الصّاغَانِيُّ لِلنّابِغَةِ الذَّبْيَانِيِّ :
ظَلَّتْ أَقاطِيعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ |
|
لَدَى صَلِيبٍ عَلَى الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ (١) |
وِالقَطِيعُ : السَّوْطُ يُقْطَعُ مِن جِلْدِ سَيْرٍ ويُعْمَلُ منه ، وقِيلَ : هو مُشْتَقٌّ من القَطِيعِ الَّذِي هُوَ المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ ، وقالَ اللَّيْثُ : هُوَ المُنْقَطِعُ طَرَفُهُ ، وعَمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بالقَطِيعِ ، قال الأَعْشَى يَصِفُ نَاقَةً :
تَرَى عَيْنَهَا صَغْوَاءَ في جَنْبِ مُوقِها |
|
تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا |
قال ابنُ بِرِّيٍّ : السَّوْطُ المُحَرَّمُ : الذِي لم يُلَيَّنْ بَعْدُ ، وقال الأَزْهَرِيُّ : سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأَنَّهُم يَأْخُذُونَ القِدَّ المُحَرَّمَ ، فيَقْطَعُونَه أَرْبَعَةَ سُيُورٍ ، ثم يَفْتِلُونَه ، ويَلْوُونَه ، ويَتْرُكُونَه (٢) حَتَّى يَيْبَسَ ، فيَقُومَ قِياماً ، كأَنَّه عَصاً ، ثم سُمِّيَ قَطِيعاً لِانَّه يُقْطَعُ أَرْبَعَ طَاقاتٍ ثُمَّ يُلْوَى.
وِالقَطِيعُ : النَّظِيرُ والمِثْلُ ، يُقَالُ : فلانٌ قَطِيعُ فلانٍ ، أَيْ شِبْهُه فِي قَدِّهِ وخَلْقِه ، ج : قُطَعاءُ ، هكذا في النُّسَخِ ، ومِثْلُه في العُبَابِ ، وفِي اللِّسَانِ : أَقْطِعاءُ ، كنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ ، وفِي العُبَابِ : القَطِيعُ : شِبْهُ النَّظِيرِ ، تَقُولُ : هذا قَطِيعٌ من الثِّيابِ لِلَّذِي قُطِعَ منه.
وِالقَطِيعُ : القَضِيبُ تُبْرَى مِنْه السِّهَامُ ، وفي العَيْنِ :الَّذِي يُقْطَعُ لِبَرْيِ السِّهَامِ ، ج : قُطْعانٌ بالضمِّ ، وأَقْطِعَةٌ ، وقِطَاعٌ بالكَسْرِ ، وأَقْطُعٌ كأَفْلُسٍ وأَقَاطِعُ ، وقُطُعٌ بضَمَّتَيْنِ ، الأَخِيرَةُ إِنَّمَا ذَكَرَها صاحِبُ اللِّسَانِ في القَطِيعِ بمَعْنَى ما تَقَطَّعَ من الشَّجَرِ ، كما سَيَأْتِي ، واقْتَصَرَ اللَّيْثُ على الأُولَى والرّابِعَةِ ، وما عَدَاهُمَا ذَكَرَهُنَّ الصّاغَانِيُّ ، وأَنْشَدَ اللَّيْثَّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ :
وِنَمِيمَةٌ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ |
|
في كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ(٣) |
قالَ : أَرادَ السِّهَامَ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ. قُلْتُ :أَيْ أَنَّ الصّوابَ أَنَّ الأَقْطُعَ ـ في قَوْلِ الهُذَلِيِّ ـ جَمْعُ قِطْعٍ ، بالكَسْرِ ، وقد أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً عند ذِكْرِه القِطْعَ ، وهكَذا هو في شَرْحِ الدِّيوانِ ، وشاهِدُ القِطَاعِ قَوْلُ أَبِي خِراشِ :
مُنِيباً وقَدْ أَمْسَى تَقَدَّمَ وِرْدَها |
|
أُقَيْدِرُ مَسْمُومُ القِطاعِ نَذِيلُ (٤) |
وِالقَطِيعُ : ما تَقَطَّعَ (٥) مِنَ الأَغْصَانِ* ، جَمْعُه أَقْطِعَةٌ ، وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ ، بضَمَّتَيْنِ فيهما ، وأَقاطِيعُ كأَحَادِيثَ كالقِطْعِ بِالكَسْرِ وجَمْعُه أَقْطَاعٌ ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
عَفَتْ غَيْرَ نُؤْيِ الدّارِ ما إِنْ تُبِينُه |
|
وِأَقْطَاعِ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعَاقِلِ (٦) |
وِمِن المَجَازِ : القَطِيعُ : الكَثِيرُ الاخْتِرَاقِ (٧) والرُّكُوبِ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وِقال اللَّيْثُ : قولُ العَرَبِ : هو قَطِيعُ القِيَامِ ، أَي : مُنْقَطِعٌ ، مَقْطُوعُ (٨) القِيَامِ إِنّمَا يَصِفُ ضَعْفاً أَو سِمَناً وأَنْشَدَ :
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيَا |
|
مِ أَمْسَى فُؤادِي بِهَا فاتِنَا |
وهو مَجَازٌ.
وِمن المَجَاز : امْرَأَةٌ قَطِيعُ الكَلامِ : إِذا كانت غَيْرَ سَلِيطَة. وقد قَطُعَتْ ، ككَرُمَ.
وِمن المَجَازِ : هو قَطِيعُه : شَبِيهُهُ في خُلُقِه وقَدِّهِ والجَمْعُ قُطَاءُ ، وقَدْ تَقَدَّم.
وِمن المَجَازِ : القَطِيعَةُ كشَرِيفَةٍ : الهِجْرَانُ ، والصَّدُّ ، كالقَطْعِ : ضِدّ الوَصْلِ ، ويُرادُ به تَرْكُ البِرِّ والإِحْسَانِ إِلَى الأَهْلِ والأَقَارِبِ ، كما تَقَدَّمَ.
وِالقَطِيعَةُ : مَحَالُّ بِبَغْدَادَ ، أَي في أَطْرافِها أَقْطَعَها المَنْصُورُ العَبّاسِيُّ أُناساً مِنْ أَعْيَانِ دَوْلَتِهِ ، وفي مُخْتَصَرِ نُزْهَةِ
__________________
(١) ديوانه ص ٩٢ وقوله مؤبلة : هي الإِبل التي تتخذ للقنية والنماء لا تركب ولا تستعمل. وقيل المؤبلة : الكثيرة.
(٢) في التهذيب : ويعلّقونه حتى يجفّ.
(٣) ديوان الهذليين ١ / ٧ وضبطت : وتميمةً بالنصب.
(٤) ديوان الهذليين ٢ / ١٢٠ برواية : «أقيدر محموز» وبالأصل : «نزيل» والمثبت عن ديوان الهذليين.
(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «ما يُقْطَعُ».
(*) عبارة القاموس : ما تقطَّعَ من الشجر.
(٦) ديوان الهذليين ١ / ١٤٠ برواية :
عفا غير نؤي الدار ما إن أُبينه
(٧) عن التكملة وبالأصل والقاموس : الاحتراق.
(٨) بالأصل «ومقطوع» والمثبت عن القاموس بحذف الواو.