وِكَذَا اكْتَسَعَتِ الخَيْلُ بأَذْنابِهَا : إِذا أَدْخَلَتْها بينَ أَرْجُلِهَا ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
وِقالَ أَبُو عُمْرٍو : المُكْتَسِعَةُ : الشّاةُ تُصِيبُها دابَّةٌ يُقَالُ لَها : البَرْصَةُ وهِيَ الوَحَرَةُ ، وقد ذُكِرَتْ في الرّاءِ والصّادِ ، فيَيْبَسُ أَحَدُ شَطْرَيْ ضَرْعِ الغَنَمِ قالَ : وإِنْ بَضَتْ عَلَى بَوْلِ امْرَأَةٍ أَصابَها ذلِكَ أَيْضاً.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
كَسَعَ فُلانٌ فُلاناً ، وكَسَحَه وثَفَنَه ، ولَطَّه (١) ، ولاطَه ، وتَلَّأطَهُ : إِذا طَرَدَهُ ، كَذا في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ، وكَسَعَه : إِذا تَبِعَه بالطَّرْدِ.
قُلْتُ : ومنه اسْتِعْمَالُ العامَّةِ الكَسْعَ في السُّفُنِ ، يَقُولُون :كَسَعَها في البَحْرِ.
واكْتَسَعَتْ عُرْقُوبُ الفَرَسِ : سَقَطَتْ مِنْ نَاحِيَةِ مُؤَخَّرِهَا.
ووَرَدَتِ الخُيُولُ يَكْسَعُ بَعْضُها بَعْضاً ، أَيْ : يَتْبَعُ.
وِكَسَعَهُ بما ساءَه : تَكَلَّمَ فَرَمَاهُ عَلَى إِثْرِ قَوْلِهِ بكَلِمَةٍ يَسُوءُهُ بِهَا.
وقِيلَ : كَسَعَهُ : إِذا هَمَزَهُ مِنْ وَرَائِه بكَلامٍ قَبِيحٍ ، وهُوَ مَجَازٌ.
وقولُهُم : مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُ ، قالَ الأَصْمَعِيُّ : الكَسْعُ : شِدَّةُ المَرِّ ، يُقَالُ : كَسَعَهُ بكَذَا وكَذَا : إِذا جَعَلَه تابِعاً لَهُ ومُذْهَباً به ، وأَنْشَدَ لِأَبِي شِبْلٍ الأَعْرَابِيِّ :
كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةٍ غُبْرِ |
|
أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ |
وِكَسَعَ الغُلامُ الدَّوّامَةَ بالمِكْسَعِ.
وِالكُسْعُومُ ، بالضَّمّ : الحِمَارُ بالحِمْيَرِيَّةِ ، والمِيمُ زائِدَةٌ ، نقله الجَوْهَرِيُّ هُنا ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في «المِيم» وتَقَدَّمَتْ الإِشَارَةُ إِليه أَيْضاً في «ك ع س».
وَتَكَسَّعَ فِي ضَلالِه : ذَهَبَ ، كتَسَكَّعَ ، عن ثَعْلَبٍ.
[كشع] : الكَشَعَ ، مُحَرَّكَةً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ فارِسٍ : هو الضَّجَرُ فِيما يُقَالُ ، وهو مَقْلُوبُ الشَّكَعِ (٢).
وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُقَالُ : كَشَعَ القَوْمُ عَنْ قَتِيلٍ ، كمَنَعَ :
إِذا تَفَرَّقُوا عَنْه في مَعْرَكَةٍ (٣) ، قال عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ :
شِلْوَ حِمارٍ كَشَعَتْ عَنْه الحُمُرْ
ويُرْوَى : «كَشَحَتْ» بالحاءِ.
[كعع] : كَعَّ يَكِعُّ ، بالكَسْرِ عَلَى القِيَاسِ ، حَكاهُ سيبَوَيْهٌ ، وقال : هو أَجْوَدُ ، ويَكُعُّ بالضمِّ ، حَكاهُ يُونُسُ في المبرز ، وهُوَ قَلِيلٌ ، ونَقَلَ ذلِكَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وغَيْرُهما ، وأَشَار إِلَيْه ابنُ القَطّاعِ ، فهو مِمّا وَرَد بالوَجْهَيْنِ ، قالَ شَيْخُنا : وأَغْفَلَه الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ في كُتُبِه مَعَ كَثْرةِ اسْتِيعَابِه ، فهُوَ مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه كُعُوعاً ، بالضمِّ ، وكذلِكَ كَعًّا ، بالفَتْحِ : جَبُنَ وضَعُفَ ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
وِبالكَفِّ مِنْ لَمْسِ الخِشَاشِ كُعُوعُ (٤)
الخِشَاش : حَيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ بهذا الاسْمِ. فهو كَعٌّ ، وكاعٌّ ، قال الشّاعِرُ :
وِإِنِّي لَكَرّارٌ بسَيْفِي لَدَى الوَغَى |
|
إِذا كانَ كَعُّ القَوْمِ للرَّحْلِ لازِمَا |
وقَالَ الفارِسِيُّ : وَزْنُ كاعٍّ فَعْلٌ ، وقالَ اللَّيْثُ : رَجُلٌ كَعٌّ :كاعٌّ ، وهُو الّذِي لا يَمْضِي في عَزْمٍ ولا حَزْمٍ ، وهو النّاكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ.
وِكَذلِكَ : رَجُلٌ كُعْكُعٌ ، بالضَّمِّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ، وهو الضَّعَيفُ العاجِزُ.
وِقِيلَ : كَعَعْتُ ، وكَعِعْتُ ، كمَنَعْتُ وعَلِمْتُ ، لُغَتَانِ مِثال : زَلَلْتُ وزَلِلْتُ قالَهُ أَبو زَيْدٍ في نَوادِرِه ، قال شَيْخُنَا :الفَتْحُ اعْتَبَرَه بعضُ مَنْ يَزْعُم أَنَّ حَرْفَ الحَلْقِ له تَأْثِيرٌ في المُضاعَفِ ، كيُونُسَ ، ومِثْلُه بَكَعَ ، ونَقَلَه عنهُ شُرّاحُ التَّسْهِيلِ.
والجُمْهُورُ عَلَى أَنّه لا تَأْثِيرَ لَه في المُضَاعَفِ ؛ لأَنَّ المَطْلُوبَ منه التَّخْفِيفُ ، وقد حَصَلَ بالسُّكُونِ ، وهو أَخَفُّ
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ولطه إلخ عبارة اللسان : ولظه ولاظه يلظه ويلوظه ويلأظه» وفي التهذيب : ولظّه ولاظه ولأظه يلوظه ويلظّه ويلأظه.
(٢) عن التكملة وبالأصل «الكشع».
(٣) الجمهرة ٣ / ٦١.
(٤) البيت بتمامه في الجمهرة ١ / ١١٣ ونسبه للطرماح وصدره فيها :
تكاره أعداءُ العشيرة رؤيتي