ويُقَال : أَخْطَفَ لي مِن حَدِيثِهِ شَيْئاً ثُمَّ سَكَتَ ، وهو الرَّجُلُ يَأْخُذُ في الحَدِيثِ ، ثُمَّ يَبْدُو له ، فيَقْطَعُ حَدِيثَهُ ، وهو الإخْطَافُ.
وَالخَيَاطِفُ : المَهَاوِي ، واحدُهَا : خَيْطَفٌ ، قال الفَرَزْدَقُ :
وَقد رُمْتَ أَمْرًا يا مُعَاوِيَ دُونَهُ |
|
خَيَاطِفُ عِلَّوْزٍ صِعَابٌ مَرَاتِبُهْ |
وَالخُطُفُ ، والخُطَّفُ جمِيعاً ، مِثْلُ الجُنونِ ، قال أُسَامَةُ الهُذَلِيُّ :
فَجَاءَ وقد أَوْجَتْ (١) مِن الْمَوْتِ نَفْسُهُ |
|
بِهِ خُطُفٌ قد حَذَّرَتْهُ المَقَاعِدُ |
وَيُرْوَى : «خُطَّفٌ» فإِمَّا أَن يكونَ جَمعاً كضُرَّبٍ ، أَو مُفْرَداً.
وَالإخْطَافُ في الخَيْلِ : عَيْبٌ ، وهو ضِدُّ الانْتِفَاخِ ، وقال أَبو الهَيْثَمِ : الإخْطَافُ في الخَيْلِ : صِغَرُ الجَوْفِ (٢) ، وَأَنْشَدَ :
لا دَنَنٌ فيه ولَا إخْطَافُ
وَأَخْطَفَ السَّهْمُ : اسْتَوَى.
وَسِهَامٌ خَوَاطِفُ : خَوَاطِىءُ ، قال :
تَعَرَّضْنَ مَرْمَى الصَّيْدِ ثُمَّ رَمَيْنَنَا |
|
مِنَ النَّبْلِ لَا بِالطَّائِشَاتِ الْخَوَاطِفِ |
وَهو علَى إِرَادَةِ المُخْطِفَاتِ.
وَيُقَال : هذا سَيْفٌ يَخْطِفُ الرَّأْسَ ، وهو مَجَازٌ.
وَالحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خُطَّافٍ ، كَرُمّانٍ ، أَبو سَلَمَةَ ، عن الزُّهْرِيِّ ، مُتَّهَمٌ.
وَكشَدَّادٍ : غَالِبُ بنُ خَطَّافٍ القَطَّانُ ، عن الحَسَنِ.
[خفف] : الْخُفُّ ، بالضَّمِّ : مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ ، وَالنَّاقَةِ ، تَقولُ العَرَبُ : هذا خُفُّ البعِيرِ ، وهذه فِرْسِنُهُ ، وقال الجَوْهَرِيُّ : الخُفُّ : وَاحِدُ أَخْفَافِ البَعِيرِ ، وهو للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ ، وفي المُحْكَمِ : وقد يَكُونُ الخُفُّ للنَّعَام ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ ، قال : أَو الْخُفُّ لا يَكُونُ إِلَّا لَهُمَا ، ج : أَخْفَافٌ.
والخُفُّ أَيضاً : وَاحِدُ الخِفَافِ التي تُلْبَسُ في الرِّجْلِ ، وَيُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ ، كما في اللِّسَانِ.
وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ : لَبِسَهُ (٣).
والخُفُّ مِن الْأَرْضِ : الغَلِيظَةُ ، وَفي الصِّحاحِ ، وَالعُبَابِ : أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ ، وفي الأَسَاسِ : أَطْوَلُ مِن النَّعْلِ ، وهو مَجَازٌ.
ومِن المَجَازِ : الخُفُّ مِن الإِنْسَانِ : ما أَصَابَ الْأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ ، كما في المُحْكَمِ ، والخُلَاصةِ.
والخُفُّ : الْجَمَلُ الْمُسِنُّ ، وقيل : الضَّخْمُ ، قال الرَّاجِزُ :
سَأَلْتُ عَمْرًا بَعْدَ بَكْرٍ خُفَّا |
|
والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفَّا |
وَقد تقدَّم إنْشَادُه في «س م ع» والجَمْعُ : أَخْفَافٌ ، وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديث : «نَهَى عَنْ حَمْيِ الأَرَاكِ إِلَّا ما لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ» قال : أي ما قَرُبَ مِن المَرْعَى لا يُحْمَى ، بَلْ يُتْرَكُ لِمَسَانِّ الإِبِلِ ، وما في مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ التي لا تقْوَى عَلى الإمْعَانَ في طَلَبِ المَرْعَى.
وَقال غيرُه : مَعْنَاهُ أي ما لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ.
وقَوْلُهُم : «رَجَعَ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ». قال أَبو عُبَيْدٍ : أصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْنًا الْإِسْكَافَ ، وكان مِن أَهْلِ الحِيرَةِ بِخُفَّيْنِ حتى أَغْضَبَهُ ، فأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ الْأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ خُفَّيْهِ ، فَطَرَحَهُ في الطَّرِيقٍ ، ثُمَّ أَلْقَى الْآخَرَ في مَوْضِعٍ آخَرَ ، فَلَمَّا مَرَّ الْأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا قالَ : مَا أَشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ ، ولَوْ كَانَ مَعَهُ الْآخَرُ لأَخَذْتُهُ ، ومَضَى ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الْأَوَّلَ ، وقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ ، فَلَمَّا مَضَى الْأَعْرَابِيُّ في طَلَبِ الْأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا ، وأَقْبَلَ الْأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلَّا خُفَّانِ ، فَقِيلَ ، أي قال له قَوْمُهُ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ مِن سَفَرِكَ؟ ، فَقَالَ : جِئْتُكُمْ بِخُفَّىْ حُنَيْنٍ ، فَذَهَبَ ، وَفي العُبَابِ : فذَهَبَتْ مَثَلاً ، يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجَةِ ، والرُّجُوعِ بالْخَيْبَةِ.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «وقد أوحت».
(٢) الذي في التهذيب عن أبي الهيثم : الإخطاف شر عيوب الخيل ، وهو صغر الجوف.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : لَبِسَها.