أَرادَ يا ضُبَاعَةُ ، فَرَخَّم. دعا بأَن لا يَكُونَ الوَدَاعُ في مَوْقِفٍ ، أَي قِفِي وَدِّعِينا إِنْ عَزَمْتِ على فُرْقَتِنَا ، فلا كانَ مِنكَ الوَدَاعُ لَنَا في مَوْقِفِ ، وقد اضْطُرَّ إِلى أَنْ جَعَلَ المَعْرِفَةَ خَبْرَ كانَ ، والنَّكِرَةَ اسْمَها.
وِضُبَاعَةُ بنْتُ عامِرِ بنِ قُشَيْرٍ ، وهي ضُبَاعَةُ الكُبْرَى ، كما في العُبَابِ. ومن الصَّحابِيّاتِ : ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ ، زَوْجُ المِقْدَادِ ، قُتِلَ ابْنُهَا عَبْدُ الله يَوْمَ الجَمَلِ مع عائِشَةَ. رَوَى عَنْهَا ابْنُ عَبّاسٍ وجابِرٌ وأَنَسٌ رضِيَ الله عَنْهُمْ ، وعُرْوَةُ والأَعْرَجُ ، وغيرُهُم.
وِضُبَاعَةُ بنتُ عامِرِ بنِ قُرْطٍ العامِرِيَّةُ ، أَسْلَمَت (١) بمكَّة ، وهي القائِلَةُ :
اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ
وِضُبَاعَة بِنْتُ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْن الأَنْصَارِيَّة ، هكذا وقع في العُبَاب ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ ، وهو غَلَطٌ ، والصّواب أَنَّهَا بِنْتُ عَمْرِو بن مِحْصَنٍ النَّجّارِيَّةُ ، قال ابنُ سَعْدٍ : بايَعَتْ.
وأَما ضُبَاعَةُ بنت الحارِث الأَنْصَاريَّةُ التي رَوَتْ عنها أُخْتُهَا أُمُّ عَطِيَّة ـ في الوُضُوءِ مِمّا مَسَّتِ النّارُ ـ فقد وَهِمَ فيها خَلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ (٢) في رِوَايَتِه عن أَبِيهِ عن أُمِّ عَطِيَّةَ عن أُخْتِهَا ، والحَدِيثُ الصَّحِيحُ حَدِيثُ قَتَادَةَ عن إِسْحَاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ : أَنَّ جَدَّتَه أَمَّ حَكِيمٍ حَدَّثَتْه عن أُخْتِها ضُبَاعَةَ بنتِ الزُّبَيْرِ في الوُضوءِ مِمَّا مَسَّتِ النارُ ، يَعْنِي أَنَّه لا يَجِبُ ، حَقَّقَهُ الدّارَقُطْنِيُّ في العِلَلِ.
وِقالَ اللَّيْثُ : ضَبِعَت النّاقَةُ ، كفَرِحَ ، ضَبَعاً ، وضَبَعَةً ، مُحَرَّكَتَيْنِ : أَرَادَتِ الفَحْلَ واشْتَهَتْهُ كأَضْبَعَتْ بالأَلِف ، لغَةٌ في ضَبِعَتْ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ واسْتَضْبَعَتْ مثلُ ذلِكَ ، فهي ضَبِعَةٌ ، كفَرحَةٍ ، قاله اللَّيْثُ زادَ في اللِّسَانِ : ومُضْبعَة ، ج : [ضِباعٌ و] (٣) ضَبَاعَى ، كحَبَالَى ، هكَذا في النُّسَخ ، والَّذِي في اللِّسَانِ : والجَمْعُ ضِبَاعَى وضبَاعَى ، أَي بالكَسْرِ والفَتْحِ.
وِقد تُسْتَعْمَلُ الضَّبَعَةُ في النِّسَاءِ قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : قيلَ لأَعْرَابِيٍّ : أَبِامْرَأَتِكَ حَبَلٌ (٤)؟ قال : ما يُدْرِينِي واللهِ؟ ما لَهَا ذَنَبٌ فتَشُول [به] ولا آتِيهَا إِلّا على ضَبَعَةٍ.
