وِتَشَعْشَعَ الشَّهْرُ : تَقَضَّى ، وبَقِيَ منه قَلِيلٌ ، ومنه حَدِيثُ عُمَرَ ـ رضياللهعنه ـ : إِنَّ الشَّهْرَ قد تَشَعْشَعَ ، فلو صُمْنَا بَقِيَّتَه» كَأَنَّه ذَهَبَ به إِلى رِقَّةِ الشَّهْرِ ، وقِلَّةِ مَا بَقِيَ منه ، كما يُشَعْشَعُ اللَّبَنُ بالماءِ. وقد رُوِيَ أَيضاً : «تَشَعْشَع» من الشُّسُوع الذِي هو البُعْدُ ، بذلِكَ فَسَّرَه أَبو عُبَيْدٍ ، وهذا لا يُوجِبُه التَّصْرِيفُ ، ويُرْوَى أَيْضاً بسِينَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
ظِلٌّ شَعْشَعٌ ، ومُشَعْشَعٌ : ليس بكَثِيف ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وِشَعَّ السُّنْبُلُ شَعَاعَةً.
وِشَعْشَع عليهم الخَيْلَ : أَغارَ بها.
وتَطَايَرَت العَصَا والقَصَبَةُ شَعَاعاً ، إِذا ضَرَبْتَ بها علَى حائطٍ فتَكَسَّرَتْ ، وتَطَايَرَت قِصَداً وقِطَعاً.
ومِشْفَرٌ شَعْشَعَانِيٌّ : طَوِيلٌ رَقِيقٌ ، قَالَ العَجّاجُ :
تُبَادِرُ الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ |
|
بَشْعَشعانِيٍّ صُهَابِيٍّ هَدِلْ |
وَمَنْكِباها خَلْفَ أَوْرَاكِ الإِبِلْ
وعُنُقٌ شَعْشَاعٌ : طَوِيل.
وِالشّعْشَعَانَةُ من الإِبِل : الجَسِيمَةُ. وناقَةٌ شَعْشَعانةٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
هَيْهَاتَ خَرْقَاءُ إِلَّا أَنْ يُقَرِّبَهَا |
|
ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ العَيَاهِيمُ |
هكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ ، وتَبِعَه صاحِبُ اللِّسَانِ ، وقرأْتُ بخَطِّ شَيْخِ مَشَايِخ شُيُوخِنا عَبْدِ القادِرِ بنِ عُمَرَ البَغْدَادِيِّ عَلَى هامِشِ الصّحاحِ ما نَصُّه : صَوابُه : «والشَّعْشَعَانَاتُ الهَرَاجِيبُ.
لأَنَّ ما بَعْدَه :
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِّفْرى يَمانِيَةٍ |
|
كأَنَّها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مَذْؤُوبُ |
ورَجُلٌ شُعْشُعٌ ، كهُدْهُدٍ : خَفِيفٌ في السَّفَرِ. وقال ثَعْلَبٌ : غُلامٌ شُعْشُعٌ : خَفِيفٌ في السَّفَرِ ، فَقَصَرَهُ على الغُلامِ. ويُقَال : الشُّعْشُع : الغُلامُ الحَسَنُ الوَجْهِ ، الخَفِيفُ الرُّوحِ ، بضَمِّ الشِّينِ (١) ، عن أَبِي عَمرٍو.
وِالشَّعْشاعُ ، بالفَتْحِ : شَجَر. وقرْيَةٌ بمِصْرَ.
[شعلع] : الشَّعَلَّعُ ، كهَمَلَّعٍ ، والشَّعَنْلَعُ ، بزِيادَةِ النُّونِ بين العَيْنِ والّلامِ ، وكتبَ المُصَنِّفُ هذا الحَرْف بالأَحْمَرَ عَلى أَنَّه اسْتَدْرَكَ بهِ عَلَى الجَوْهَرِيِّ ، وليسَ كذلِك ، بل ذَكَرَه الجَوْهَرِي في آخِر تَرْكِيبِ «ش ع ع» وقالَ : هو بزِيَادَةِ الّلامِ : الطَّوِيلُ ، قالَهُ الفَرّاءُ. ولم يَذْكر «الشَّعَنْلَع» وإِنَّمَا ذكرَهُ ابنُ عَبادٍ ، وقال غيْرُه : مِنَّا ، ومِنْ غَيْرِنا وخَصَّه بعضُهُم بالرِّجَالِ.
وِشجَرةٌ شَعَلَّعَةٌ أَيْضاً : مُتَفَرِّقةُ الأَغْصَانِ ، غَيْرُ مُلْتَفَّةٍ ، وهذَا يُؤَيِّدُ قولَ الجَوْهَرِيِّ : إِنَّ أَصْلَ تركِيبِه «ش ع ع» بمعْنَى التَّفَرُّقِ. وقال الأَزهَرِي : لا أَدْرِي أَزِيدَت العَيْنُ الأُولَى ، أَو الأَخِيرَةُ مزِيدَة؟ فإنْ كانت الأَخِيرَةُ مَزِيدَةً ، فالأَصْل «شعل» ، وإِن كانت الأُولَى هي المَزِيدَة ، فأَصْلُه «شلع».
[شفع] : الشَّفْعُ : خِلافُ الوَتْرِ ، وهو الزَّوْج ، وبخَطِّ الجَوْهَرِيِّ : خلافُ الزَّوْجِ ، وهو الوَتْرُ.
وِقد شَفَعَهُ شَفْعاً ، كَمَنَعَه أَي كان وَتْراً فصَيَّرَه زَوْجاً.
وِالشَّفْع : يَوْمُ الأَضْحَى ، أَي من حَيثُ إِن له نظِيراً يَلِيه ، والوَتْرُ : يومُ عَرَفة ، وهكَذَا قِيل في تَفْسِيرِ قوْلِه تعالى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٢) وهو قَوْلُ الأَسْوَدِ بنِ يَزِيدَ ، وقالَ عَطاءٌ : الوَتْرُ : هو الله تَعالَى ، والشَّفْعُ : الخلْقُ لِقوْله تعالى : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ (٣) وقالَ الرّاغِبُ : هو الله من حَيْثُ ماله (٤) ، وهُو الوَحْدَةُ من كُلِّ وَجْهٍ ، والشَّفْعُ : المَخْلُوقاتُ من حَيْث إِنّهَا مُرَكَّبَاتٌ. أَو الشَّفْع : هُوَ الله عَزَّ وَجَلَّ ، لِقَوْلهِ تَعالَى : ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُمْ (٥) وقِيلَ : الوَتْر : آدَمُ عليهالسلام ، والشَّفْعُ : شُفِعَ بزَوْجِه ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ. وقِيلَ : الشَّفْعُ : وَلَدُه ،
__________________
(١) نظره في التكملة مثال بُلبُل ، وفي التهذيب : بضم الشينين.
(٢) سورة الفجر الآية ٣.
(٣) سورة الذاريات الآية ٤٩.
(٤) نص المفردات : والوتر هو الله من حيث إنّ له الوحدة من كل وجه.
(٥) سورة المجادلة الآية ٧.