الأَصْمَعِيُّ : إِذا اسْتَبانَ حَمْلُ الأَتَانِ وصارَ فِي ضَرْعِها لُمَعُ سَوَادٍ فَهِيَ مُلْمِع ، وقالَ في كِتابِ الخَيْلِ : إِذا أَشْرَقَ ضَرْعُ الفَرَسِ للحَمْلِ قِيلَ : أَلْمَعَتْ ، قالَ : ويُقَالُ ذلِكَ لكُلِّ حافِرٍ ، وللسِّباعِ أَيْضاً ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الإِلْماعُ في ذَوَاتِ المِخْلَبِ والحافِرِ : إِشْرَاقُ الضَّرْعِ ، واسْوِدادُ الحَلَمَةِ باللَّبَنِ للحَمْلِ ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِلَبِيدٍ ـ رضياللهعنه ـ :
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحَقَبَ لاحَهُ |
|
طَرَدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وكِدَامُهَا |
وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ ـ رضياللهعنه ـ :
فَكَأَنَّهَا بَعْدَ الكَلالَةِ والسُّرَى |
|
عِلْجٌ تُغَالِبُهُ قَذُورٌ مُلْمِعُ |
القَذُورُ : الأَتانُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.
وِقالَ اللّيْثُ : أَلْمَعَتِ الشّاةُ بذَنَبِها ، فَهِيَ مُلْمِعَةٌ ومُلْمِعٌ : رفَعَتْهُ ليُعْلَمَ أَنَّهَا قَدْ لَقِحَتْ.
قال : وأَلْمَعَتِ الأُنْثَى : إِذا تَحَرَّكَ الوَلَدُ فِي بَطْنِهَا ، قولُه : والأُنْثَى ، لَيْسَ في عِبَارَةِ اللَّيْثِ ، وإِنّما ساقَ هذِهِ العِبَارَةَ بَعْدَ قَوْلِه : أَلْمَعَت النّاقَةُ بذَنبِهَا ، وهِيَ مُلْمِعٌ : رَفَعَتْهُ فعُلِمَ أَنَّهَا لاقِح ، وهِي تُلْمِعُ إِلْماعاً : إِذا حَمَلَتْ ، ثُمَّ قالَ : وأَلْمَعَتْ ، وهِيَ مُلْمِعٌ أَيْضاً : تحَرَّكَ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا ، ولَمَعَ ضَرْعُهَا : [لَوَّنَ] (١) عِنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فِيهِ ، وكأَنَّه فَرَّ مِنْ إِنْكَارِ الأَزْهَرِيِّ عَلَى اللَّيْثِ ، حَيْثُ قالَ : لَمْ أَسْمَعِ الإِلْمَاعَ فِي النّاقَةِ لغَيْرِ اللَّيْثِ ، إِنّمَا يُقَالُ للنّاقَةِ : مُضْرِعٌ ، ومُرْمِدٌ ، ومُرِدٌّ ، فقَوْلُه : أَلْمَعَتْ بذَنَبِهَا شَاذٌّ ، وكلامُ العَرَبِ : شالَتِ النّاقَةُ بذَنَبِهَا بَعْدَ لِقاحِها ، وشَمَذَتْ ، واكْبارَّتْ (٢) ، فإِنْ فَعَلَتْ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ حَبَلٍ قِيلَ : قَدْ أَبْرَقَتْ ، فَهِيَ مُبْرِقٌ ، وقد أَشَارَ إِلى مِثْلِ هذا الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ ، وذَكَرَ إِنْكَارَ الأَزْهَرِيِّ ، وكذلِكَ صاحِبُ اللِّسَانِ ، وأَمّا فِي العُبَابِ فسَكَتَ عَلَيْهِ ، ولَيْسَ فيهِ أَيْضاً لَفْظُ الأُنْثَى ، وعَلَى كُلِّ حالٍ فكَلامُ المُصَنِّفِ لا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ خَفِيٍّ يُتَأَمَّلُ فِيهِ.
