أَيّامِ الرَّبِيعِ ، خَشْنَاءُ الوَرَقِ ، لَها نَوْرٌ أَحْمَرُ مثلُ الشّرَارِ ، صِغارٌ وَرَقُها ، تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فَوْقُ ، وثَمَرَتُهَا مُقَفَّعَةٌ مِنْ تَحْتُ ، قالَهُ اللَّيْثُ ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ : هي من أَحْرَارِ البُقُولِ ، رأَيْتُها بالبَادِيَةِ (١) ، وقد ذَكَرَها زُهَيْرٌ في شِعْرِه ، فقال :
جُونِيَّةٌ كحَصاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها |
|
بالسِّيِّ ما يُنْبِتُ القَفْعَاءُ والحَسَكُ |
أَو هي شَجَرَةٌ يَنْبُتُ فِيها حَلَقٌ كحَلَقِ الخَوَاتِيمِ ، إِلّا أَنَّها لا تَلْتَقِي ، تَكُونُ كَذلِكَ ما دامَتْ رَطْبَةً ، فإِذا يَبِسَتْ سَقَطَتْ أَي سَقَطَ ذلِكَ عَنْهَا ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الدُّرُوعَ :
بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ |
|
كَأَنَّه حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ |
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ قالَ : القَفْعَاءُ :(٢) شُجَيْرَةٌ خَضْرَاءُ ما دامَتْ رَطْبَةً ، وهِيَ قُضْبانٌ قِصارٌ ، تَخْرُجُ من أَصْلٍ واحِدٍ لازِقَةٌ (٣) لِلأَرْضِ ، ولَهَا وُرَيْقٌ صَغِيرٌ ، فإِذا هَمَّتْ بالجُفُوفِ ارْتَفَعَتْ عَن الأَرْضِ ، وتَقَبَّضَتْ وتَجَمَّعَتْ ، ولا تُؤْكَلُ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ زُهَيْرٍ السّابِقَ ، وقالَ بعضُ الرُّوَاةِ :القَفْعَاءُ : من أَحْرَارِ البُقُولِ ، تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحَةً ، ورَقُها مِثْلُ وَرَقِ اليَنْبُوتِ.
وِالأُذُنُ القَفْعَاءُ : الّتِي كَأَنَّهَا أَصابَتْهَا نارٌ فانَزَوَتْ ، كَمَا فِي الصِّحاحِ ، وفي العُبَابِ : فَتَزَوَّتْ من أَعْلاها إِلى أَسْفَلِها ، والفِعْلُ قَفِعَتْ ، كفَرِحَ قَفَعاً.
وِالرِّجْلُ القَفْعَاءُ : الّتِي ارْتَدَّتْ أَصابعُهَا إِلى القَدَمِ ، كما في الصِّحاحِ ، زادَ في اللِّسَانِ : فتَزَوَّتْ عِلَّةً أَو خِلْقَةً ، والأَقْفَعُ صاحِبُهَا ، وهِيَ قَفْعَاءُ بَيِّنَةُ القَفَعِ ، وقومٌ قُفْعُ الأَصَابِعِ.
وِالأَقْفَعُ : المُنَكِّسُ الرَّأْسِ أَبَدًا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ كالمُقَفِّعِ كمُحَدِّثٍ هكَذَا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ كمُعَظَّمٍ (٤).
وِالمِقْفَعَةُ ، كمِكْنَسَةٍ : خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِها الأَصَابِعُ.
وِقَفَعَهُ بِها ، كمَنَعَ : ضَرَبَهُ : ورُوِيَ أَنَّه مَرَّ غُلامٌ بالقَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ ، فعَبَثَ بهِ الغُلامُ ، فَتَنَاوَلَه القاسِمُ وقَفَعَه (٥) قَفْعَةً شَدِيدَةً ، فإِمّا أَنْ يَكُونَ القَاسِمُ قَفَعَهُ بخَشَبَةٍ ، أَو بِيَدِه فكانَتْ كالمِقْفَعَةِ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو مِنْ قَفَعَهُ عَمّا أَرادَ : إِذا صَرَفَه عَنْهُ ومَنَعَه فانْقَفَعَ انْقِفاعاً.
