أَنْقَعَ الدَّوَاءَ وغَيْرَهُ في الماءِ ، فهُوَ مُنْقَعٌ ، ويُقَالُ : نَقَعَهُ نَقْعاً في الماءِ ، فَهُوَ نَقِيعٌ ، وأَنْقَعَهُ : نَبَذَهُ.
وِنَقَعَ الصَّوْتُ : ارْتَفَعَ [كاسْتَنْقَعَ]* وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ :
فمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ |
|
يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ |
أَيْ : مَتَى يَرْتَفِعْ ، والهاءُ للحَرْبِ (١).
وِأَنْقَعَهُ الماءُ : أَرْواهُ ، يُقَال : أَنْقَعَهُ الرِّيُّ ، ونَقَعَ بهِ.
وِأَنْقَعَ الماءُ : اصْفَرَّ وتَغَيَّرَ (٢) ، لِطُولِ مُكْثِه ، كاسْتَنْقَعَ ، يُقالُ : طالَ إِنْقَاعُ الماءِ ، أَي : اسْتِنْقَاعُه حَتّى اصْفَرَّ.
وِحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ : أَنْقَعَ له شَرًّا ، أَي : خَبَأَهُ ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهُوَ اسْتِعارَةٌ ، وفي الأَساسِ : أَنْقَعَ لَهُ الشَّرَّ :
أَثْبَتَهُ وأَدامَهُ ، وأَنْقَعُوا لَهُمْ مِنَ الشَّرِّ ما يَكْفِيهِم.
قالَ الأَزْهَرِيُّ : ووجَدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً في الإِنْقَاعِ ما عُجْتُ بِهَا ، ولا عَلِمْتُ راوِيَهَا عَنْهُ (٣) ، يُقَال : أَنْقَعَ فُلاناً : إِذا ضَرَبَ أَنْفَهُ بإِصْبَعِه.
وِأَنْقَعَ المَيِّتَ : دَفَنَه.
وِأَنْقَعَ البَيْتَ : زَخْرَفَهُ ، أَو جَعَلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ.
وِأَنْقَعَ الجارِيَةَ : افْتَرَعَها قال : وهذِه حُرُوفٌ مُنْكَرَةٌ كُلُّها ، لا أَعْرِفُ مِنْها شَيْئاً (٤). انْتَهَى كَلامُ الأَزْهَرِيِّ ، وكأَنَّهُ يَعْنِي أَنَّهَا لَمْ تَصِلْ إِلَيْه بسَنَدٍ صَحِيحٍ مُتَّصِلٍ ، والمُصَنِّفُ لمّا سَمّى كِتَابَهُ بالبَحْرِ ، لَزِمَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الصَّحِيحُ وغَيْرُ الصَّحِيحِ ، وما أَدَقَّ نَظَرَ الجَوْهَرِي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
وِانُتُقِعَ لَوْنُه ، مَجْهُولاً ، فهو مُنْتَقَعٌ : تَغَيَّرَ مِنْ هَمٍّ أَوْ فَزَعٍ ، والميمُ أَعْرَفُ ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ : لُغَةٌ فِي امْتُقِعَ ، بالمِيمِ ، وقالَ ابنُ فارِسٍ : هُوَ مِنْ بابِ الإِبْدَالِ ، وأَصْلُه بالمِيمِ ، وهكَذا قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ أَيْضاً ، وقالَ النَّضْرُ : انْتُقِعَ لَوْنُه يُقَالُ ذلِكَ : إِذا ذَهَبَ دَمُهُ ، وتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِه ، إِمّا مِنْ خَوْفٍ ، وإِمّا مِنْ مَرَضٍ.
وِاسْتَنْقَعَ فِي الغَدِيرِ : إِذا نَزَلَ فِيهِ واغْتَسَلَ ، كَأَنَّهُ ثَبَتَ فيهِ ليَتَبَرَّدَ ، والمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ كما فِي الصِّحاحِ ، ومِنْهُ :«كانَ عَطَاءٌ يَسْتَنْقِعُ فِي حِياضِ عَرَفَةَ» أَي يَدْخُلُها ويَتَبَرَّدُ بمائِها ، وقالَ الحادِرَةُ :
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا |
|
مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ |
وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضياللهعنه :
وِلَقَدْ حَرَصْتُ عَلَى قَلِيلِ مَتَاعِها |
|
يَوْمَ الرَّحِيلِ ، فدَمْعُها المُسْتَنْقِعُ |
ويُرْوَى : «المُسْتَنْفَعُ» و «المُسْتَمْنَعُ».
وِاسْتَنْقَعَ الماءُ فِي الغَدِيرِ : اجْتَمَعَ وثَبَتَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وِاسْتَنْقَعَتْ رُوحُه أَي : خَرَجَتْ وهو مَأْخُوذٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ أَنَّهُ قالَ : «إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المُؤْمِنِ جاءَهُ مَلَكٌ» إِلى آخِرِ الحَدِيثِ ، وفَسَّرُوهُ هكَذا ، وقالَ شَمِرٌ : لا أَعْرِفُ هذَا أَو المَعْنَى : اجْتَمَعَتْ فِي فِيهِ تُرِيدُ الخُرُوجَ كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في مَكانٍ وأَرادَ بالنَّفْسِ الرُّوحَ ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ ، قالَ : ومَخْرَجٌ آخَرُ : هُوَ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ :نَقَعْتُه : إِذا قَتَلْتَهُ.
وِاسْتُنْقِعَ لَوْنُه ـ مَجْهُولاً ـ : تغَيَّرَ كانْتُقِعَ ، ولو ذَكَرَهُمَا فِي مَحَلٍّ واحِدٍ كانَ مُصِيباً.
وِاسْتُنْقِعَ الشَّيْءُ فِي الماءِ : أُنْقِع.
وِقَالَ الأَصْمَعِيُّ : المُسْتَنْقِعُ مِنَ الضُّرُوعِ : الّذِي يَخْلُو إِذا حُلِبَتْ ، ويَمْتَلِىءُ إِذا حُفِّلَتْ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
النُّقُوع ، بالضَّمِّ : اجْتِمَاعُ الماءِ في المَسِيلِ ونَحْوِه.
وِالنَّقْعُ ، بالفَتْحِ : مَحْبِسُ الماءِ.
وِنَقْعُ البِئْرِ : الماءُ المُجْتَمِعُ فِيها قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هُوَ فَضْلُ مائِه الّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ ، قَبْلَ أَنْ يُصَبَّ منه فِي وِعاءٍ.
__________________
(*) ساقطة من الكويتية.
(١) يعني في قوله : «يحلبوها» وإن لم يذكره ، لأن في الكلام دليلاً عليه. ويروى : يَحلبوها متى ما سمعوا صارخاً أحلبوا الحرب أي جمعوا لها.
(٢) بالأصل : «تغير واصفر» والمثبت عن القاموس.
(٣) في التهذيب : ولا علمتُ ثقةً من رواها عنه.
(٤) في التهذيب : وهذه حروف لم أسمعها لغير المؤرج.