الصادِ ، أَي يُفَرِّقْنَها ، يَعْنِي الثَّفِناتِ الخَمْسَ ، قالَه الأَزْهَريِ.
[وضع] : وَضَعَهُ مِنْ يَدِه ، يَضَعُه ، بفَتْحِ ضادِهِما ، وَضْعاً ، بالفَتْحِ ، ومَوْضِعاً ، كمَجْلِسٍ ، ويُفْتَحُ ضادُه وهذِه عن الفَرّاءِ ، كما في العُبَابِ ، والَّذِي يَقْتَضِيهِ نَصُّ الصِّحاحِ : أَنَّ المَوْضَعَ ، بالفَتْحِ ، لُغَةٌ في المَوْضِعِ بالكَسْرِ ، في مَعْنَى اسْمِ المَكَانِ ، وقالَ : سَمِعَها الفَرّاءُ ، وفي اللِّسَانِ : المَواضِعُ مَعْرُوفَةٌ ، واحِدُها مَوْضِعٌ ، واسمُ المَكَانِ المَوْضِعُ والمَوْضَعُ بالفَتْحِ ، الأَخِير نادِرٌ ؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الكَلامِ مَفْعَلٌ ـ مِمّا فاؤُه واوٌ ـ اسْماً ـ لا مَصْدَرًا ـ إِلّا هذَا ، فأَمَّا مَوْهَبٌ ، ومَوْرَقٌ فلِلْعَلَمِيَّةِ ، وأَمّا : «ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ» ففَتَحُوهُ إِذ كانَ اسْماً مَوْضُوعاً ، لَيْسَ بمَصْدَرٍ ولا مَكَانٍ ، وإِنَّمَا هُوَ مَعْدُولٌ عن واحِدٍ ، هذَا كُلُّه قَوْلُ سِيبَوَيْهٍ ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ ، ومَوْضُوعاً ، وهُوَ مِثْلُ المَعْقُولِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ولَهُ نَظَائِرُ تَقَدَّمَ بَعْضُها ، والمَعْنَى : أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ وحَطَّهُ.
وِوَضَعَ عَنْهُ وَضْعاً : حَطَّ مِنْ قَدْرِه.
وِوَضَعَ عَنْ غَرِيمِهِ وَضْعاً ، أَيْ : نَقَصَ مِمّا لَهُ عَلَيْهِ شَيْئاً ، ومنْهُ الحَدِيثُ : «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ : أَظَلَّهُ اللهُ تَحْتَ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّه» (١).
وِقالَ أَبُو زَيْدٍ : وَضَعَتِ الإِبِلُ تَضَعُ وَضِيعَةً : رَعَتِ الحَمْضَ حَوْلَ الماءِ ولم تَبْرَحْ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، كأَوْضَعَتْ ، وهذِه عَنِ ابْنِ عَبّادٍ ، فهِيَ واضِعَةٌ ، هُوَ نَصُّ أَبِي زَيْدٍ ، وزادَ غَيْرُه : وواضِعٌ ، ومُوضِعَةٌ زادَها صاحِبُ المُحِيطِ ، قالَ أَبُو زَيْدٍ : وكَذلِكَ وَضَعْتُهَا أَنَا ، أَي : أَلْزَمْتُها المَرْعَى ، فَهِي مَوْضُوعَةٌ ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى ، وأَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِيراً ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَوْلَ الشّاعِرِ :
رَأَى صاحِبِي في العَادِيَاتِ نَجِيبَةً |
|
وِأَمْثَالَها في الواضِعَاتِ القَوَامِسِ |
هُوَ جَمْعُ واضِعَةٍ.
وِمِنَ المَجَازِ : وَضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وَضْعاً ، ووُضُوعاً ، بالضَّمِّ ، وضَعَةً ، بالفَتْحِ ، وضِعَةً قَبِيحَةً بالكَسْرِ ـ وهذِه عَنِ اللِّحْيَانِيِّ ـ : أَذَلَّهَا.
