ
مسرعين ،
_________________________________
(١) في البحار : فج. وهو الوادي بين الجبلين.
(٢) البرق محركة : الحمّل ، معرب : برّة.
(٣) بحار الانوار (١٦ / ٢٢٤) ، برقم : (٢٥) و (٧٥ / ٩٦) ، برقم : (١٩).
(٤) في البحار (٤١ / ٢٥٢) : أبويوسف يعقوب.
(٥) في البحار نفسه : حبيش.
(٦) في ق ١ : مسلتون سيوفهم فناديت. وفي البحار : مشرعون رماحهم ، مستوون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت.