للجَمْع ، ثمّ إِنَّ ابنَ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيَّ صَرَّحَا بأَنَّ جَمْعَ الشِّسْعِ شُسُوعٌ ، وهو مُقْتَضَى نَصِّ الجَوْهَرِيِّ أَيضاً ، وزَادَا : لا يُكَسَّرُ إِلّا على هذا البِنَاءِ ، ورَدَّه أَبو حَيّان ، وقال : إِنَّهُ وَرَدَ أَشْسَاعٌ أَيضاً ، قال شَيْخُنَا : وكِلاهُمَا صَحِيحٌ في القِيَاسِ.
قُلْتُ : وشاهِدُ الأَشْساعِ قولُ عُبَيْدِ بنِ أَيُّوب العَنْبَرِيِّ :
يُدِيرُ نَعْلَيْهِ لَئِلاً تُعْرَفَا |
|
يَجْعَلُ أَشْساعَهما نَحْوَ القَفَا |
وِطَرَفُ المَكَانِ ، وما ضَاقَ من الأَرْضِ.
وِمن المَجَازِ : الشِّسْعُ : البَقِيَّةُ مِنَ المَالِ ، يُقَال : عليه شِسْعٌ من المالِ ، ونَصِيَّةٌ ، وعُنْصَلَةٌ ، وعِنْصِيَةٌ ، بمعنًى ، قالَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ ، وقالَ المُفَضَّلُ : شِسْعُ المَالِ : جُلُّه ، يُقَالُ :ذَهَبَ شِسْعُ مالِه ، أَي جُلُّهُ وأَكْثَرُه ، وأَنْشَدَ للمَرَّارِ بنِ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيِّ :
عَدَانِي عَنْ بَنِيَّ وشِسْعِ مَالِي |
|
حِفَاظٌ شَفَّنِي ودَمٌ ثَقِيلُ (١) |
وهو مَجَازٌ.
وِمن المجاز أَيضاً : شِسْعُ المال : قَلِيلُه ، وهو قولُ مُحَارِبٍ ، يُقَالُ : إِنَّ له شِسْعَ مَالٍ ، أَي قَلِيل. وهو قِطْعَةٌ من غَنَمٍ وإِبِل ، وكُلُّه إِلى القِلَّةِ ، يُشَبَّهُ بشِسْعِ النَّعْلِ ، فكأَنَّهُ ضِدٌّ ، كما في العُبَابِ.
وِالشِّسْعُ : مَاءَةٌ لبَنِي شَمْخٍ.
وِيقال : لَه شِسْعُ مَالٍ ، أَي قَلِيل [مِنْهُ ، أَو قِطْعَةٌ مِنَ الإِبِلِ والغَنَمِ قَلِيلَةٌ]* ولا يَخفى أَنّ هذا مفهُومُ قولِهِ :«وقَلِيله» كما فَسَّرْنَاه ، فإِيرادُه ثانِياً تَطوِيلٌ مُخَالِفٌ لمُرادِه ، فتأَمَّلْ.
وِرَجلٌ شِسْعُ مَالٍ : إِذا كان حَسَن القِيَامِ عَلَيْهِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ، وهو مَجاز ، وهذَا كقَوْلِك : أَبِلُ مالٍ ، وإِزاءُ مالٍ ، وفي الأَسَاسِ : أَي قائمٌ عَلَيْه ، لازِمٌ لرِعْيَتِه ، وفي اللِّسَان : والأَحْوَزُ القُبْضَةُ من الرِّعَاءِ ، الحَسَنُ القِيَامِ على مَالِهِ ، وهو الشِّسْعُ أَيضاً ، وهو الصَّيصَةُ (٢) أَيْضاً. وشَسَعَ المَنْزِلُ ، كمَنَع ، شَسْعاً وشُسُوعاً : بَعُدَ ، فهو شَاسِعٌ ، وشَسُوعٌ ، كصَبُورٍ ، ج : شُسْعٌ ، بالضَّمِّ ، ومِنْهُ : سَفَرٌ شَاسِعٌ ، وفي حَدِيثِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُوم : «إِنِّي رَجُلٌ شَاسِعُ الدّارِ» أَي بَعِيدُهَا.
وِشَسَعَ النَّعْلَ شَسْعاً ، بالفَتْحِ : جَعَلَ لها شِسْعاً ، بالكَسْرِ ، كأَشْسَعَها ، وشَسَّعَهَا ، الأَخِيرَةُ عن أَبِي الغَوْثِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وِشَسِع الفَرَسُ ، كفَرِح : صَارَ بَيْنَ ثَنِيَّتِه (٣) ورَبَاعِيَتِه انْفِرَاجٌ ، كالفَلَج فِي الأَسْنَانِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبي مَالِكٍ ، وهو من البُعْدِ.
وِوقال ابن بزُرجَ : شَسِعَت النَّعْلُ : انقطع شِسْعُه ، هكذا في النُّسَخِ ، وصَوَابُه : شِسْعُها ، وكذلِكَ قَبِلَتْ وشَرِكَتْ ، إِذا انْقَطَعَ قِبَالُها وشِرَاكُهَا.
قال : والشّاسِعُ : الرَّجُلُ المُنْقَطِعُ الشِّسْعِ ، وأَنْشَدَ :
مِنْ آلِ أَخْنَسَ شَاسِع النَّعْل
يَقُولُ : مُنْقَطِعُه.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
شَسِعَ به ، وأَشْسَعَهُ : أَبْعَدَهُ.
وقالَ الفَرّاءُ : هو شَسِيعُ مالٍ ، كأَمِيرٍ : لُغَةٌ في شِسْع مالٍ.
وكُلُّ شَيْءٍ نَأَى (٤) وشَخَصَ فقد شَسَعَ ، قالَ بِلالُ بنُ جَرِيرٍ :
لهَا شَاسِعٌ تَحْتَ الثِّيَابِ كأَنَّهُ |
|
قَفَا الدِّيكِ أَوْفَى عُرْفه ثمَّ طَرَّبَا |
ويُرْوَى : «أَوْفَى غُرْفَةً» (٥).
وفي الأَسَاسِ. وشَسَعَ بَعْضُ أَعْضَائه من الثَّوْبِ : نَتَأَ ، وهو مَجازٌ.
وقِبَالُ الشِّسْعِ ، الحَيَّةُ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، ذَكَرَه مع قِبَالِ السَّيْرِ.
__________________
(١) الأساس ونسبه إلى «بعض بني سعد». ويروى : نوائب جمّة.
(*) ما بين معكوفتين ساقطة من الكويتية.
(٢) عن التهذيب وبالأصل «الشيصية».
(٣) الجمهرة ٣ / ٢٣ وفيها : في ثنيتيه ورباعيتيه.
(٤) في اللسان «نتأ» وفي التهذيب «نبا».
(٥) وهي رواية الأساس.