وفي الأَساسِ : خَفَّتِ الأُنْثَى (١) للفَحْلِ : ذَلَّتْ له ، وَانْقَادَتْ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : خَفَّتِ الضَّبُعُ ، تَخِفُّ ، خَفًّا ، بِالفَتْحِ ، إِذا صَاحَتْ ، هكذا في نَصِّ الجَمْهَرَةِ (٢) ، وذِكْرُ الفَتْحِ في كَلامِ المُصَنَّفِ مُسْتَدْرَكٌ.
ومِن المَجَازِ : خَفَّ الْقَوْمُ عن وَطَنِهِم ، خُفُوفاً : ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ ، وَقيل : ارْتَحَلُوا عنه ، فلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ ، قال الْأَعْشَى (٣) :
خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أو بَكَرُوا |
|
وَأَزعَجَتْهُمْ نَوًى في صَرْفِهَا غِيرَهُ |
وَقيل : خَفُّوا خُفُوفاً : إِذَا قَلُّوا ، وخَفَّتْ زَحْمَتُهم.
والخَفُّوفُ ، كَتَنُّورٍ : الضَّبُعُ عن ابنِ عَبَّادٍ.
والخَفِيفُ ، كَأَمِيرٍ : مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيًّا على فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ ، هكذا في النُّسَخِ ، وصَوَابُه : مُسْتَفْعِلُنْ ، فاعِلَاتُنْ ، كما هو نَصُّ العُبابِ ، والتَّكْمِلَةِ (٤) سِتَّ مَرَّاتٍ ، سُمِّيَ بذلك لِخِفَّتِهِ.
وامْرَأَةٌ خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ ، أي : كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا.
والْخُفْخُوفُ ، بِالْضَمَّ : طَائِرٌ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، عن أَبي الخَطَّابِ الأَخفَشِ ، قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُهُ ، وَقال المُفَضَّلُ : هو الذي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ ، ويُقَال له : المِيسَاقُ.
وضِبْعَانٌ خَفَاخِفٌ : كَثِيرُو الصَّوْتِ ، هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ ، بفَتْح خاءِ خَفاخِف ، وكَثِيرُو ، علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ ، وهو غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ ، والصَّوابُ : خُفَاخِفُ ، كعُلَابِطٍ ، وكَثِيرُ الصَّوتِ ، بالإفْرَادِ ، وضِبْعَانٌ ، بالكَسْرِ للذَّكَرِ ، كما هو نَصُّ العُبَابِ ، واللِّسَانِ ، وقد نَبَّه عَلَيه شَيْخُنا أَيضاً.
ومِن المَجَازِ : أَخَفَّ الرَّجُلُ : إذا خَفَّتْ حَالُهُ ، كما في الصِّحاحِ زَادَ غيرُه : ورَقَّتْ ، وكان قَلِيلَ الثَّقَلِ في سَفَرِهِ أَو حَضَرِه ، فهو مُخِفٌّ ، وخَفِيفٌ ، وخِفٌّ ، ومنهالحديثُ : «نَجَا الْمُخِفُّونَ» أي : مِن أَسْبَابِ الدُّنيَا وعُلَقِهَا ، وعن مالِكِ بنِ دِينَارٍ ، أَنَّهُ وَقَعَ الحَرِيقُ في دَارٍ كان فيها ، فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ ، وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ ، ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ ، وقال : «فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ» ، ويُقَال : أَقْبَلَ فُلانٌ مُخِفًّا.
وأَخَفَّ الْقَوْمُ : صَارَتْ لَهُمْ دَوَابٌّ خِفَافٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، عن أَبِي زَيْدٍ.
وأَخَفَّ فُلانًا : إذا أَغْضَبَهُ ، وأَزَالَ حِلْمَهُ ، وحَمَلَهُ علَى الْخِفَّةِ والطَّيْشِ ، وبَيْنَ حِلْمِه وحَمَلَهُ جِنَاسُ القَلْبِ ، ومنه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : لا تَغْتَابَنَّ عِندِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لا يُخِفُّنِي.
والتَّخْفِيفُ : ضِدُّ التَّثْقِيلِ ، ومنه قَولُه تعالَى : (ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ) (٥).
وَمنه الحديثُ : «كان إذا بَعَثَ الخُرَّاصَ ، قال : خَفِّفُوا الخَرْصَ ، فإِنَّ في الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ» ، أي : لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه ، فإِنَّهم يُطْعِمُون منها ، ويُوصُون.
وَفي حديثِ عَطَاءٍ : «خَفِّفُوا على الْأَرْضِ» ويُرْوَى : خِفُّوا ، وقد تقدَّم قَرِيباً ، أي : لا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم في السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً ، فيُؤَثِّرَ في جِبَاهِكُمْ.
والْخَفْخَفَةُ : صَوْتُ الضِّبَاعِ ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ (٦) ، وقد خَفْخَفَ الضَّبُعُ ، وقيل : الخفْخَفَةُ : صَوْتُ الْكِلَابِ عِنْدَ الْأَكْلِ ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ ، وقال ابنُ الْأَعْرَابِيِّ : الخَفْخَفَةُ : صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ ـ زَادَ غيرُه : أَو الفَرْوِ الجَدِيدِ ـ إِذا لُبِسَ.
واسْتَخَفَّهُ : ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ ، أي : رَآهُ خَفِيفاً ، ومنه قَوْلُه تعالَى : (تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) (٧) أي يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها ، ومنه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين : اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُوْلَى فَخَفَّفَها ، أي : لم تَثْقُلْ عَلَيه فخَفَّفَها لذلك.
واسْتَخَفَّ فُلانًا عَن رَأيِهِ : إذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ ،
__________________
(١) الأساس : الأَثُن.
(٢) الجمهرة ١ / ٨٦.
(٣) كذا بالأصل ، وفي التهذيب : قال لبيد ، وكلاهما خطأ ، فالبيت للأخطل وهو البيت الأول من قصيدة رقم ٩ في شرح ديوانه.
(٤) في التكملة : فاعلاتن مستفعلن.
(٥) سورة البقرة الآية ١٧٨.
(٦) الجمهرة ١ / ٨٦.
(٧) سورة النحل الآية ٨٠.