القَبُولِ والرَّدِّ ، علَى أنَّ ما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ لم يَنْفَرِدْ به ، بل هو قَوْلُ صاحِبِ العَيْنِ وغيرِه ، واللهُ أَعلَمُ ، انتهى.
قلتُ : وذكَر الصَّاغَانِيُّ العِبَارَةَ التي نَقَلْنَاها عن الأَزْهَرِيِّ ، في العُبَابِ ، والتَّكْمِلَةِ ، وزاد في الأَخِيرِ بعدَ قَوْلِه : لا الْقَافُ ، ما نَصُّه : ولم يُوَافِقِ الأَزْهَرِيُّ علَى ما قَالَ ، فهذا يُؤَيِّدُ ما أَشَارَ له شَيْخُنَا ، فتَأَمَّلْ.
ثم قال الأَزْهَرِيُّ : وتَرْقُفُ (١) ، كَتَنْصرُ : اسْمُ امْرَأَةٍ ، أَو : د ، ومنه الْعَبَّاسُ بنُ الْوَلِيدِ التّرْقُفيُّ ، وفي التَّكْمِلَةِ : لم يُوَافِقِ الأَزْهَرِيُّ علَى أَنَّه اسْمُ امْرَأَةٍ (٢).
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
الرَّقَفَةُ ، مُحَرَّكَةً ، والرَّقْفَةُ (٣) : الرِّعْدَةُ ، كما في التَّكْمِلَةِ.
[ركف] : ارْتَكَفَ الثْلْجُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال شَمِرٌ : أي وَقَعَ فَثَبَتَ في الأَرْضِ ، زادَ في اللِّسَانِ : كقَوْلِكَ في الفَارِسِيّةِ : بنشست (٤).
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
الرَّكَفَةُ ، مُحَرَّكَةً : أَصْلُ العَرْطَنِيثَا ، مِصْرِيَّةٌ.
[رنف] : الرَّنْفُ ، بالفَتْحِ ، وعَلَيه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ، ويُحَرَّكُ ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ : بَهْرَامَجُ الْبَرِّ ، وَهو مِن شَجَرِ الجِبَالِ ، وفي مَقْتَلِ تَأَبَّطَ شَرًّا أنَّ الذي رَمَاهُ لَاذَ منه بِرَنْفَةٍ ، فلم يَزَلْ تَأَبَّطَ شَرَّا يَجْدُمُها بالسَّيْفِ حتى وَصَلَ إِليه فقَتَلَهُ ، ثم مات مِن رَمْيَتِهِ ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَذْكُرُ نَبْعَةً :
تَعَلَّمَها في غِيْلِهَا وهي حَظْوَةٌ |
|
بِوادٍ به نَبْعٌ طِوَالٌ وحِثْيَلُ (٥) |
وبَانٌ وظَيَّانٌ وأَنْفٌ وشَوْحَطٌ |
|
أَلَفُّ أَثِيثٌ نَاعِمٌ مُتَغَيِّلُ (٦). |
وَهذِه كُلُّهَا مِن شَجَرِ الجِبَالِ ، وقال أَبو حَنِيفَةَ : أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ مِن أَهْلِ السَّرَاةِ ، قال الرَّنْفُ : هو هذا الشَّجَرُ الذي يُقَال له : الخِلَافُ البَلْخِيُّ ، وهو بعَيْنِهِ ، ينْضَمُّ وَرَقُهُ إلى قُضْبَانِهِ إذا جاءَ اللَّيْلُ ، وينْتَشِرُ بالنَّهَارِ.
والرَّانِفَةُ : طَرَفُ غُضْرُوفِ الْأَنْفِ (٧) ، وقيل : ما لَانَ عَن شِدَّةِ الغُضْرُوفِ.
والرَّانِفَةُ : أَليْةُ الْيَدِ ، وَهو أَسْفَلُهَا.
والرَّانِفَةُ : جُلَيْدَةُ طَرَفِ الرَّوْثَةِ ، أي : الأَرْنَبَةِ ، كلُّ ذلك مِن نَوَادِرِ اللِّحْيَانِيِّ.
وقال أَبو حاتمٍ : الرَّانِفَةُ مِن الْكَبِدِ : مَا رَقَّ منها.
وقال اللِّحْيَانِيُّ : الرَّانِفَةُ مِن الْكُمِّ : طَرَفُهَا ، وَرَأْسُهَا.
والرَّانِفَةُ : أَسْفَلُ الأَلْيَةِ ، وطَرَفُهَا الذِي يَلِي الأَرْضِ إِذا كُنْتَ قَائِماً ، كما في الصِّحاحِ ، وقال غيرُه : الرَّانِفَةُ : ما سَالَ مِن الأَلْيَةِ علَى الفَخِذَيْنِ ، وفي حديث عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ : «أَنّه قال له رَجُلٌ : خَرَجَتْ فيَّ قُرْحَةٌ ، فقَالَ : في أيِّ مَوْضِعٍ مِن جَسَدِكَ؟ قال : بَيْنَ الرَّانِفَةِ والصَّفَنِ» فأَعْجَبَهُ حُسْنُ ما كَنَى ، والجَمْعُ : رَوَانِفُ ، وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لعَنْتَرَةَ يَهْجُو عُمَارةَ بنَ زِيادٍ العَبْسِيَّ :
مَتَى مَا نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ |
|
رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطَارَا |
والرَّانِفَةُ : كِسَاءٌ يُعَلَّقُ إلى شِقَاقِ بُيُوتِ الْأَعْرَابِ ، حتى تَلْحَقَ بِالأَرْضِ ، ج : رَوَانِفُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
وفي الصّحاح : أَرْنَفَتِ النَّاقَةُ بأُذُنَيْهَا : إذا أَرْخَتْهُمَا مِن الْإِعْيَاءِ (٨) ، ومنهالحديث : «كان إذا نَزَلَ عَلَيه صلىاللهعليهوسلم الوَحْيُ وَهو علَى القَصْوَاءِ تَذْرِفُ عَيْنَاهَا ، وتُرْنِفُ بأُذُنَيْهَا مِن ثِقَلِ الوَحْيِ».
وقال ابنُ عَبَّادٍ : أَرْنَفَ الْبَعِيرُ ، سَارَ فَحَرَّكَ رَأْسَهُ ،
__________________
(١) ونص ياقوت على ضم القاف والفاء ، ووقعت فتحة بالقلم على التاء. وَفي اللباب «الترقفي» ضبطت بضم التاء نسبة إلى «تُرْقُف» قال : وظني أنها من أعمال واسط.
(٢) كذا بالأصل والتكملة وعبارة التهذيب كالأصل اسم بلد أو امرأة.
(٣) كذا بالأصل وفي التكملة : الرَّقَفَة والراقفة.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : بنشست ، الذي في اللسان : بِبَسْتْ.
(٥) صدره بالأصل :
يقلمها في غيلها وهي خطرة
وَالمثبت عن اللسان «شحط».
(٦) في اللسان : وظيان ورنفٌ ... متعبّل وعلى رواية الأصل فلا شاهد فيه.
(٧) في اللسان والتكملة : الأُذن.
(٨) في القاموس : أَرْخَتْهُما إعياءً.