وِصَوَّعَ إِلَيْه : قَلَبَ رأْسَه ، والْتَفَتَ إِليه. نَقَلَه الصّاغانِيُّ.
وِالصُّوَعُ ، كصُرَدٍ ـ من لَحْمِ الفَرَسِ ـ كالزِّيَمِ ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
[صيع] : تَصَيَّع كتَبَه بالحُمْرَةِ على أَنَّ الجَوْهَرِيَّ أَهْمَلَهُ ، وكذلِكَ في التَّكْمِلَة ، وقد ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ في «ص و ع» ما نَصه : تَصَوَّع النَّبَاتُ : لُغَة في تَصَوَّحَ ، وكذلِكَ تَصَيَّعَ ، وكأَنَّه عِنْدَ المُصَنِّفِ حَيْثُ لم يُفْرِدْه بتَرْجَمَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ فكَأَنَّه أَهْمَلَه ، وهو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ (١) : الصَّيْعُ مِنْ قَوْلِهِم : تَصَيَّعَ الماءُ ، إِذا اضْطَرَبَ على وَجْهِ الأَرْضِ ، والسِّينُ أَعْلَى.
قالَ : وتَصَيَّع النَّبْتُ : هاجَ كتَصَوَّعَ ، وهذَا قد نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، كما مَرَّ قَرِيباً.
وِقالَ اللِّحْيَانِيُّ : صِعْتُه ، بكَسْرِ الصّادِ ، أَي الغَنَمَ ـ كما هُوَ نَصُّ النّوَادِرِ ـ أَصِيعُه صَيْعاً : فَرَّقْتُه ، لُغَةٌ في صُعْتُه أَصُوعُه صَوْعاً.
قالَ : وصِعْتُ القَوْمَ صَيْعاً : حَمَلْتُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ لُغَةٌ في صُعْتُ بالضَّمِّ صَوْعاً.
وِانْصَاعَ : انْفَتَلَ سَرِيعاً ، يائِيَّةٌ واوِيَّةٌ ، قالَ اللَّيْثُ : انْصَاعَ من بَنَاتِ الوَاوِ ، وَجَعَلَه رُؤْبَةُ من بَنَاتِ الياءِ ، حَيْثُ يَقُولُ :
فظَلَّ يَكْسُوها النَّجَاءَ الأَصْيَعَا
ولو رُدَّ إِلى الوَاوِ لَقِيل : «الأَصْوَعا» وقالَ بَعْضُهُم : لا يرْوَى «الأَصْوَعَا». قال الصّاغَانِيُّ : كلامُه كَلامٌ حَسَنٌ ، والرِّوَايَةُ :
فانْصاعَ يَكْسُوها الغُبَارَ الأَصيْعَا
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
أَصاعَ الغَنَمَ يُصِيعُها إِصاعَةً : فَرَّقَها ، مثلُ : صَاعَها ، لُغَةٌ عن اللِّحْيَانِيِّ ، ونَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ.
وِانْصاعَ الطَّيْرُ انْصِياعاً : ارْتَقَى في الحَرِّ (٢) ارْتِقَاءً ، كذا في كِتَابِ «غَرِيبِ الحَمَامِ» للحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله الكاتِبِ الأَصْبَهَانِيِّ ، وأَنْشَدَ لِرَجُلِ من بَنِي فَزارَة :
تَنْصاعُ في كَبِد السَّماءِ وتَرْتَقِي |
|
في الصَّيْفِ من رُود بها وشِرَادِ |
وعليُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الصِّيعِ الحَرْبِيُّ ، بالكَسْرِ ، عن أَحْمَدَ بن قُرَيْش ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ ، وضَبَطَهُ.
فصل الضاد المعجمة مع العين
[ضبع] : الضَّبْعُ بالفَتْح : العَضُدُ كُلُّها والجَمْعُ : أَضْبَاعٌ ، كفَرْخٍ وأَفْرَاخ ، و (٣) قيل : أَوْسَطُهَا بِلَحْمِهَا ، يكونُ للإِنْسَانِ وغَيْرِه ، تَقُولُ : أَخَذْتُ بضَبْعَيْ فُلَانٍ فَلَمْ أُفَارِقْه. ومَدَدْتُ بضَبْعَيْه ، إِذا قَبَضْتَ على وَسَطِ عُضُدَيْهِ ، قالَهُ اللَّيْثُ. ويُقَالُ في أَدَبِ الصَّلاةِ : أَبِدَّ ضَبْعَيْكَ ، والمُصَلِّي يُبِدُّ (٤) ضَبْعَيْه ، والفُقَهَاءُ يَقُولُون : يُبْدِي ضَبْعَيْهِ.
أَو الضَّبْعُ : الإِبِطُ ويُقَالُ للإِبِطِ : الضَّبْعُ ، للمُجَاوَرَةِ ، نَسَبَه صاحِبُ اللِّسَانِ وإِلى الجَوْهَرِيِّ. ولم أَجِدْه في الصّحاح ، أَو الضَّبْعُ : ما بَيْنَ الإِبِطِ إِلى نِصْفِ العَضُدِ من أَعْلاه.
وِقالَ اللَّيْثُ : المَضْبَعَةُ : اللَّحْمَةُ الَّتِي تَحْتَ الإِبِطِ من قُدُمٍ ، بضَمِّ القافِ والدّالِ.
وِضَبَعَه ، كمَنَعَه : مَدَّ إِلَيْه ضَبْعَهُ للضَّرْبِ.
وِقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : يُقَال : قد ضَبَعَ القَوْمُ من الشَّيْءِ ، ومن الطَّرِيقِ لَنا ضَبْعاً ، أَي جَعَلُوا لَنا منه قِسْماً وأَسْهَمُوا لنا فيهِ ، كما تَقُول : ذَرَعُوا لنا طَرِيقاً.
وِضَبَعَ فُلانٌ ضَبْعاً : جارَ وظَلَم ، عن أَبِي سَعِيدٍ.
وِيُقَالُ : ضَبَعَ على فُلَان ضَبْعاً : مَدَّ ضَبْعَيْهِ للدُّعاءِ عليه ، ثمّ اسْتُعِيرَ الضَّبْعُ للدُّعَاءِ ؛ لأَنَّ الدّاعِيَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ ، ويَمُدُّ ضَبْعَيْهِ ، وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ :
وِلا تَنِي أَيْدٍ عَلَيْنَا تَضْبَعُ |
|
بما أَصَبْنَاهَا وأُخْرَى تَطْمَعُ |
__________________
(١) الجمهرة ٣ / ٧٩.
(٢) كذا بالأصل وفي المطبوعة الكويتية «في الجو».
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «أو وَسَطُها».
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «يبيد».