وِقال ابن عَبادٍ : القَفَعُ مُحَرَّكَةً : الضِّيقُ والنَّصَبُ ، يُقَالُ : النّاسُ فِي قَفَعٍ.
وِقالَ اللَّيْثُ : القَفَاعِيُّ من الرِّجَالِ بالضَّمِّ : الأَحْمَرُ الّذِي يَنْقَشِرُ (٦) أَنْفُه لِشِدَّةِ حُمْرَتِه.
وِقالَ الأَزْهَرِيُّ : لَمْ أَسْمَعْ لغَيْرِ اللَّيْثِ أَحْمَرُ قُفَاعِيٌّ القَافُ قبلَ الفاءِ ، قال المُصَنِّفُ : وهي لُغَيَّةٌ في فُقَاعِيٍّ مُقَدَّمَةَ الفاءِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ : المَعْرُوفُ من تَأْكِيدِ صِفَةِ الأَلْوَانِ : أَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقَاعِيٌّ ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ (٧).
وِقالَ ثَعْلَبٌ : يُقَالُ : هُوَ قَفّاعٌ لِمالِهِ ، كشَدّاد : إِذا كانَ لا يُنْفِقُه.
ولا يُبَالِي ما وَقَعَ في قَفْعَتِهِ ، أَي : في وِعَائِه.
وِالقُفَاعُ كغرَابِ ، ورُمّانٍ ، والأُولَى القِيَاسُ ، أَي تَخْفِيفُهَا ، كسائِرِ الأَدْوَاءِ إِلّا أَنَّه هكَذَا وُجِدَ في نُسَخِ الجَمْهَرَةِ المُصَحَّحَةِ المَقْرُوءَة علَى العُلَمَاءِ ـ بِخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيِّ والأَرْزَنِي ـ بتَشْدِيدِ الفاءِ ، قاله الصّاغَانِيُّ :داءٌ في قَوَائِمِ الشّاةِ يُعَوِّجُهَا ، وفِي الجَمْهَرَةِ (٨) : داءٌ يُصِيبُ النّاسَ ، كوَجَعِ المَفَاصِلِ ونَحْوِه ، تَتَشَنَّجُ مِنْهُ الأَصَابِعُ.
وِالقُفّاعُ كرُمّانٍ : نَباتٌ مُتَقَفِّعٌ ، كأَنَّهُ قُرُونٌ صَلَابَةً إِذا يَبِسَ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ ليابِسهِ : كَفُّ الكَلْبِ.
وِالقُفّاعَةُ بهاءٍ : شَيْءُ يُتَّخَذُ من جَرِيدِ النَّخْلِ ، ثُمّ يُغْدَفُ بِهِ عَلَى الطَّيْرِ ، فيُصادُ قالَ ابنُ دُرَيْد : هي كَلِمَةٌ عِرَاقِيَّةٌ ، ولا أَحْسِبُهَا عَرَبِيَّةً (٩). قلتُ : واسْتَعْمَلَها أَهْلُ مِصْر أَيْضاً.
وِرَجُلٌ مُقَفَّعُ اليَدَيْنِ ، كمُعَظَّمٍ أَي : مُتَشَنِّجُهِما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، كالأَقْفَعِ.
__________________
(١) في التهذيب : «رأيتها في بلاد تميم» والأصل كاللسان عنه.
(٢) اللسان : شجرة.
(٣) في اللسان : لازمة.
(٤) ضبطت في التكملة بالقلم بفتح الفاء المشدودة.
(٥) الذي في اللسان : فتناوله القاسم بمقععةٍ قفعة شديدةً والأصل كالنهاية.
(٦) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «يَتَقَشَّرُ» ومثلها في التهذيب واللسان والتكملة.
(٧) عبارة الأزهري في التهذيب : والمعروف في باب الألوان أصفر فاقع فقاعي ، الفاء قبل القاف ، وهو الصحيح.
(٨) الجمهرة ٣ / ١٢٦.
(٩) الجمهرة ٣ / ١٢٦.