يَعْنِي أَنَّ المَسَاحِلَ أَدْمَتْها ، كما أَفْرَع الحَيْضُ المَرْأَةَ بالدَّمِ.
وِأفْرَع الحَدِيثَ والشَّيْءَ : ابْتَدَأَه ، يُقَال : بِئْسَ ما أَفْرَعْتَ بهِ ، أَي ابْتَدَأْتَ به ، كاسْتَفْرَعَه وهذا عن شَمِرٍ ، قالَ الشّاعِرُ يَرْثي عُبَيْدَ بنَ أَيُّوبَ :
وِدَلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حَتَّى تَرَكْتَنِي |
|
إِذَا اسْتَفْرَعَ القَوْمُ الأَحَادِيثَ سَاهِيَا |
وِأَفْرَع الأَرْضَ : جَوَّلَ فِيها ، فعَرَفَ خبَرَهَا وعَلِمَ عِلْمَها.
وِقال أَبُو عَمْرٍو : أَفْرَع فُلانٌ العَرُوسَ : فَرَغَ ، أَي قَضَى حاجَتَه من غِشْيانِهَا ، أَي مِنَ غِشْيَانِه بِها.
وِأَفْرَعَتِ المَرْأَةُ : رَأَت الدَّمَ عندَ الولادَةِ ، كما في العُبَابِ ، وقِيلَ : قبْلَ الوِلادَة ، كما في نصِّ أَبي عُبَيْدٍ ، وفي اللِّسَانِ : الإِفْرَاعُ : أَوّلُ ما تَرَى المَاخِضُ من النِّسَاءِ أَو الدَّوابِّ دَماً.
وِأَفْرَعَ لها الدَمُ : بَدَا لَهَا.
أَو أَفْرَعَتْ : رأَتْ دماً في أَوَّلِ ما حاضَتْ ، كما في المُحِيطِ ، وفي اللِّسَانِ : أَفْرَعَتْ : حَاضَتْ. وهو نَصُّ أَبِي عبَيْدٍ.
وِفي المُحِيطِ : أَفْرَعَت الضَّبُعُ الغَنَمَ : أَفْسَدَتْ وأَدْمَتْ ، وفي اللِّسَانِ : أَفْرَعَت الضَّبُعُ في الغَنَم : قَتَلَتْهَا وأَفْسَدَتْهَا ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَفْرَعْتِ فِي فُرَارِي |
|
كَأَنَّمَا ضِرَارِي |
أَرَدْتِ يا جَعَارِ
وهي أَفْسَدُ شَيءٍ رُئِيَ ، والفُرَارُ : الضَّأْنُ.
وِأُفْرِعَ بسَيِّدِ بَنِي فُلانِ ، بالضَّمِّ : أَخَذُوهُ فقَتَلُوه.
وِفَرَّعَ تَفْرِيعاً : انْحَدَرَ ، وصَعِدَ ، ضِدُّ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيْرُه ، ولا يَخْفَى أَنَّ التَّفْرِيعَ بمَعْنَى الانْحِدَارِ قد سَبَقَ له قَرِيباً ، فإِعادَتُه ثانِياً كأَنَّهُ لبَيَانِ الضِّدِّيَّةِ ، وسَبَقَ شَاهِدُه أَوَّلاً.
ويُقَالُ : فَرَّعْتُ في الجَبَل تَفْرِيعاً ، أَي انْحَدَرْتُ ، وفَرَّعْتُ [في] الجَبَلِ ، أَي صَعَّدت ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَفْرَع :هَبَطَ وفَرَّعَ : صَعَّد.
وِفَرَّعَ الرَّجُلُ تَفْرِيعاً : ذبَحَ الفَرَعَ ، مُحَرَّكَةً ، ومنهالحَدِيث : «فَرِّعُوا إِنْ شِئْتُم ، ولكِنْ لا تَذْبَحُوا غَرَاةً» ويُروَى :«أَفْرِعُوا» ، وقد تَقَدَّم ، كاسْتَفْرَع ، وأَفْرَعَ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وِيُقَال : فَرَّعَ مِنْ هذا الأَصْلِ مَسَائِلَ أَي جَعَلَهَا فُرُوعَه ، فَتَفَرَّعَتْ وهو مَجَازٌ ، يُقَالُ : هو حَسَنُ التَّفْرِيعِ للمَسَائِلِ.
وِتَفَرَّعَ القَوْمَ : رَكِبَهُم بالشَّتْمِ ونَحْوِه ، كما في اللِّسَانِ والأَسَاسِ ، وهو مَجَازٌ.
وِقِيلَ : تَفَرَّعَهُم : عَلَاهُمْ شَرَفاً ، وفَاقَهُم ، قالَ الشّاعِرُ :
وِتَفَرَّعْنَا من ابْنَيْ وَائِلٍ |
|
هامَةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ |
أَو تَفَرَّعَهُم : تَزَوَّجَ سَيِّدَةَ نِسَائِهِم وعُلياهُنَّ. ويُقَالُ :تَفَرَّعْتُ ببَنِي فُلانٍ ، أَي تَزَوَّجْتُ في الذِّرْوَةِ منهم والسَّنامِ ، وكذلِكَ تَذَرَّيْتُهُم وتَنَصَّيْتُهُم ، وهو مَجَازٌ.
وِتَفَرَّعَتِ الأَغْصَانُ : كَثُرَتْ فُرُوعُهَا.
وِفَرْوَعٌ ، كجَدْوَلٍ : ع ، قالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ :
وِقَدْ هاجَنِي مِنْهَا بوَعْسَاءِ فَرْوعٍ |
|
وِأَجْزاعِ ذِي اللهبَاءِ مَنْزِلَةٌ قَفْرُ (١) |
وَرَوَاهُ الأَصْمَعِيُّ لعَامِرِ بنِ سَدُوسٍ ، ويُرْوَى : «بوَعْسَاءِ قَرْمَدٍ ... فأَذْناب».
وِقال أَبو زَيْدٍ في كِتَابِ الأَشْجَارِ : الفَيْفَرعُ ، كفَيْفَعلٍ : شَجَرٌ ، ضُبِطَ بسُكُونِ الرَّاءِ وفَتْحِها.
وِفُرَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ : لَقَبُ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جَذِيمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ بَكْرِ بنِ أَنْمَارِ بنِ عَمْرِو بنِ وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ أَفْصَى بن عَبْدِ القَيْسِ ، هكذا ضبَطَه الرُّشَاطِيُّ وابنُ السَّمْعَانِيّ ، وتَعَقَّبه الرَّضِيُّ الشّاطِبِيُّ بأنَّه بالقافِ.
وِفُرَيْع : لُغَةٌ في فِرْعَوْنَ ، أَو ضَرورَةُ شِعْرٍ ـ في قَوْلِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ ـ :
حَيِّ داوُودَ وابْنَ عادٍ ومُوسَى |
|
وِفُرَيْعٌ بُنْيانُه بالثِّقَالِ |
أَي : وفِرْعَوْنُ ، كما في العُبَابِ.
وِفُرْعَانُ بنُ الأَعْرَفِ ، بالضَّمِّ : أَحَدُ بَنِي النَّزَّالِ بنِ سَعْدٍ
__________________
(١) ديوان الهذليين ٣ / ٥٨ برواية : «بوعساء قرمد». وذكره ياقوت في «اللهباء» ونسبه لعامر بن سدوس الخناعي الهذلي.