رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ |
|
مِنَ الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْهُ الأَوَانِسُ (١) |
وقالَ ابنُ القَطّاعِ فِي أَفْعَالِه : مَضَعَ الخَشَبَةَ مَضْعاً :أَخْرَجَ نُدُوَّتَهَا.
والوَتَرَ : مَلَّسَه ، والخشَبَةَ كَذلِكَ ، وكَذلِكَ مَصَعَهَا بالصّادِ مُهْمَلَةً.
وقالَ أَيْضاً ـ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتابِه ـ : مَضَعَهُ مَضْعاً ، كمَضَحَه بالحاءِ.
[مطع] : مَطَعَ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ : وقالَ ابنُ دُرَيْد :المَطْعُ مِنْ قَوْلِهِمْ : مَطَعَ فِي الأَرْضِ ، كمَنَعَ مَطْعاً ، ومُطُوعاً : إِذَا ذَهَبَ فلَمْ يُوجَدْ ، ذَكَرَهُ بَعْضُ أَصْحابِنَا مِنَ البَصْرِيِّينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، ولَمْ أَسْمَعْها مِنْ غَيْرِه.
وِقالَ اللَّيْثُ : مَطَعَ : أَكَلَ الشَّيْءَ بأَدْنَى الفَمِ وثَنَايَاهُ وما يَلِيها مِنْ مُقَدَّمِ الأَسْنَانِ. ولَوْ قالَ : والشَّيْءَ : أَكَلَهُ بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه ـ كمَا هُوَ نَصُّ ابْنِ القَطّاعِ ـ لكانَ أَخْصَرَ ، وهُوَ ماطِعٌ ناطِعٌ بمَعْنًى واحِدٍ ، وهُوَ القَضْمُ.
وِقالَ ابنُ عَبّادٍ : نَاقَةٌ مُمَطِّعَةُ الضَّرْعِ ، بِكَسْرِ الطّاءِ (٢) المُشَدَّدَةِ ، ولَوْ قَالَ : «كمُحَدِّثَةٍ» كانَ أَخْصَرَ وأَوْفَقَ لقاعِدَتِه ، وهِيَ الَّتِي تَشْخَبُ أَطْبَاؤُهَا ، وتَغْدُو لَبَناً هكَذا نَصُّ المُحِيطِ.
[مظع] : مَظَعَ الوَتَرَ وغَيْرَه ، كمَنَعَ مَظْعاً : مَلَّسَهُ وذَبَّلَهُ كَما هُوَ نَصُّ المُحِيطِ ، قالَ : والمَظْعُ : الذُّبُولُ ، قالَ الصّاغَانِيُّ :كَذا قالَ الذُّبُول ، وفيهِ نَظَرٌ ، كمَظَّعَهُ تَمْظِيعاً : قالَ اللَّيْثُ :مَظَّعَ الوَتَرَ تَمْظِيعاً : مَلَّسَه حَتَّى يَبَّسَهُ (٣) ، وكَذلِكَ الخَشَبَةَ ، زادَ غَيْرُه : وأَلأنَهُ.
ويُقَالُ : مَظَّعَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَةَ : امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَهَا.
وِالمُظْعَةُ بالضَّمِّ : بَقِيَّةُ الكَلامِ هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْهِ عن ابنِ عَبّادٍ ، ووُجِدَ هكَذَا فِي نُسَخِ المُحِيطِ ، وهُوَ غَلطٌ ، والصَّوَابُ : بَقِيَّةٌ مِنَ الكَلإِ ، ولَمْ يُنَبِّهْ عَلَيْهِ الصّاغَانِيُّ ، وأَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ على الصَّوَابِ (٤) ، ولِلَّهِ دَرُّ الجَوْهَرِيِّ حَيْثُ قالَ : إِنَّ المُحِيطَ لابْنِ عَبّادٍ فيهِ أَغْلَاطٌ فاحِشَةٌ ، ولذا تَرَكَ الأَخْذَ مِنْه.
وِالتَّمْظِيعُ : التَّمْصِيعُ ، وهُوَ أَنْ تَقْطَعَ الخَشَبَةَ رَطْبَةً ، ثُمّ تَضَعَها بلِحائِها فِي الشَّمْسِ حَتّى يُتَشَرَّبَ ماؤُهَا ، ويُتْرَكَ لِحاؤُهَا عَلَيْهَا ؛ لِئَلَّا تَتَصَدَّعَ (٥) ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجرٍ يصِفُ رَجُلاً قَطَعَ شَجَرَةً يَتَّخِذُ مِنْهَا قَوْساً :
فمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها |
|
تُعالَى عَلَى ظَهْرِ العَرِيشِ وتُنْزَلُ |
العَرِيشُ : البَيْتُ ، يَقُولُ : تُرْفَعُ عليهِ باللَّيْلِ ، وتُنْزَلُ بالنَّهَارِ ؛ لِئَلّا تُصِيبَها الشَّمْسُ فتَتَفَطَّرَ ، وقَدْ مَظَّعَها الماءَ ، أَي : شَرَّبَها ، قالَ أَوْسٌ أَيْضاً :
فلَمّا نَجَا مِنْ ذلِكَ الكَرْبِ لَمْ يَزَلْ |
|
يُمَظِّعُهَا ماءَ اللِّحَاءِ لتَذْبُلَا |
وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : مَظَّعَ القَوْسَ والسَّهْمَ : شَرَّبَها ، وأَنْشَدَ للشَّمّاخِ يَصِفُ قَوْساً :
فمَظَّهَا شَهْرَيْنِ ماءَ لِحَائِها |
|
وِيَنْظُرُ فِيهَا أَيُّهَا هُوَ غامِزُ |
وقَالَ : التَّمْظِيعُ : التَّشْرِيبُ ، وهُو : أَنْ يُتْرَكَ عَلَيْهَا ماءُ لِحَائِها سَنَتَيْنِ ، حَتَّى يَشْرَبَ العُودُ ماءَ اللِّحَاءِ ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.
وِالتَّمْظِيعُ : تَسْقِيَةُ الأَدِيمِ الدُّهْنَ حَتّى يَشْرَبَه ، كَذا في المُجْمَلِ واللِّسَانِ.
وِقالَ أَبُو عَمْرٍو : التَّمْظِيعُ : تَرْوِيَةُ الثَّرِيدِ بالدَّسَمِ ، وكَذلِكَ التَّمْزِيعُ ، والتَّمْرِيغُ ، والتَّرْوِيغُ ، والمَرْطَلَةُ ، والسَّغْبَلَةُ ، والسَّغْسَغَةُ.
وقالَ ابنُ فارِسٍ : ولَقَدْ تَمَظَّعَ ما عِنْدَنا ، ونَصُّ المُجْمَلِ : ما عِنْدَه ، أَي : تَلَحَّسَهُ كُلَّهُ.
وِقالَ الأَصْمَعِيُّ : تَمَظَّعَ الظِّلَّ : تَتَبَّعَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعِ.
وِقالَ أَبُو عَمْرٍو : تَمَظَّعَ فِي الرَّعْيِ : إِذا تَأَخَّرَ عَنِ الوَقْتِ.
__________________
(١) اللسان وفيه «الأوالس» باللام.
(٢) ضبطت في التكملة بفتحها ، ضبط حركات.
(٣) في اللسان : ملَّسه ويبَّسه.
(٤) والتهذيب ، وفي إحدى نسخه «بقية من الكلام».
(٥) التهذيب : يتصدع ويتشقق.