وِالضَّبُعُ ، بضَمِّ الباءِ ، وسُكُونِها مُؤَنَّثَةٌ ، ج : أَضْبُعٌ في القَلِيلِ ، وضِبَاعٌ ، بالكَسْرِ ، مثل سَبُعٍ وسِبَاعٍ وضُبُعٌ ، بضَمَّتَيْنِ ، وضُبْعُ بضَمَّةٍ وَاحِدَةٍ ، ومَضْبَعَةٌ ، وقالَ رَجُلٌ أن ضَبَّةَ أَدْرَكَ الإِسْلَامَ :
يا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيَارَ أَحْمِرَةٍ |
|
ففي البُطُونِ إِذا رَاحَتْ قَرَاقِيرُ |
هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ ولا |
|
تُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُم أَظَافِيرُ |
حَمَلَهُ عَلى الجِنْس فأَفْرَدَه ، ورَوَاه أَبُو زَيْدٍ : «يا ضُبُعاً أَكَلَت» قالَ الفارِسِيُّ : كأَنَّهُ جَمَع ضَبْعاً على ضِبَاعٍ ، ثُمَّ جَمَعَ ضِبَاعاً على ضُبُعٍ ، ويُرْوَى : «يا أَضْبُعاً» وقالَ جَرِيرٌ :
مِثل الوِجَارِ أَوَتْ إِلَيْه الأَضْبُعُ (٥)
وِالذَّكَرُ ضِبْعَانُ ، بالكَسْر ، لا يَكُونُ بالأَلِفِ والنُّونِ إِلّا للمُذَكَّرِ ، تَقُول : كأَنَّهُ ضِبْعَانٌ أَمْدَر (٦) ، بل هُوَ منه أَغْدَر ، وفي حَدِيثِ قِصَّةِ إِبراهِيمَ عليهالسلام ، وشَفَاعَتِه لأَبِيهِ يومَ القِيَامَةِ ، قال : «فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَرَ» ويُرْوَى «أَمْجَر» وقد تَقَدَّم في الرّاءِ والأُنْثَى ضِبْعَانَةٌ ، كما في الصّحاحِ ، وأَنْكَرَه ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيهِ ، وقال : ضِبْعَانَةٌ غيرُ مَعْرُوفٍ ، ويُقَالُ في المُؤَنَّثِ أَيْضاً : ضَبُعَةٌ ، عن ابن عَبّادٍ في المُحِيطِ. قال : وتُجْمَعُ على الضُّبْعِ ، أَو لا يُقَالُ : ضَبْعَةٌ ؛ لأَنَّ الذَّكَرَ ضِبْعانٌ ، كما في الصّحاحِ ، ج : ضبَاعِين ، كسِرْحَانٍ وسَرَاحِين وكان أَبُو حاتِمٍ يُنْكِرُ الضَّبَاعِينَ ، وضِبَاع ، وهذا الجَمْعُ للذَّكَرِ والأُنْثَى ، وضِبْعانَاتٌ ، بكَسْرِهما وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وِبُهْلولاً (٧) وشِيعَتَه تَرَكْنا |
|
لضِبْعاناتِ مُعْقُلَةٍ مَنَابَا |
__________________
(١) عن أسد الغابة وبالأصل «لقيت».
(٢) كذا بالأصل ، وضبط عن تقريب التهذيب ، ووقع في أسد الغابة محرفاً «العجمي».
(٣) ما بين معقوفتين سقط من المطبوعة الكويتية.
(٤) في اللسان : «حملَ» والزيادة الآتية عنه.
(٥) ديوانه وصدره :
وِجدُوا لجعثنَ حين قبقبتِ استُها
(٦) أي منتفخ الجنبين عظيم البطن ، ويقال : هو الذي تترّب جنباه كأنه من المدر والتراب ، عن الصحاح.
(٧) في اللسان : وبهلولٌ وشيعته.