تَخَشَّعَ واخْتَشَعَ : رَمَى ببَصَرِهِ نَحْوَ الأَرْضِ ، وغَضَّهُ ، وخَفَضَ صَوْتَهُ.
وقَوْمٌ خُشَّعٌ ، كرُكَّعٍ : مُتَخَشِّعُونَ.
وِخَشَعَ بَصَرُهُ : انْكَسَرَ. قالَ ذو الرُّمَّة :
تَجَلَّى السُّرَى عَنْ كُلِّ خِرْقٍ كأَنَّهُ |
|
صَفِيحَةُ سَيْفٍ طَرْفُه غَيْرُ خَاشِع |
وِالخُشُوعُ : الخَوْفُ : وبه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (١) ، أَي خائِفُون.
وِاخْتَشَعَ : إذا طَأْطَأَ صَدْرَه وتَوَاضَع.
وقُفٌّ (٢) خاشِعٌ : لاطِىءٌ بالأَرْضِ ، وهو مجاز. وجِدَارٌ خاشِعٌ : إذا تَدَاعَى واسّتَوَى مع الأَرْضِ ، وهو مَجَازٌ.
ويقَال : خَشعَت الشمسُ ، وخَسَفَت ، وكَسفَت : بمَعْنًى واحدِ ، وهو مَجَازٌ ويُقَال : خَشَعَتْ دُونَهُ الأبْصَارُ ، وهو مَجاز.
وخُشْعانُ ، بالضَّمِّ : قَرْيَةٌ باليَمَنِ.
وحَشِيشَةٌ خاشعة : يابِسَةٌ سَاقِطَةٌ عَلَى الأَرْضِ ، وهو مَجَازٌ.
وكَذَا خَشَعَ الوَرَقُ ، إذا ذَبُلَ.
وأَبو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخُشُوعِيّ المُسْنِدُ ، لأَنَّ جَدَّهُ الأَعْلَى كانَ يَؤمُّ النّاسَ فَتُوُفِّي في المِحْرَابِ فسُمِّيَ الخُشُوعِيّ ، ذَكَرَهُ الحَافِظُ المُنْذِرِيّ.
[خضرع] : الخُضَارِعِ ، كعُلابِط ، أَهمله الجَوْهَرِيّ.
وقال اللَّيْثُ : هو البَخِيلُ المُتَسَمِّحُ وتَأْبَى شِيمَتُه السّمَاحَةَ ، وفِعْلُهُ الخَضْرَعَةُ ، كالمُتَخَضْرِعِ ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
خُضَارِعُ رُدَّ إِلَى أَخْلاقِهِ |
|
لَمَّا نَهَتْهُ النَّفْسُ عَنْ أَخْلاقِه |
(٣) [خضع] : خَضَعَ لله عَزَّ وجَلَّ ، كَمَنَعَ ، يَخْضَعُ خُضُوعاً : ذَلَّ وتَطامَنَ وتَوَاضَع ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤) ، أَيْ مُنْقَادِينَ. وفِي إِتْيَانِ خاضِعِينَ مع ذِكْرِ الأَعْنَاقِ كَلامٌ وَاسِعٌ لِلْعُلَمَاءِ كأَبِي عَمْرو ، والكِسَائِيّ ، والفَرّاءِ (٥) ، وجَعَلَهُ بَعْضُهُم بَدَلَ غَلَطٍ. والّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الخَلِيلُ وسِيبَوَيْه : أَنَّهُ لَمّا لَمْ يَكُنِ الخُضُوعُ إِلَّا خُضُوعَ الأَعْنَاقِ جازَ أَنْ يُخْبِرَ عن المُضَافِ إِلَيْهِ ، كاخْتَضَعَ ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيم :
يَظَلُّ مُخْتَضعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُهُ |
|
حَالاً ، ويَسْطَعُ أَحْيَاناً فَيَنْتَسِبُ |
أَي مُطَأْطِئاً. ويَسْطَعُ : يَنْتَصِبُ.
وِخَضَعَ : سَكَنَ وانْقادَ.
وِأَيْضاً سَكَّنَ لازِمٌ مُتَعَدّ. يُقَالُ : خَضَعْتُهُ فخَضَعَ ، أَي سَكَّنْتُهُ فسَكَنَ ، فمِن الّلازِمِ قَوْلُه تَعَالَى : (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) (٦) أَيْ لا تَلِنَّ ، وقَالَ جَرِيرٌ في تَعْدِيَةِ خَضَعَ :
أَعَدَّ الله لِلشُّعرَاءِ مِنِّي |
|
صَوَاعِقَ يَخْضَعُونَ لَهَا الرِّقابا |
وِخَضَعَ فُلاناً إِلَى السُّوءِ ، هكَذَا في النسخِ ، وصَوَابُهُ إِلى السَّوْأَةِ ، أَيْ دَعَاهُ فهو خَاضِعٌ ، وكَذلِكَ خَنَعَ فهو خانِعٌ ، ومنهُ قَوُلُهُم : «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الخُنُوعِ والخُضُوعِ».
وِمِنَ المَجَازِ : خَضَعَ النَّجْمُ ، أَيْ مَالَ لِلْغُرُوبِ ، وفي الصّحاح : للمَغِيبِ. وكذلِكَ خَضَعَت الشَّمْسُ ، كما قِيلَ : ضَرَعَتْ (٧) والنُّجُومُ خَوَاضِعُ ، وضَوَارِعُ ، وضَوَاجِعُ ، كما في الأَسَاسِ ، وقالَ ابنُ أَحْمَرَ :
تَكَادُ الشمسَ تَخْضَعُ حِين تَبْدو |
|
لَهُنَّ وما وَبِدْنَ وما لُحِينا |
وقال ذُو الرُّمَّة :
إذَا جَعَلَت أَيْدِي الكَوَاكِبِ تَخْضَعُ (٨)
وِمن المَجَازِ : خَضَعَتِ الإِبِلُ ، إذا جَدَّتْ في سَيْرِهَا ، وهُنَّ خَوَاضِعُ ، لأَنَّهَا إذا جَدَّتْ طَامَنَتْ أَعْنَاقَها ، قال الكُمَيْتُ :
__________________
(١) سورة «المؤمنون» الآية ٢.
(٢) عن الاساس وبالأصل «وخف».
(٣) في اللسان : عن انفاقه.
(٤) سورة الشعراء الآية ٤.
(٥) انظر التهذيب ١ / ٥٣ واللسان.
(٦) سورة الأحزاب الآية ٣٢.
(٧) في الأساس : ضرعت وضجعت.
(٨) ديوانه ص ٣٤٤ وصدره فيه :
كأن السلاف المحض منهن طعمة