ازْدَلِفُوا إِلَيْهِ (١) ، وله حديثٌ ، كما قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
وَفي اللِّسَانِ : ازْدَلِفُوا قَوْسِي أو قَدْرَهَا ، أي : تَقَدَّمُوا في الحربِ بقَدْرِ قَوْسِي ، قال الصَّاغَانِيُّ : وهذه الحَرْبُ هي حَرْبُ كُلَيْبٍ ، وكان إذا رَكِبَ لم يَعْتَمَّ مَعَه غَيْرُه ، أَو لِاقْتِرَابِهِ مِنَ الْأَقْرَان في الْحُرُوبِ ، وازْدِلَافِهِ إِلَيْهِمْ ، وَإِقْدَامِه علَيْهِم ، كما نَقَلَهُ ابنُ حَبِيب.
والْمُزْدَلِفَةُ ، وَيُقَال أيضاً : مُزْدَلِفَةُ ، بلَا لامٍ : ع ، بَيْنَ عَرَفَاتٍ ومِنًى ، قيل : حَدُّهُ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ إلى مَأْزِمَيْ مُحَسِّرٍ ، ولو قال : مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ ، كما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، أَو مَوْضِعٌ معروفٌ ، كان أَظْهَرَ ، سُمِّيَ به لِأَنَّهُ يُتَقَرَّبُ فِيهَا إِلَى الله تَعَالَى ، كما في العباب ، أو لِاقْترَابِ النَّاسِ إِلَى مِنى بَعْدَ الْإِفَاضَةِ ، مِن عَرَفات ، كما قَالَهُ اللَّيْث ، وقال ابن سِيدَه : وَلا أَدْرِي كيفَ هذا أَو لِمَجِيءِ النَّاسِ إِليها في زُلَفٍ مِنَ اللَّيْلِ ، أو لأَنَّها أَرْضٌ مُسْتَويَةٌ مَكْنُوسَةٌ ، وهذا أَقْرَبُ ، قال شيخُنَا وأَشْهَرُ منه ما ذَكَرَه المُؤَرِّخُونَ ، وأَكْثَرُ أَهْلِ المَنَاسِكِ ، والمُصَنِّفُون في المواضِعِ : أَنَّهَا سُمِّيَتْ لأَنَّ آدَمَ اجْتَمَعَ فيها مع حَوَّاءَ عليهماالسلام ، وازْدَلَفَ منها ، أي : دَنَا ، كما سُمِّيَتْ جَمْعاً لذلك ، قلتُ : وإِلَى هذا الوَجْهِ مَالَ أَبو عُبَيْدَةَ.
وتَزَلَّفُوا : تَقَدَّمُوا ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وتَزَلَّفُوا : تَفَرَّقُوا ، هكذا في النُّسَخِ ، وهو غلَطٌ ، وَالصَّوابُ : تَقَرَّبُوا ، أي دَنَوْا ، كما هو نَصُّ اللِّسَانِ ، وَالعُبَابِ ، وقال أَبو زَبِيدٍ :
حَتَّى إِذَا اعْصَوْصَبُوا دُونَ الرِّكَابِ معاً |
|
دَنَا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ |
كَازْدَلَفُوا فِيهِمَا ، أي في التَّقَدُّمِ والتَّقَرُّبِ ، والأَوَّلُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، ومنه المُزْدَلِفُ على قَوْلِ ابنِ حَبِيب ، وقد تقَدَّم ، ومنْ الثاني الحديثُ : «فَإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ» ، وفي حديثٍ آخَرَ (٢) : أَنَّه «أُتِيَ ببَدَنَاتٍ خَمْسٍ أو سِتٍّ ، فطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِليْهِ ، بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ» أي : يَقْرُبْنَ ، كما قَالَهُ الصَّاغَانِيُّ ، ولو قيل في مَعْنَاه : يتَقَدَّمْنَ إِليْه ، لَكَانَ مُنَاسِباً أَيضاً ، وفي حديثِ محمدٍ البَاقِرِ ـ عليهالسلام والرِّضَا ـ : «مَا لَكَ مِن عَيْشِكَ إِلَّا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بِكَ إِلَى حِمَامِكَ».
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
زَلَفَ إِليه : دَنَا منه.
وَأَزْلَفَ الشَّيءَ : قَرَّبَهُ ، ومنه قَوْلُه تعالَى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٣) ، أي : قُرِّبَتْ ، وقال الزَّجَّاجُ : تَأْوِيلُه : أي قَرُبَ دُخُولُهم فيها ، ونَظَرُهم إِليها.
وَازْدَلَفَهُ : أَدْنَاهُ إلى هَلَكَةٍ.
وَأَزْلَفَهُ : جَمَعَهُ ، ومنه قَوْلُه تعالَى : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) (٤).
وَأَزْلَفَ سَيِّئَةً : أَسْلَفَهَا وقَدَّمَها.
وَالزَّلْفُ (٥) : التَّقَدُّمُ مِن مَوْضِعٍ إلى مَوْضِعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، عن أَبي عُبَيْدٍ ، كالزَّلِيفِ ، والتَّزَلُّفِ ، وقد ذكَرهما المُصَنِّفُ.
وَزَلَفْنَا له : أي تَقَدَّمْنَا.
وَزَلَفَ الشَّيْءَ ، وزَلَّفَهُ : قَدَّمَهُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وَالمَزَالِفُ : الأَجَاجِينُ الخُضْرُ ، عن أَبي عُبَيْدَةَ.
وَالزَّلَفَةُ ، مُحَرَّكَةً : الرَّوْضَةُ ، حَكاهُ ابنُ بَرِّيّ ، عن أبي عُمَرَ الزَّاهدِ ، وبه فُسِّرَ حديثُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ السابِقُ ، وَيُقَال بالقَافِ أَيضاً.
وَقال ابنُ عَبَّادٍ : فُلانٌ يُزلفُ (٦) الناسَ تَزْلِيفاً أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً هَكذا ، إِلَّا أَنَّه قال : «دَلِيل» ، بَدَلَ «فُلان».
[زنحف] : الزَّنْحَفَةُ ، بِالنُّونِ والْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وصاحبُ اللِّسَانِ ، وقال ابنُ عَبَّادٍ : مِن أَسْمَاءِ الدَّوَاهِي ولا أَحُقُّهُ ، كما في العُبَابِ ، والتَّكْمِلَةِ.
__________________
(١) في جمهرة ابن حزم ص ٣٢٣ سمي المزدلف لأنه قال لَهُم يوم التحاليق : يا بني بكر! ازدلفوا مقدار رميتي برمحي هذا.
(٢) في اللسان : وفي حديث الضحيةِ.
(٣) سورة الشعراء الآية ٩٠.
(٤) سورة الشعراء الآية ٦٤.
(٥) ضبطت عن الصحاح ، وضبطت في اللسان بالقلم بالتحريك ، وَبهامشه : كذا ضبط بالأصل وضبط في بعض نسخ الصحاح بسكون اللام.
(٦) ضبطت عن الأساس.