والتَّخْوِيفُ : التَّنَقُّصُ ، يُقَال : خَوَّفَهُ ، وخَوَّفَ منه ، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ بَيْتَ طَرَفَةَ :
وَجَامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نَيبِهِ |
|
زَجْرُ الْمُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ |
يَعْنِي إِنَّه نَقَصَها ما يُنْحَرُ في المَيْسِرِ منها ، ورَوَى غَيْرُه : «خَوَّعَ مِن نَيبِهِ» ، ورَواهُ أَبو إِسْحَاقَ : مِن نَبْتِهِ».
وَخَوَّفَ غَنَمَهُ : أَرْسَلَهَا قِطْعةً قِطْعَةً.
وَخَافُ : قَرْيَةٌ بالعَجَمِ ، ومنها الشيخُ زَيْنُ الدِّينِ الخَافيُّ ، صُوفيٌّ ، مِن أَتْبَاعِ الشيخِ يُوسفَ العَجَمِيِّ ، كان بالقاهرةِ ، ثم نَزَحَ عنها ، ثم قَدِمَها سنة ٨٢٣ ومعه جَمْعٌ مِن أَتْبَاعِهِ ، كذا في التَّبْصِيرِ.
قلتُ : وهو أَبو بَكْرِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الخَافيُّ ، ويُقَال : الخَوَافيُّ ، أَخَذَ عن الزَّيْنِ الشَّريشِي ، وعنه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ عليٍّ الزَّلَبَانِيّ الدِّمْيَاطِيُّ.
[خيف] : الخَيْفَانُ : نَبْتٌ جَبَلِيٌّ ، عن ابنِ عَبَّادٍ ، وفي اللِّسَانِ : هو حَشِيشٌ يَنْبُتُ في الجَبَلِ ، وليس له وَرَقٌ ، وَيَطُولُ حتى يكونَ أَطْوَلَ مِن ذِرَاعٍ صُعُداً ، وله سَنِمَةٌ صُبَيْعَاءُ بَيْضاءُ السِّفْلِ (١) ، وجَعَلَهُ كُرَاعٌ فَيْعالاً ، قال ابنُ سِيدَه : وليس بقَوِيٍّ ، لكَثْرَةِ زِيادةَ الأَلِفِ والنُّونِ ، ولأَنَّه ليس في الكَلامِ «خ ف ن».
والخَيْفَانُ : الكَثْرَةُ (٢) مِن النَّاسِ ، يقالُ : رأَيْتُ خَيْفانًا مِن الناسِ. قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
وقال اللَّيْثُ : الخَيْفَانُ : الْجَرَادُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ جَنَاحَاهَا ، هكذا في النُّسْخِ ، والصَّوَابُ : جَنَاحَاهُ (٣) ، بتَذْكِيرِ الضَّمِيرِ ، وأَمَّا عِبَارَةُ اللَّيْثِ فإِنَّهَا سَالِمَةٌ مِن الغَلَطِ ، فإِنَّهُ قال : الجَرَادَةُ ، فلَزِمَ إِرْجَاعُ الضَّمِيرِ إِليها مُؤَنَّثَا ، أَو إذا صَارَتْ فيه خطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ بَيَاضٌ وصُفْرَةٌ ، الواحدَةُ : خَيْفَانَةٌ ، وقال اللِّيْحَانِيُّ : جَرَادٌ خَيْفَانٌ : اخْتَلَفَتْ فيه الأَلْوانُ ، والجَرَادُ حَينَئذٍ أَطْيَرُ ما يَكُونُ ، أَو إذا انْسَلَخَ مِن لَوْنِهِ الأَوّلِ الْأَسْوَدِ أَو الْأَصْفَرِ ، وصَارَ إلى الْحُمْرَةِ قالَهُ الأَصْمَعِيُّ ، وقال أَبو حاتمٍ : إذا بَدَتْ في لَوْنِهِ الأَحْمَرِ صُفْرَةٌ ، وبَقِيَ بعضُ الْحُمَرَةِ ، فهو الخَيْفَانُ ، أَو مَهَازِيلُهَا الْحُمْرُ التي مِن نِتَاجِ عَامٍ أَوَّلَ ، نَقَلَهُ أبو حاتمٍ عن بَعْضِ العَرَبِ ، قال أَبو خَيْرةَ : لا يَكُونُ أَقَلَّ صَبْرًا عَلَى الأَرْضِ منها إذا صَارَتْ خَيْفَانَةً ، ثم يُشَبَّه بها الفَرَسُ في خَفَّتَها وطُمُورِها ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وَأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً |
|
كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ |
هكذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ ، والصَّاغَانِيُّ ، وقال أَبو نَصْرٍ : العَرَبُ تُشَبِّهُ الخَيْلَ بالخَيْفَانِ ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وَأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً |
|
لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّ |
وَقال عَنْتَرَةُ :
فَغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتِي خَيْفَانَةً |
|
مُرْطُ الْجِرَاءِ لَهَا تَمِيمٌ أَتْلَعُ |
والْخَيْفُ : النَّاحِيَةُ ، وفي الصِّحاح : الخَيْفُ : جِلْدُ الضَّرْعِ ، وَمنه : نَاقَةٌ خَيْفاءُ ، أَو نَاحِيَةُ الضَّرْعِ ، أو جِلْدَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ ، هكذا قَالَهُ بَعْضَهُم.
والخَيْفُ أَيضاً : وعَاءُ قَضِيبِ الْبَعِيرِ ، وَمنهُ بَعِيرٌ أَخْيَفُ ، كما سيأْتِي.
والخَيْفُ : مَا انْحَدَرَ عن غِلَظِ الْجَبَلِ ، وارْتَفَعَ عن مَسِيلِ الْمَاءِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، قال : ومنه سُمِّيَ مَسْجِدُ الخَيْفِ بِمِنًى ، وكُلُّ هُبُوطٍ وارْتِقَاءٍ في سَفْحِ جَبَلٍ : خَيْفٌ.
والخَيْفُ : غُرَّةٌ بَيْضاءُ في الْجَبَلِ الْأَسْوَدِ الذِي خَلْفَ أَبي قُبَيْسٍ ، قيل : وبِهَا سُمِّيَ مَسْجِدُ الْخَيْفِ بِمِنَى ، أَو لأَنَّهَا خَيْفٌ ، أي : نَاحِيَةٌ مِن مِنًى ، أَو لانْحِدَارِهِ عن الغِلَظِ ، وارْتِفَاعِه عن المَسِيلِ ، كما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، أَو لأَنَّهَا في سَفْحِ جَبَلٍ ، هكذا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ : لأَنَّه ـ أي المَسْجِدُ ـ في سَفْحِ جَبَلِ مِنًى.
وخَيْفُ سَلّامٍ (٤) : د ، قُرْبَ عُسْفَانَ.
وخَيْفُ النَّعَمِ : بَلَدٌ آخَرُ أَسْفَلَ منه ، وخَيْفُ ذِي الْقَبْرِ : موضع آخرَ أَسْفَلَ منه أَيضا.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «السفلة».
(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : والكثيرة.
(٣) في اللسان : أجنحته ، باعتبار الجمع.
(٤) الأصل وياقوت ، ونقل عن الرشيد سلام بالتخفيف.