فيها (١) ، فَضَحِكَ بعضُ مَن كان خَلْفَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوسلم ، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلىاللهعليهوسلم مَن ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الوُضُوءَ والصَّلاةَ».
وخَصَفَةٌ أَيْضاً : ابنُ قَيْسِ عَيْلانَ أَبو حَيٍّ مِن العَرَبِ.
وخَصَفى ، كَجَمَزَى : ع ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والأَخْصَفُ : الأَبْيَضُ الْخَاصِرَتَيْنِ مِن الْخَيْلِ والْغَنَمِ وَسَائِرُ لَوْنِهَا مَا كانَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وهي خَصْفَاءُ ، وقد يكونُ أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِدٍ : وقيل : هو الذي ارْتَفَعَ البَلَقُ مِن بَطْنِهِ إلى جَنْبَيْهِ.
والأَخْصَفُ مِن الْجِبَالِ والظِّلْمَانِ : الذي لَوْنُه كلَوْنِ الرَّمَادِ ، فِيهِ بَيَاضٌ وسَوَادٌ ، والنَّعَامَةُ خَصْفاءُ ، يُقال : جَبَلٌ أَخْصَفُ ، وظَلِيمٌ أَخْصَفُ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْعِجَّاجِ في صِفَةِ الصُّبْحِ :
حَتَّى إِذَا مَا لَيْلُهُ تَكَشَّفَا |
|
أَبْدَى الصَّبَاحُ عَنْ بَرِيمٍ أَخْصَفَا |
وأَخْصَفُ : ع ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ ، وأَهْمَلَهُ يَاقُوتُ.
وكَتِيبَةٌ خَصِيفَةٌ : ذَاتُ لَوْنَيْنِ لَوْنِ الحَدِيدِ وغَيْرِهِ ، وَفي اللِّسَانِ : لِمَا فِيهَا مِن صَدَإِ الحَدِيدِ وغيرِه ، ونَصُّ الصِّحاحِ وَالعُبَابِ ، وكَتِيبَةٌ خَصِيفٌ ، لم تَدْخُلْهَا الهاءُ (٢) ، لأَنَّهَا مَفْعُولَةٌ ، أي : خُصِفَتْ مِن وَرَائِهَا بخَيْلٍ ، أي : أُرْدِفَتْ (٣) ، وَلو كانتْ لِلَوْنِ الحَدِيدِ لَقالُوا : خَصِيفَةٌ ، لأَنَّهَا بمعنَى فَاعِلَة ، فَتَأَمَّلْ ذلك.
والْخَصِيفُ ، كأَمِيرٍ : الرَّمَادُ ، سُمِّيَ بِهِ لِمَا فِيه لَوْنانِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ ، ويُقَال : رَمَادٌ خَصِيفٌ ، علَى الوَصْفِ ، وهو الأَكْثَرُ ، قال الطِّرِمَّاحُ :
وَخَصِيفٍ لِذِي مَنَاتِجِ ظِئْرَيْ |
|
نِ مِنَ الْمَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُه (٤) |
شَبَّهَ الرَّمادَ بالْبَوِّ ، وظِئْرَاهُ : أُثْفِيَتَان أُوْقِدَتِ النَّارُ بَيْنَهما.
والخَصِيفُ أَيضاً : النَّعْلُ الْمَخْصُوفَةُ ، خُرِزَ بَعْضُهَا علَى بَعْضٍ ، والخَصِيفُ أَيضاً : اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الرَّائِبُ ، فإن جُعِلَ فيه التَّمْرُ والسَّمْنُ فهو العَوْبَثَانِيُّ (٥) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ للسَّعْدِيّ :
إِذَا مَا الْخَصِيفُ الْعَوْبَثَانِيُّ سَاءَنَا |
|
تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ الْمُسَرْهَدَا |
قلتُ : وقد تَقَدَّم في «ع ب ث» عن ابْنِ بَرِّيّ ، أنَّ البَيْتَ لِنَاشِرَةَ بنِ مَالِكٍ ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ ، وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ ، فرَاجِعْهُ.
وخَصِيفُ (٦) بنُ عبدِ الرَّحمنِ الجَزَرِيُّ : مُحَدِّثٌ ، وَسيأْتي ذِكْرُ ابنِ أَخِيهِ قريباً.
ومِن المَجَاز : الخَصَّافُ ، كَشَدَّادٍ : الكَذَّابُ ، كأَنَّهُ يَخْرِزُ القَوْلَ علَى القَوْلِ ويُنَمِّقُهُ.
والخَصَّافُ : مَن يَخْصِفُ النِّعَالَ ، أي : يَخْرِزُهَا.
وأَبو بكر أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُهَيْر (٧) الخَصَّافُ شَيْخٌ شَرُوطِيٌّ (٨) حَنَفيّ ، أَلَّفَ في الشُّرُوطِ ، والأَوْقَافِ ، وآدابِ الْقَضَاءِ ، والرِّضَاعِ ، والنَّفَقاتِ ، علَى مَذْهَبِ أَبي حَنِيفَةَ رضياللهعنه.
وخَصَافِ ، كَقَطَامِ : فَرَسٌ أُنْثَى كَانَتْ لِمَالِكِ بنِ عَمْرٍو الغَسّانِيِّ ، وَكان فِيمَنْ شَهِدَ يَوْمَ حَلِيمَةَ فأَبْلَى بَلاءً حَسَنا ، وَجاءَتْ حَلِيمَةُ تُطَيِّبُ رِجَالَ أَبِيهَا مِن مِرْكَنٍ ، فلَمَّا دَنَتْ مِنْ هذا قَبَّلَهَا ، فشَكَتْ ذاك إلى أَبِيهَا ، فقَالَ : هو أَرْجَى رَجُلٍ عِنْدِي فَدَعِيهِ ، فإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ، وإِمَّا أَنْ يُبْلِيَ بَلاءً حَسَنًا ، وَيُسَمَّى فَارِسَ خَصافِ ، كذا في العُبَابِ.
وَرَوَى ابنُ الكَلْبِيِّ ، عن أَبِيهِ ، يُقَال : كان مالكُ بنُ عَمْرٍو هذا مِنْ أَجْبَنِ النَّاسِ ، قال : فَغَزَا يَوْماً ، فأَقْبَلَ سَهْمٌ حتى وَقَعَ عندَ حَافِرِ فَرَسِهِ ، فَتَحَرَّكَ سَاعَةً ، فقَالَ : إنَّ لهذا السَّهْمِ
__________________
(١) هذه رواية النهاية واللسان ، ورواية التهذيب : أن رجلاً توطّأ خصفةً على رأس بئرٍ فطاح فيها.
(٢) وفي التهذيب أيضا بدون هاء.
(٣) في الصحاح : رُدِفت.
(٤) بالأصل «أتأمت ريده» والمثبت عن الديوان والتهذيب ، وفي اللسان «ربده» وفي التهذيب : «لدى» بدل «لذي».
(٥) كذا بالأصل واللسان هنا في الشاهد ، وجاءت في الصحاح في الموضعين «العوثباني» بتقديم الثاء على الباء. والبيت في اللسان وَنسبه لناشرة بن مالك يرد على المخبّل.
(٦) ضبطت بالقلم في اللباب ١ / ٤٥٠ بضمة فوق الخاء.
(٧) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «فهر».
(٨) كذا ضبطت في القاموس ، وجاء في اللباب لابن الأثير ٢ / ١٩٣ الشروطي بضم الشين والراء ... هذه النسبة إلى الشُرُوط وهي كتابة الوثائق بالديون والمبيعات وغير ذلك.