خَلِيفَةٌ ، وخَلِيفٌ ، ومِنَ الثَّانِي خَالِفَةٌ ، وخَالِفٌ ، قال : وقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى ما بَيَّنَّاه.
والخَلَفُ ، بالتَّحْرِيكِ : مَا اسْتَخْلَفْتَ مِن شَيْءٍ ، كما في الصِّحاحِ ، أي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ ، تقول : أَعْطَاكَ الله خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لك ، ولا يُقَال : خَلْفاً ، يُقَال : هو مِن أَبِيهِ خَلَفٌ ، أي : بَدَلٌ ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَفٌ منه.
وَفي حديثٍ مَرْفُوعٍ : يَحْمِلُ هذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلَ (١) الْجَاهِلينَ» ، قال القَعْنَبِيُّ : سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالك بنَ أَنَسٍ بهذا الحديثِ.
قلتُ : وقد رُوِيَ هذا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ ، رضياللهعنهم ، وقد خَرَّجْتُه في جُزْءٍ لَطِيفٍ ، وَبَيَّنْتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ ، فرَاجِعْهُ.
قال ابنُ الْأَثِيرِ : الخَلَفُ ، بالتَّحْرِيكِ ، والسُّكُون : كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى ، إلّا أَنَّه بالتَّحْرِيكِ في الخَيْرِ ، وَبِالتَّسْكِينِ في الشَّرِّ ، يُقَال : خَلَفُ صِدْقٍ ، وخَلْفُ سَوْءٍ ، وَمَعْنَاهما جَمِيعاً : القَرْنُ مِن النَّاسِ ، قال : والمُرَادُ في هذا الحديثِ المَفْتُوحُ ، ومن السُّكُونِ الحديثُ : «سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً (خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ)» ، وفي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ :«ثُمَّ أَنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهمْ (٢) خُلُوفٌ» هي جَمْعُ خَلْفٍ.
والخَلَفُ : مَصْدَرٌ الْأَخْلَفِ ، لْلأَعْسَرِ ، قال أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ |
|
مِنْ ضِيق مَوْرِدِه اسْتِنَانَ الْأَخْلَفِ (٣) |
الزَّقَبُ : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ ، والاسْتِنَانُ : الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ.
وقيل : الأَخْلَفُ : اسمُ الْأَخْوَلِ ، وقيل : اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعَسِرِ ، الذي كَأَنَّهُ يُمشِي علَى شقٍّ ، وَفي الصِّحاحِ : بَعِيرٌ أخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ ، إذا كان مائِلاً علَى شِقٍّ ، حَكاهُ أبو عُبَيْدٍ.
قلت : وهكذا قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ أَيضاً ، وفي شَرْحِ الدِّيوانِ : الأَخْلَفُ : الذي كأَنَّهُ يَمِيلُ علَى أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنْ ضِيقِ المَوْرِدِ (٤) ، وقال بعضُهُمْ : أي هو يَمْشِي مَشْيَ الأَعْسَرِ ، هكذا في شِقًّ.
وخَلَفُ بنُ أَيُّوب العَامِرِيُّ ، مُفْتِي بَلْخَ ، ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ (٥).
وخَلَفُ بنُ تَمِيمٍ الكُوفيُّ ، بالمِصَّيصَةِ : نَاسِكٌ مُجَاهِدٌ ، صَحِبَ إبراهِيمَ بنَ أَدْهَمَ.
وخَلَفُ بنُ خَالِدٍ المِصْرِيُّ (٦) ، اتَّهَمَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بوَضْعِ الحديثِ.
وخَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ أَبو أَحمدَ ، مَوْلَى أَشْجَعَ ، وقد قيل : مَوْلَى النَّخَعِ ، يَرْوِي عن العِراقِيِّين ، وحُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ ، وَذُؤَيْبَةَ ، رَوَى عنه قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ ، ونَاسٌ ، مَوْلِدُه ، بالكُوفةِ ، ثم تَحَوَّلَ إلى وَاسِط ، ثم انْتَقَلَ إلى بَغْدادَ ، ومات سنة ١٨١ عن مائةٍ سَنَةٍ ، وقد رأَى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه ، وهو صَبِيٌّ صَغِيرٌ (٧) ، ولم يَحْفَظْ عنه شَيْئاً. ولذا لم يُعَدَّ تَابِعِيًّا ، قالَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقَاتِ.
وخَلَفُ بنُ سَالِمٍ الحافِظُ ، أَبو محمدٍ المُخْرَّمِيُّ ، عن هُشَيْمٍ ، وعنه أبو القاسم البَغَوِيُّ.
وخَلَفُ بنُ مَهْدَانَ هكذا في النُّسَخِ ، ولم أَجِدْهُ في مَوْضِعٍ ، ولعلَّه خَلَفُ بن مَهْرَانَ الآتي ذِكْرُه.
وخَلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ ، عن أبيهِ ، وحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ ، وعنه تَمْتَامٌ (٨) ، والرمادِيُّ ، صَدُوقٌ ، تُوُفِّيَ سنة ٢٢١ (٩).
وخَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار (١٠) أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «وتأويل».
(٢) الأصل واللسان ، وفي نسخ النهاية ، «من بعده» ونبه مصححه إلى رواية الأصل.
(٣) ديوان الهذليين ٢ / ١٠٦ وفي شرحه فسر الأخلف : العسر المخالف المعوّج.
(٤) انظر الحاشية السابقة ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٨٦ وديوان الهذليين ٢ / ١٠٦.
(٥) قال الذهبي في ميزان الاعتدال : كان ذا علم وعمل وتألّه زاره سلطان بلخ فأعرض عنه ... مات سنة ٢٠٥.
(٦) في ميزان الاعتدال ١ / ٦٥٩ بصري.
(٧) أنكر رؤيته عمرًا أحمدُ بن حنبل وابنُ عيينة.
(٨) عن تهذيب التهذيب ٣ / ١٥٥ وبالأصل «تقام».
(٩) في التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١٩٥ مات سنة عشرين ومائتين.
(١٠) عن التاريخ الكبير للبخاري وبالأصل «البزاز».