١٠٦٠ : مهج الدّعوات : ابو عبداللّه
احمد بن محمّد بن غالب قال : حدّثنا عبداللّه بن أبي حبيبة وخليل بن سالم عن الحارث
بن عمير عن جعفر بن محمّد الصّادق عليهالسلام
عن ابيه عن جدّه عن امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلّى اللّه عليه وعلى ذرّيته
الطّاهرين الطّيّبين المنتجبين وسلّم كثيرا قال :
علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى
أهل بيته ، هذا الدّعاء ، وامرني ان احتفظ به في كلّ ساعة ، لكلّ شدّة ورخاء ، وان
اعلّمه خليفتى من بعدي ، وامرني ان لا افارقه طول عمري حتّى القى اللّه عزّ وجلّ
بهذا الدّعاء ، وقال لي : تقول حين تصبح وتمسى هذا الدّعاء ، فانّه كنز من كنوز
العرش ... فقال له سلمان الفارسي رحمه اللّه : زدنا من ثواب هذا الدّعاء جعلني
اللّه فداك. قال : النّبيّ صلىاللهعليهوآله
الطّاهرين وسلّم تسليما : يا اباعبداللّه والّذي بعثني بالحق نبيّا لو دعي بهذا
الدّعاء على مجنون لأفاق من جنونه ، من ساعته ولو دعي به عند امرأة قد عسر عليها
الولد لسهّل اللّه عليها خروج ولدها اسرع من طرفة عين ، ... وهو : «بسم اللّه
الرّحمن الرّحيم ، الحمد للّه الّذي لا اله الاّ هو الملك الحقّ المبين ، المدبّر
بلا وزير ، ولا خلق من عباده يستشير ، الأوّل غير موصوف ، والباقي بعد فناء الخلق
، العظيم الرّبوبيّة ، نور السّموات والأرضين ، وفاطرهما ومبتدعهما بغير عمد
خلقهما ، فاستقرّت الأرضون بأوتادها فوق الماء ، ثمّ علا ربّنا في السّموات العلى
، الرّحمن على العرش استوى ، له ما في السّموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت
الثّرى. فأنا اشهد بأنّك انت اللّه لا رافع لما وضعت ، ولا واضع لما رفعت ، ولا
معزّ لمن اذللت ، ولا مذلّ لمن اعززت ، ولا مانع لما اعطيت ، ولا معطي لما منعت ،
وانت اللّه لا اله الاّ انت. كنت اذ لم تكن سماء مبنيّة ، ولا ارض مدحيّة ، ولا
شمس مضيئة ، ولا ليل مظلم ، ولا نهار مضىء ، ولا بحر لجّي ، ولا جبل رأس ، ولا نجم
سار ، ولا قمر منير ، ولا ريح تهبّ ، ولا سحاب يسكب ، ولا برق يلمع ، ولا روح
يتنفّس ، ولا طائر يطير ، ولا نار تتوقّد ، ولا ماء يطرد. كنت قبل كلّ شيء ، وكوّنت
كلّ شيء ، وقدرت على كلّ شيء ، وابتدعت كلّ شيء ، واغنيت وافقرت وامتّ واحييت واضحكت
وابكيت وعلى العرش استويت. فتباركت يا اللّه فتعاليت. انت اللّه الّذي لا اله الاّ
انت ، الخلاّق العليم ، امرك غالب ، وعلمك نافذ ، وكيدك غريب ، ووعدك صادق ، وحكمك
عدل ، وكلامك هدى ، ووحيك نور ، ورحمتك واسعة ، وعفوك عظيم ، وفضلك كثير ، وعطاؤك
جزيل ، وحبلك متين ، وامكانك عتيد ، وجارك عزيز ، وبأسك شديد ، ومكرك مكيد. موضع
كلّ شكوى ، وحاضر كلّ ملاء ، ومنتهى كلّ حاجة وفرج كلّ حزين ، وغنى كلّ مسكين ، وحصن
كلّ هارب ، وامان كلّ خائف.