وعُرُفّانٍ ، كجُرُبّانٍ ، وعِفِتّانٍ ثُم فَسَّر الوَزْنَيْنِ بقولِه : بضَمَّتَيْن مُشَدَّدَةً ، وبِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً وفيه لَفُّ ونَشْرٌ مَرتَّبٌ ، قال أَبو حَنِيفَةَ : جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ له عُرْفٌ ، لا يَكُونُ إلّا في رِمْثَةٍ ، أو عُنْظُوانَةٍ وقد اقْتَصرَ على الضَّبْطِ الأَوّلِ. أَو دُوَيْبَةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ برملِ عالِجٍ أَو رِمالِ الدَّهْناءِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : العُرُفّانُ بالضبط الأَوّل : جَبَلٌ أَو دُوَيْبَّةٌ.
والعِرِفّانِ ، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً فقَط : اسمُ رَجُلٍ ، وهو صاحبُ الرّاعِي الشاعِرِ الذي يَقُولُ فيه :
كَفانِي عِرِفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه |
|
كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ |
فباتَ يُرِيهِ عِرْسَهُ وبَناتِه |
|
وَبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُهْ(١) |
وقال ثَعْلَبٌ : العِرِفّانُ هنا : الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشيءِ الدَّالُّ عَلَيهِ وهذا صِفَةٌ ، وذكر سِيبَوَيْه أَنه لا يَعْرِفُه وَصْفاً ويُضَم مع التّشْدِيدِ ، وهكذا رواهُ سِيبَويْه ، جَعَلَه مَنْقُولاً عن اسمِ عينٍ.
وعِرْفانُ ، كعِتْبانَ : مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيَّ.
والعُرْفَةُ ، بالضمِّ : أَرْضٌ بارِزَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ تُنْبِتُ.
والعُرْفَةُ أَيضاً : الحَدُّ بينَ الشّيَئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج : عُرَفٌ كصُرَدٍ.
والعُرَفُ : ثَلاثَةَ (٢) عَشَرَ مَوْضِعاً ، في بلادِ العَرَبِ ، منها عُرْفَةُ صارَةَ ، وعُرْفَةُ القَنانِ ، وعُرْفَةُ ساقٍ وهذا يُقالُ لهُ : ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ :
رَأَيْتُ بعُرْفَةِ الفَرْوَيْنِ نارًا |
|
تُشَبُّ ودونِيَ (٣) الفَلُّوجَتانِ |
وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ ، وعُرْفَةُ خَجَا ، وعُرْفَةُ نِباطٍ ، وغيرُ ذلك (٤) ويُقال : العُرَفُ في بلادِ ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدٍ ، وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ ، وفي اللِّسانِ : العُرْفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ (٥). والأَعْرافُ : ضَرْبٌ من النَّخْلِ عن ابنِ دُرَيْدٍ ، وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ ، وقد تقَدَّم شاهِدُه.
والأَعْرافُ : سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ) (٦) وقالَ الزَّجّاجُ : الأَعْرافُ : أَعالِي السُّورِ ، واخْتُلِفَ في أَصْحابِ الأَعْرافِ ، فَقِيلَ : هم قَوْمٌ اسْتوَتْ حَسَناتُهم وسيئاتهم فلم يستحقّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ ، ولا النارَ بالسَّيِّئاتِ ، فكانُوا على الحِجابِ الّذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ ، قالَ : ويَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْناه ـ والله أَعْلَمُ ـ : (عَلَى الْأَعْرافِ) : على مَعْرَفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ ، وقِيلَ : (أَصْحابُ الْأَعْرافِ) : أَنْبِياءُ ، وقِيلَ : مَلائِكَةٌ على ما هو مُبَيِّنٌ في كُتُب التّفاسِيرِ.
والأَعْرافُ من الرِّياحِ : أعالِيها وأَوائِلُها ، وكذلك من السَّحابِ والضَّبابِ ، وهو مجازٌ.
وأَعْرافُ : نَخْلٌ (٧) وهِضابٌ وفي بعضِ النُّسَخِ ـ وهو الصَّواب ـ وأَعْرافُ نَخْلٍ : هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هكَذا في النُّسَخِ ، وهو غَلَطٌ ، صوابُه حُمْرٌ في أَرْضٍ سهْلَةٍ ، كما هو نَصُّ المُعْجَمِ لياقُوت ، وأَنشدَ :
يا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ |
|
أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَعْرافِ |
وَيومُ الأَعْرافِ : من أَيّامِهِمْ.
وقال أَبُو زِياد : في بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَعْراف ، منها : أَعْرافُ لُبْنَى ، وأَعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما ، وَهي مَواضِعُ في بِلادِ العَرَبِ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :
جلَبْنَا من الأَعرافِ أَعْرافِ غَمْرَةٍ |
|
وَأَعْرافِ لُبْنَى الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ |
عِراباً وحُوًّا مُشْرِفاً حَجَبَاتُها (٨) |
|
بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ |
بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ |
|
وَأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ (٩) |
__________________
(١) ديوانه ص ١٨٦ وانظر تخريجه فيه.
(٢) في معجم البلدان : «بضع عشرة عُرْفَة».
(٣) بالأصل «وددن الفلوجتان» ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وددن الفلوجتان كذا في الأصل وحرر» والمثبت عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن العباب.
(٤) انظر معجم البلدان «العرفة» وما بعدها ، ولم يرد فيه «عرفة قنان» وإنما ذكر قنان في موضعه.
(٥) لعلهما «عرفة أعيار» «وعرفة قنان» كما يفهم من عبارة معجم البلدان.
(٦) سورة الأعراف الآية ٤٨.
(٧) في القاموس : «وأعرافُ نخلٍ : هضابٌ ..» مثله في معجم البلدان.
(٨) عن معجم البلدان «الأعراف» وبالأصل «مشرفاً صحباتها».
(٩) الأبيات في الديوان باختلاف في ترتيبها وفي روايتها.