الهَمْزَةِ والفاءِ في نسخةٍ صحيحةٍ من العَيْنِ (١) ، ونَقَلَ الأَزْهَرِيّ عن اللَّيْثِ ، يُقَال في لغةٍ : إِيفُوا بالياءِ وأُفُوا بضَمِّ الهَمْزَةِ وإِفُوا بكَسْرِهَا ، قال الأَزْهَرِيُّ : قُلْتُ (٢) : الهَمْزَةُ* مُمَالَة بَيْنَهَا وبين الْفَاءِ سَاكِنَة (٣) يُبَيِّنُهَا اللَّفْظُ لا الْخَطُّ ، قال الصَّاغَانِيُّ : والذي في كِتَابِهِ : ويُقَال في لُغَةٍ : قد أُفِّفُوا ، بفَاءَيْنِ مُحَقَّقَتَيْنِ ، والأُولَى منهما مُشَدَّدَةٌ في عِدَّةِ نُسَخٍ من كتابِه ، وفي بعضِ النُّسَخِ ما قدَّمْنَا ذِكْرَهُ آنِفاً : أي دَخَلتِ الآفَةُ عَلَيْهِم ، ج : آفاتٌ ، وَمنه قَوْلُهُم : لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ ، وَلِلْعِلْمِ آفاتٌ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
آفَ القَوْمُ ، وأُوفُوا ، وإِيفُوا : دَخَلَتْ عليهم آفَةٌ.
وَآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ ، أَوْفاً ، وآفَةً ، وأُوُوفاً بالضَّمِّ : صارَتْ فيها آفَةٌ.
فصل الباءِ مع الفاءِ
هذا الفصلُ مكتوبٌ بالأَحْمَرِ ؛ لأَنَّه مُسْتَدْرَكٌ علَى الجَوْهَرِيِّ ، والصَّاغَانِيِّ ، وصاحِبِ اللِّسَانِ.
[برسف] : بُرْسُفُ ، ككُرْسُفٍ أَهْمَلَهُ الجماعَةُ ، وهو : اسْمُ ة بالسَّوَادِ سَوادِ بَغْدَادَ ، بالجَانِبِ الشَّرْقِيِّ علَى طَرِيقِ خُرَاسَانَ ، منها أَحمدُ بن الحَسَنِ الْمُقْرِىءُ عن أَبي طالبِ بن يُوسُفَ الْبُرْسُفيِّ وأَبُو الحسين (٤) محمدُ بنُ بَقَاءِ بنِ الحسَنِ بن صالح بن يُوسُفَ الْمُقْرِىءُ ، سمع أَبا الوَقْتِ ، وَعنه ابنُ النَّجّارِ ، مات سنة ٦٠٥ البُرْسُفِيّانِ الضَّرِيرَانِ الْمُحْدِّثانِ.
[برنف] : الْبُرْنُوفُ ، كصَعْفُوقٍ (٥) أَهْمَلَهُ الجماعَةُ ، ثم وَزْنُهُ بصَعْفُوقٍ مع كَوْنِهِ نَادِرًا نَادِرٌ : نَبَاتٌ م مَعْرُوفٌ كَثِيرٌ بِمِصْرَ ينْبُتُ علَى حُرُوفِ التُّرَعِ والجُسُورِ ، وفي الأَرْضِ السَّهْلَةِ ، لا فَرْقَ بَيْنَه وبين الطيون إلّا نُعُومَةُ أَوْرَاقِه ، وعدمُ الدِبْقِ فِيه ، وفي رائِحتِه لُطْفٌ ، وهوَ الشاه بابك بالفارسيَّةِ ، وَله خَواصُّ ، قالوا : مَسْحُ عُصَارَتِهِ في مَحْلُولِ النِّيلَنْجِ علَى مَفاصِل الصِّبْيانِ نافِعٌ مِن صَرَعٍ يَعْرِضُ لَهُم جِدًّا ، وكذا سَقْيُ دِرْهَمٍ منه بِلَبَنِ أُمِّهِ يَفْعَلُ ذلِكَ وشَمُّ وَرَقِهِ نَافِعٌ للزُّكَام ، وسُدَدِ الدِّماغِ ، وأَمْغَاصِ الْأَطْفَالِ مِن الرِّياحِ الْبَارِدَةِ ، وقَطْعِ سَيَلانِ لُعَابِهِمْ ، وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ والجُنُونَ ، عن تَجْرِبَةٍ مَحْكِيَّةٍ.
[برنجاشف] : * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
بِرَنْجَاشِفُ (٦) بالكَسْرِ ، ويُقَال بالَّلامِ بَدَلَ الرَّاءِ : ضَرْبٌ مِن القَيْصُوم يَقْرُبُ من الأَفْسَنْتِين ، وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ في «ح ب ق» انْظُرْه إذاً ، وأَهْمَلْهُ هنا ، فتَأَمَّلْ.
[باف] : بَافٌ أَهْمله الجماعَةُ ، وقال ياقُوتُ ، في مُعْجَمِهِ : ة بخُوَارَزْمَ ، منها عبد الله بنُ محمدٍ البُخَارِيُّ أَبو محمد الْبَافيُّ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ بِبَغْدَادَ ، فِقْهاً وأَدَباً ، قال الخَطِيبُ : هو مِن بُخَارَى ، وله أَدَبٌ وشِعْرٌ مَأْثُورٌ ، مات ببَغْدَادَ سنة ٣٩٨ ، ومِن شِعْرِه :
عَلَى بَغْدَادَ مَعْدِنِ كُلِّ طِيبٍ |
|
وَمَغْنَى نُزْهَةِ المُتَنَزِّهِينَا |
سَلامٌ كُلَّما جَرَحَتْ بلَحْظٍ |
|
عُيُونُ المُشْتَهَيْنَ المُشْتَهِينَا |
دَخَلْنَا كَارِهِينَ لها فلَمَّا |
|
أَلِفْناهَا خَرَجْنَا مُكْرَهِينَا |
وَمَا حُبُّ الدِّيارِ بِنَا ولكِنْ |
|
أَمَرُّ العَيْشِ فُرْقَةُ مَن هَوِينَا |
فصل التاءِ مع الفاءِ
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه في هذا الفصل : [تأف] : أَتَيْتُهُ عَلَى تَئِفَّةِ ذلِك ، فَعِلَّةٌ عندَ سِيبَوَيْهِ ، وتَفْعِلَةٌ
__________________
(١) في التكملة : «آفوا».
(٢) عن التهذيب وبالأصل «قلبت» وتمام عبارة الأزهري : قلت : وقول الليث «إفوا» (وفي التكملة عنه : آفوا) الألف ممالة.
(*) في القاموس : والهمزة.
(٣) في التهذيب واللسان : «ساكنٌ» والأصل كالتكملة.
(٤) في معجم البلدان : أبو الحسن محمد بن بعّار.
(٥) في القاموس ط مصر وط الرسالة بيروت : كعُصْفُور.
(٦) في تذكرة الأنطاكي : برنجاسف ، بالسين المهملة. وفي المعتمد في الأدوية فكالأصل.