وِالأُبَيْقِع ، مُصَغَّراً : العَامُ القَلِيلُ المَطَرِ ، وهو مَجَازٌ ، وإنَّمَا صُغِّرَ لِلتَّهْوِيلِ ، ويُقَالُ أَيْضاً : عامٌ أَبْقَعُ ، إذا بَقَّعَ فيه المَطَرُ.
وِمِنَ المَجَازِ أَيْضاً : البَقْعَاءُ : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ ، أَو هي الَّتِي فِيها خِصْبٌ وجَدْبٌ.
وِقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : هَارِبَةُ البَقْعَاءِ : أَبُو بَطْنٍ من العَرَبِ ، وهُمْ إخْوَةُ بَنِي ذُبْيَانَ.
وقَالَ الجَوْهَرِيّ : بَقْعَاءُ : اسْمُ بَلَدٍ. قالَ الصّاغَانِيّ : وهِيَ : ة باليَمَامَةِ ، كما قالَ الأَزْهَرِيُّ. قال مخَيِّسُ بنُ أَرْطَاةَ في رَجُل من بَنِي حَنِيفَةَ اسمُه يَحْيَى :
وِلكِنْ قَدْ أَتَانِي أَنَّ يَحْيَى |
|
يُقَالُ عَلَيْهِ في بَقْعَاءَ شَرُّ |
وكَانَ اتُّهِمَ بامْرَأَةٍ تَسْكُنُ هذِه القَرْيَةَ ... وهي مَعْرِفَةٌ لا تَدْخُلُها الأَلِفُ والّلامُ.
وِبَقْعاءُ : مَاءٌ مُرٌّ لِبَنِي عَبْسٍ. وأَيْضاً مَاءٌ بِأَصْلِ جَبَلِ بُسٍّ ، لِبَنِي هِلالٍ. وأَيْضاً ماءٌ بِدِيارِ تَمِيمٍ لِبَنِي سَلِيطِ بنِ يَرْبُوع. وفيه تَقُولُ امْرَأَةٌ من العَرَبِ (١) ـ وكانَتْ قد تَزَوَّجَتْ في قَبِيلَةٍ فعُنِّنَ عَنْهَا زَوْجُهَا فقَالَتْ تَتَشَوَّقُ إلَى بِلادِهَا ـ :
فمَنْ يُهْدِ لي مِنْ ماءِ بَقْعَاءَ جَرْعَةً |
|
فَإِنَّ لَهُ مِنْ ماءِ لِينَةَ أَرْبَعَا |
في أَبْيَاتٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُنَّ في تَرْكِيبِ «وج د».
قُلْتُ : وبه فَسَّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَوْلَ سنان (٢) بن ذُهَيْل :
وِقَدْ كَانَ في بَقْعَاءَ رِيٌّ لِشَائِكُمْ |
|
وِتَلَعَة والجَوْفَاءُ يَجْرِي غَدِيرُهَا (٣) |
قالَ : هذِهِ مِيَاهٌ وأَمَاكِنُ لِبَنِي سَلِيطٍ حَوَالَي اليَمَامَةِ وسَتَأْتِي في «ت ل ع» وفي «ج وف».
وِبَقْعَاءُ : كُورةٌ بَيْنَ المَوْصِلِ ونَصِيبِينَ و: ة ، بأَجَأَ لِجَدِيلَةِ طَيِّئِ. وكُورَةٌ من عَمَل مَنْبِجَ. وأَيْضاً كُورَةٌ أُخْرَى من عَمَلِهَا أَيْضاً ، يُسَمَّى كُلٌّ مِنْهُمَا بذلِكَ. وبَقْعَاءُ : ماءٌ لِبَنِي عُقَيْلٍ من وَرَاءِ اليَمَامَةِ. قُلتُ : وهي الَّتِي ذَكَرَهَا أَوَّلاً بقَوْله : قَرْيَةٌ باليَمَامَةِ. وبَقْعَاءُ ذِي القَصَّة : ع عَلَى أَرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ مِيلاً من المَدِينَةِ ، خَرَجَ إلَيْهِ أَبو بَكْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ لِتَجْهِيزِ (٤) المُسْلِمِين لِقتالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ ، وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّف أَيْضاً في «ق ص ص» ونَبَّهْنَا عليهِ هُنَالِكَ. وبَقْعَاءُ المَسالِحِ : ع في شِعْرِ ابْنِ مُقْبِل. قال :
رَأَيْنَا ببقْعَاءِ المَسَالِحِ دُونَنَا |
|
من المَوْتِ جَوْنٌ ذُو غَوَارِبَ أَكْلَفُ |
ويُرْوَى : رأَونا.
وِقَوْلُ الحَجَّاج بن يُوسفَ : رَأَيْتُ قَوْماً بُقْعاً ، بالضَّمِّ وقد سُئِلَ عَنْهُ فقالَ أَيْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ مُرَقَّعَةٌ ، أَيْ من سُوءِ الحَالِ ، شَبَّهَ تِلْكَ الثِّيَابَ بِلَوْنِ الابْقَعِ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
ذَوْدٌ بُقْعُ الذُّرَا ، أَي بِيضُ الأَسْنِمَةِ.
وغُرَابٌ أَبْقَعُ : فيه سَوَادٌ وبَيَاضٌ. ومِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فقَالَ :في صَدْرِه بَيَاضٌ ، وهو أَخْبَثُ ما يَكُونُ من الغِرْبَانِ ، ثُمّ صَارَ مَثَلاً لكُلِّ خَبِيثٍ.
وِالأَبْقَعُ : الأَبْرَصُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، وجَمْعُ الغُرَابِ الأَبْقَعِ بُقْعَانٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ : البَاقِعُ في قَوْلِ الأَخْطَلِ (٥) : الظَّرِبانُ.
وِالأَبْقَعُ : السَّرَابُ لِتَلَوُّنِهِ قال الشاعِر :
وِأَبْقَعُ قَدْ أَرَغْتُ به لصَحْبِي |
|
مَقِيلاً والمَطَايَا في بُرَاهَا |
وِبَقَّعَ المَطَرُ في مَوَاضِعَ من الأَرْضِ تَبْقِيعاً ، إذا لَمْ يَشْمَلْهَا ، وكَذَا بَقَّعَ الصَّبَّاغُ الثَّوْبَ ، إذا لَمْ يَعُمَّهُ بالصِّبْغِ فبَقِيَ به لُمَعٌ.
وفي الأَرْضِ بُقَعٌ من نَبْتٍ ، أَي نُبَذٌ ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ.
وأَرْضٌ بَقِعَةٌ ، كفَرِحَةٍ : نَبْتُهَا مُتَقَطَّعٌ.
__________________
(١) معجم البلدان : من بني عبس.
(٢) كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان «جوفاء» نسبه لغسان بن ذخيل وفي «بقعاء» نسبه لجرير وفي «تلعة» جرير أيضا.
(٣) البيت لجرير ديوانه ص ١٩٥.
(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : ليُحْضِرَ.
(٥) تقدم قوله أثناء المادة وهو :كلوا الضب وابن العير والباقع الذي يبيت يعس ...