وِالضَّعَةُ ، بالفَتْح والكَسْرِ : خِلافُ الرِّفْعَةِ في القَدْرِ ، والأَصْلُ وِضْعَةٌ ، حَذَفُوا مِنْ عِدَةٍ وزِنَةٍ ، ثمّ إِنَّهُم عَدَلُوا بِها عَنْ فِعْلَةٍ ، فأَقَرُّوا الحَذْفَ عَلَى حالِه ، وإِنْ زالَتِ الكَسْرَةُ الَّتِي كانَتْ مُوجِبَةً له ، فقالُوا : الضَّعَةُ ، فَتَدَرَّجُوا بالضِّعَةِ إِلى الضَّعَةِ ، وهِيَ وَضْعَةٌ ، كجَفْنَةٍ وقَصْعَةٍ ، لأَنَّ الفاءَ فُتِحَتْ لأَجْلِ الحَرْفِ الحَلْقِيِّ ، كما ذَهَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ (٢).
وِمِنَ المَجَازِ : وَضَعَ عُنُقَه : إِذَا ضَرَبَهَا ، كأَنَّهُ وَضَعَ السَّيْفَ بِهَا ، ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ فِي النّوادِرِ : وَضَعَ أَكْثَرَه شَعْرًا :ضَرَبَ عُنُقَه.
وِوَضَعَ الجِنَايَةَ عَنْهُ وَضْعاً : أَسْقَطَهَا عَنْهُ ، وكَذلِكَ الدَّيْنَ.
وِواضِعٌ : مِخْلافٌ باليَمَنِ.
وِالوَاضِعَةُ : الرَّوْضَةُ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو.
وِالواضِعَةُ : الَّتِي تَرْعَى الضَّعَةَ : اسمٌ لِشَجَرٍ مِنَ الحَمْض ، هذا إِذا جَعَلْتَ الهاءَ عِوَضاً عَن الوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوَّلِها ، فأَمَّا إِنْ كانَتْ مِنْ آخِرِهَا ، وهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ ، فهِيَ مِنْ بابِ المُعْتَلِّ ، وسَيُذْكَرُ في مَوْضِعِه إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ، قالَ أَعْرَابِيٌّ يَصِفُ رَجُلاً شَهْوَانَ لِلَّحْمِ :
يَتُوقُ باللَّيْلِ لِشَحْمِ القَمَعَهْ |
|
تَثَاؤُبَ الذِّئْبِ إِلَى جَنْبِ الضَّعَةْ |
وقالَ الدِّينَوَرِيُّ : قالَ أَبُو عَمْرٍو : الضَّعَةُ : نَبْتٌ كالثُّمامِ ، وهي أَرَقُّ مِنْهُ ، قال : وتَقُولُ العَرَبُ : السَّبْطُ : خَبِيصُ الإِبِلِ ، والحَلِيُّ مِثْلُه ، والضَّعَةُ مِثْلُه ، وكَذلِكَ السَّخْبَرُ ، وقالَ أَبُو زِيَادٍ : مِنَ الشَّجَرِ : الضَّعَةُ ، يَنْبُتُ عَلَى نَبْتِ الثُّمَامِ وطُولهِ وعَرْضِهِ ، وإِذا يَبِسَتِ ابْيَضَّتْ ، وهِيَ أَرَقُّ عِيدَاناً ، وأَعْجَبُ إِلى المالِ مِنَ الثُّمَامِ ، ولَهَا ثَمَرَةٌ ، حَبٌّ أَسْوَدُ قَلِيلٌ ، قالَ :وِالضَّعَةُ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وفِي الجَبَلِ ، وفِي بَعْضِ النُّسَخِ هُنَا زِيَادَةٌ «أَي النَّبْت» (٣) بعدَ قَوْلِه «الحَمْض» وهي غَيْرُ مُحْتَاجٍ إِلَيْهَا.
__________________
(١) في النهاية : أي حط عنه من أصل الدَّين شيئاً.
(٢) يعني المبرد ، أنظر اللسان.
(٣) قوله : «أي النبت» مثبتة في القاموس المطبوع بعد قوله : «الحمض».