وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أي ضَرَبَهُ فَقَطَعَهُ ، يُقَال : خَتْرَفَهُ بالسَّيْفِ : إذا قَطَعَ أَعْضَاءَهُ.
[خنتف] : الخُنْتُفُ ، كقُنْفُذٍ ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ ، وَهو غَلَطٌ ، وقد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، والصَّوابُ : الخُتْفُ بالضَّمِّ وسُكُونِ التَّاءِ الفَوْقِيَّةِ (١) ، قال ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ : هو السَّذَابُ ، فيما زَعَمُوا ، لُغَةٌ يَمَانِيّةٌ ، وهكذا ضَبَطَهُ بالضَّمِّ ، ومِثْلُه في العُبَابِ ، واللِّسَانِ ، والتَّكْمِلَةِ ، والذي ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ في تركيب «خ ف ت» (٢) ، ما نَصُّه : ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الخُفْتُ ، بضَمِّ الخاءِ وسُكُونِ الفاءِ : السَّذَابُ وهو الفَيْجَلُ ، والفَيْجَنُ (٣) ، ولم يَذْكُرْهُ الدِّينَوَرِيُّ في كتابِ النَّبَاتِ.
[خجف] : الْخَجْفُ بالفَتْحِ ، والْخَجِيفُ ، كأَمِيرٍ ، أَهْمَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ ، وقال اللَّيْثُ : هما لُغَتَانِ في الجَخْفِ وَالجَخِيفِ ، بتَقْدِيمِ الجيمِ على الخاءِ ، وهما : الْخِفَّةُ وَالطَّيشُ مع الكِبْرِ ، قال : والخَجِيفُ أَيضاً : الْقَضِيفُ ، وهي بِهَاءٍ ، ج ، أي جَمْعُ الخَجِيفَةِ : خِجَافُ ، كصِحَافٍ وَصَحِيفَةٍ ، أَو الصَّوَابُ تَقْدِيمُ الْجِيمِ ، قال الأَزْهَرِيُّ : لمْ أَسْمَعْ الخَجِيفَ ـ الخاءُ قبلَ الجيمِ ـ في شيْءٍ مِن كلامِ العَرَبِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ ، وفي العُبَابِ : الذي ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ هو في تركيب «ج خ ف» الجيمُ قبلَ الخاءِ (٤). انتهى.
وَلم يذْكُرِ اللَّيْثُ في هذا التركيب شَيْئا ، ولم يذكرِ اللُّغَتَيْنِ ، والذي في التَّكْمِلَةِ ما نَصُّه : وحكَى الأَزْهَرِيُّ في هذا التركيب حِكَايةً عن اللَّيْثِ ، قال : والخَجِيفَةُ : المَرْأَةُ القَضِيفَةُ (٥) ، وهُنَّ الخجَافُ ، ورَجُل خَجِيفٌ : قَضِيفٌ (٥) ، وَوَجَدْتُه في كتابِ اللَّيْث في تركيب «ج خ ف» ، الجِيمُ قبلَ الخَاءِ. انتهى.
ففي العِبَارَتَيْن مُخَالَفَةٌ ظاهِرَةٌ ، فتَأَمَّلْ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه : الخَجِيفَةُ : التَّكَبُّرُ ، يُقَال : ما يَدَعُ فُلانٌ خَجِيفَتَهُ ، كما في العُبَابِ ، وغُلامٌ خُجَافٌ : صَاحِبُ تَكَبُّرٍ وضَجَرٍ (٦) ، كما حَكَاهُ يعقوبُ ، كما في اللِّسَانِ.