وِقالَ أَبُو عَمْرو : أَلْمَعَ بالشَّيْءِ وأَلْمَأَ بهِ ، وكذا : أَلْمَعَ عَليهِ : إِذا اخْتَلَسَه ، وقالَ ابنُ بزُرْجَ : سَرَقَهُ ، وقالَ غَيْرُه : أَلْمَعَ بِمَا فِي الإِناءِ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ : ذَهَبَ بهِ ، وبِهِ فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ مُتَمِّم بن نُوَيْرَةَ السّابِقُ :
بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا
يَعْنِي ذَهَبَ بِهِمَا الدَّهْرُ ، والأَلِفُ للإِطْلاقِ ، وقِيلَ : أَرادَ [بقوله : أَلمعا] (٣) اللَّذَيْنِ مَعَاً ، وهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو ، وحُكِيَ عن الكِسَائِيِّ أَنَّه قال : أَرادَ مَعاً ، فأَدْخَلَ الأَلِفَ والّلامَ ، وكذلِكَ حَكَى مُحَمَّدُ بنُ حَبِيب عَنْ خالِدِ بنِ كُلْثُوم.
كالْتَمَعَهُ وتَلَمَّعَهُ يُقَالُ : الْتَمَعْنَا القَوْمَ ، أَي : ذَهَبْنَا بِهِمْ ، ومِنْهُ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ لِرَجُلٍ شَخَصَ بَصَرَه إِلى السّمَاءِ في أَي : يُخْتَلَسُ ويُخْتَطَفُ بِسُرْعَةٍ وشاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ الَّذِي تَقَدَّمَ في إِحْدَى الرِّوايَتَيْنِ «فحِدَوٌّ ، تَلَمَّعُ» أَي : تَخْتَطِفُ فِي انْقِضاضِها.
وِالبِلادُ : صارَتْ فِيها لُمْعَةٌ مِنَ النَّبْتِ ، وذلِكَ حِينَ كَثُرَ كَلَؤُهَا ، واخْتَلَطَ كلأُ عامٍ أَوَّلَ بكَلإٍ العامِ ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيتِ.
وِالتَّلْمِيعُ في الخَيْلِ : أَنْ يَكُونَ في الجَسَدِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سائِرَ لَوْنِهِ ، فإِذا كانَ فِيهِ اسْتِطالَةٌ فهُوَ مُوَلَّع ، كَما في الصِّحاحِ ، يُقَال : فَرَسٌ مُلَمَّعٌ ، وقد يَكُونُ التَّلْمِيعُ في الحَجَرِ والثَّوْبِ ، يَتَلَوَّنُ أَلْواناً شَتَّى ، يُقَالُ : حَجَرٌ مُلَمَّعٌ ، وثَوْبٌ مُلَمَّعٌ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :
اللُّمُوعُ ، بالضَّمِّ ، واللَّمِيعُ كأَمِير ، والتِّلِمّاعُ كتِكِلّامٍ ، والتَّلَمُّع : الإِضاءَةُ ، قالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيُّ :
وِأَعْفَتْ تِلِمَّاعاً بزَأْرٍ كأَنَّهُ |
|
تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يَتَكَلَّدُ (٤) |
وأَرْض مُلْمِعَة ، كمُحْسِنَة ، ومُحَدِّثَةٍ ، ومُعَظَّمَةٍ : يَلْمَعُ فِيها السَّرَابُ ، وقَدْ أَلْمَعَتْ ، ولَمَعَتْ.
وخَدٌّ مُلْمَعٌ ، كمُكَرَمٍ : صَقِيلٌ.
وِأَلْمَعَ إِلْماعاً : أَشارَ بِيَدِه ، وأَلْمَعَتِ المَرْأَةُ بسِوارِهَا كذلِكَ.
__________________
(١) زيادة عن اللسان.
(٢) في التهذيب : «واكتارت» وزيد أيضاً : وعَسَرت.
(٣) زيادة عن التهذيب ، ويفهم من عبارته أنه من قول شمر. وعناه في التكملة لأبي عمرو.
(٤) لم أجده في ديوان الهذليين في شعر أمية ، وهو بهذه الرواية في اللسان.