وِمِنْهُ الدُّعَاءُ إِذَا دَعَوْا عَلَيْهِ قالُوا : جُوعاً ونُوعاً ، ولو كانَ الجُوعُ نُوعاً لَمْ يَحْسُنْ تَكْرِيرُه ، وقِيلَ : إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ جازَ التَّكْرِيرُ ، قالَ أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ : جُوعاً له ونُوعاً ، وجُوساً لَهُ وجُوداً [له] (١) ، لَمْ يَزِدْ عَلَى هذَا ، قالَ ابنُ بَرِّيّ : وعَلَى هذا يَكُونُ مِنْ بَابِ بُعْدًا له وسُحْقاً ، مما تَكَرَّرَ فيه اللَّفْظانِ المُخْتَلَفَانِ بمَعْنًى ، قال : وذلِكَ أَيْضاً تَقْوِيةٌ لُمِنْ يَزْعُمُ أَنَّه إِتْبَاعٌ ؛ لأَنَّ الإِتْبَاعَ أَنْ يَكُونَ الثّانِي بمَعْنَى الأَوَّلِ ، ولَوْ كانَ بمَعْنَى العَطَشِ لم يَكُن إِتْبَاعاً ؛ لأَنَّه لَيْسَ مِنْ مَعْنَاهُ ، قالَ : والصَّحِيحُ أَنَّ هذَا لَيْسَ إِتْبَاعاً ؛ لأَنَّ الإِتْبَاعَ لا يَكُونُ بحَرْف العَطْفِ ، والآخَرُ : أَنَّ لَه مَعْنًى فِي نَفْسِه يُنْطَقُ بهِ مُفْرَدًا غيرَ تابِعٍ.
وِالنِّيَاعُ (٢) ، ككِتَابٍ : ع.
وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : النَّوْعَةُ : الفاكِهَةُ الرَّطْبَةُ الطَّرِيَّةُ.
وِنُوَيْعَةُ كجُهَيْنَةَ : وَادٍ بعَيْنِهِ ، قالَ الرّاعِي :
حَيِّ الدِّيَارَ دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ |
|
بِنُوَيْعَتَيْنِ فشاطِئِ التَّسْرِيرِ (٣) |
وِالمِنْوَاعُ : المِنْوَالُ ، قالَ أَبُو عَدْنَانَ : قالَ لِي أَعْرَابِيٌّ في شَيْءٍ سَأَلْتُه عنه : ما أَدْرِي عَلَى أَيِّ مِنْوَاعٍ هُوَ؟ هكَذَا أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ ، وأَنَا أَقُولُ : إِنَّهُ بِمَعْنَى النَّوْعِ ، كقَوْلِكَ : ما أَدْرِي عَلَى أَيِّ نَوْعٍ هُوَ ، أَي : أَيِّ وَجْهٍ.
وِنَوَّعَتْهُ ، أَي : الغُصْنَ ، الرِّيَاحُ تَنْوِيعاً : ضَرَبَتْهُ وحَرَّكَتْهُ فتَنَوَّعَ ، أَي : تَمايَلَ وتَحَرَّكَ.
وَتَنَّوَعَ الشَّيْءُ : صارَ أَنْوَاعاً وهو مُطَاوِعُ نَوَّعْتُهُ.
وِتَنَوَّعَ الغُصْنُ : تَحَرَّكَ ، وهو مُطاوِعُ نَوَّعَتْهُ الرِّياحُ.
وِتَنَوَّعَ فِي السَّيْرِ : إِذا تَقَدَّمَ ، كاسْتَناعَ فِيهِمَا ، شاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ القُطامِيِّ يَصِفُ ناقَتَه :
وِكانَتْ ضَرْبَةً مِنْ شَدْقَمِيٍّ |
|
إِذا ما اسْتَنَّتِ الإِبِلُ اسْتَناعَا |
وفي الصِّحاحِ : «إِذا ما احْتُثَّتِ الإِبِلُ ...».
وِمَكانٌ مُتَنَوِّعٌ : بَعِيدٌ ..
وِالنَّائِعَانِ : جَبَلانِ صَغِيرانِ يُنَاوِحُ أَحَدُهُمَا الآخَرع مُتَفَرِّقانِ ، بأَسافِلِ الحِمَى ببِلادِ بَنِي أَبِي جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ ويُقَالُ : إِنَّ أَحَدَهُما خائِعٌ والآخَرُ نائِعٌ ، فغُلِّبَ ، كما في التَّهْذِيبِ ، وأَنْشَدَ لأَبِي وَجْزَةَ :
وِالخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهِمْ |
|
وِنائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَيْمانِهِم يَنَعُ (٤) |
قلتُ : وهُمَا غَيْرُ الخَائِعَينِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهما ، أَوْ هُمَا واحِدٌ ، فتَأَمَّلْ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
ناعَ الشَّيْءُ نَوْعاً : تَرَجَّعَ.
وِالتَّنَوُّعُ : التَّذَبْذُب.
وِنَوَّعْتُ الشَّيْءَ. جَعَلْتُه أَنْوَاعاً.
وقالَ سِيبَوَيْهِ : ناعَ نَوْعاً : جاعَ ، فهو نائِعٌ ؛ والجَمْعُ نِياعٌ ، بالكَسْرِ ، ومِنْهُ جِياعٌ نِياعٌ.
وقالَ غَيْرُه : رِماحٌ نِياعٌ ، أَي : عِطاشٌ إِلَى الدِّماءِ ، قالَ القُطَامِيُّ :
لعَمْرُ بَنِي شِهَابٍ ما أَقامُوا |
|
صُدُورَ الخَيْلِ والأَسَلَ النِّياعَا |
هكَذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : البَيْتُ لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ ، ومِثْلُه في العُبَابِ ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ في المَقْلُوبِ للأَجْدَعِ بنِ مالِكٍ :
خَيْلانِ مِنْ قَوْمِي ومِنْ أَعْدَائِهِم |
|
خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ وكُلٌّ ناعِي |
قالَ : أَرَادَ «نائِعٌ» فقَلَبَ ، أَي : عَطْشَانٌ إِلى دَمِ صاحِبِه ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ : هُوَ عَلَى وَجْهِه ، إِنَّمَا هُوَ فاعِلٌ مِنْ نَعَيْتُ.
وِاسْتَنَاعَ الشَّيْءُ : تَمادَى ، قالَ الطِّرِمّاحُ :
__________________
(١) زيادة عن التهذيب.
(٢) قيدها ياقوت نياع بالكسر ، بدون ألف ولام ، موضع في قول كثير :
أأطلال دار بالنياع فحمّة |
|
سألت فلما استعجمت ثم صمت |
ويروى النباع بالباء.
(٣) ديوانه ص ١١٨ وانظر تخريجه فيه.
(٤) في معجم البلدان «الخائع» : يقع.