[خدف] : الْخَدْفُ ، هكذا هو مَكْتُوبٌ بالأَحْمَرِ ، مع أنَّ الجَوْهَرِيَّ ذكَرَه هنا ، ولذا لم يَقُلْ صاحِبُ التَّكْمِلَةِ هنا : أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ علَى عَادتِهِ ، وكأَنَّ الجَوْهَرِيَّ لمَّا لم يذْكُر في هذا التركيبِ غيرَ الخَنْدَفَةِ ، وخِنْدِف ، ولم يَذْكُرْ من مَعانِي الخَدْفِ شَيْئًا ، جَعَلَهُ مُهْمَلاً عندَه ، وجعَل نُونَ الخَنْدَفَةِ ، وخِنْدَفَ ، أَصْلِيَّةً ، وهذا غريبٌ مِن المُصَنِّف ، فإِنَّ ابنَ الأَعْرَابِي صَرَّح بأَنَّ الخنْدَفَةَ مُشْتَقٌّ مِن الخَدْفِ ، وهو الاخْتِلاسُ ، قال ابنُ سِيدَه : فإنْ صَحَّ ذلك فالخَنْدَفَةُ ثُلاثِيَّةٌ ، فالأَوْلَى كَتْبُه بالسَّوادِ ، فإِنَّهُ ليس بمُهْمَلٍ عندَ الجَوْهَرِي ، وَسيأتي البحثُ فيما بَعْدُ.
قال ابنُ دُرَيْدٍ : الخَدْفُ : سُرْعَةُ الْمَشْيِ وتَقَارُبُ الْخَطْوِ ، وَفي اللسَانِ : الخُطَا (٧).
قلتُ : ومنه قَوْلُهم : خَنْدَفَ الرَّجُلُ : إذا أَسْرَعَ ، ومِن هنا قال الجَوْهَرِيُّ في هذا التَّرْكِيبِ : الخَنْدَفَةُ ، كالهَرْوَلَةِ ، ومنه سُمِّيَتْ ـ زعَمُوا ـ خِنْدِفَ ، كما سيأْتِي.
والخَدْفُ : سُكَّانُ السَّفِينَةِ ، عن أَبي عَمْرٍو ، هكذا في العُبَابِ ، والذي في اللسَانِ ، والتَّكْمِلَةِ : الذي للسَّفِينَةِ ، فتأَمَّلْ.
وخَدَفَ فُلانٌ في الخَصْبِ ، يَخْدِفُ ، خَدْفاً : إذا تَنَعَّمَ ، وَتَوَسَّعَ.
وخَدَفتِ السَّمَاءُ بِالثَّلْجِ : رَمَتْ بِه ، هكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ ، وقد تَقدَّم عن ابي المِقْدَامِ السُّلَمِي أَنَّه : جَدَفَتْ ، بالجِيمِ والدَّالِ ، والذَّالُ لُغَةٌ فيه ، فإِذَنْ الخاءُ تصْحِيفٌ مِن الصَّاغَانِيِّ ، فتَنَبَّهْ لذلك.
وقال ابنُ الأعْرَابِيِّ : امْتَعَدَهُ ، وامْتشَقَهُ ، واخْتَدَفَهُ ، وَاخْتَوَاهُ واخْتَاتَهُ ، وتَخَوَّتَه ، وامْتَشَنَهَ : إذا اخْتَطَفَه ، وَنُقِلَ عن غيرِهِ : اخْتَدَفَه : اخْتَلَسَهُ ، وَسيأْتِي أنَّ ابنَ الأَعْرَابِيِّ جَعَلَ خِنْدَفَةَ مُشْتَقًّا مِنْ خَدَفَ ، وقال : هو الاخْتِلاس ، فإِذَن
__________________
(١) كما في التكملة ، نقلاً عن ابن دريد ، واللسان.
(٢) انظر التهذيب ٧ / ٣٠٦.
(٣) في القاموس : والفيجن : السذاب وفي التاج وتبدل نونه لاماً ، وقال ابن دريد : ولا أحسبها عربية صحيحة.
(٤) كذا بالأصل ولم يرد في التهذيب ٧ / ٦٧ «جخف» أي من هذه المعاني عن الليث والذي ذكره الأزهري عنه هو في مادة خجف ٧ / ٦٦.
(٥) الذي في التكملة بالصاد المهملة ، والمثبت كرواية التهذيب.
(٦) في اللسان : وفخر.
(٧) في اللسان : مشي فيه سرعة وتقارب خُطًى.