رسولاً ، فان لم تصب عاقلاً حكيماً يكون
رسولك ، فكن أنت رسول نفسك. يا بنيّ اعتزل الشّرّ ، يعتزلك .
٢٤٨ ـ وقال الصّادق عليه السلام : قال أمير
المؤمنين عليه السلام قيل للعبد الصّالح لقمان : أيّ النّاس أفضل ؟ قال : المؤمن الغنيّ ، قيل : الغنيّ من المال ؟ فقال :
لا ولكن الغنيّ من العلم الّذي إن احتيج إليه انتفع بعلمه وان استغنى عنه اكتفى وقيل :
فأيّ النّاس أشرّ ؟ قال : الّذي لا يبالي أن يراه النّاس مسيئاً .
٢٤٩ ـ قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام : كان
فيما وعظ لقمان ابنه أنّه قال : يا بنيّ ليعتبر من قصر يقينه وضعف تعبه في طلب الرّزق أنّ الله تعالى خلقه في
ثلاثة أحوال من أمره ، وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، أنّ الله سيرزقه في
الحالة الرابعة. أمّا أوّل ذلك ، فانّه كان في رحم أُمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث
لا برد يؤذيه ولا حرّ ، ثمّ أخرجه من ذلك ، وأجرى له من لبن أُمّه يربّيه من غير حول به ولا قوة
، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له من كسب أبويه برأفة ورحمة من قلوبهما ، حتّى إذا كبر وعقل
واكتسب لنفسه ضاق به أمره ، فظنّ الظّنون بربّه وجحد الحقوق في ماله وقتّر على
نفسه وعياله مخافة الفقر .
_________________________________