وِالبِضَاعَةُ : «بالكَسْر ، والعامَّة تَضُمّها» : السِّلْعَةُ ، وهي القِطْعَةُ من مَالٍ يُتَّجَرُ فِيهِ ، وأَصْلُهَا من البَضْعِ وهي القَطْعُ ، والجَمْعُ البَضَائِعُ. وأَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ : أَعْطَاهُ إيّاها. وابْتَضَعَ منه : أَخَذَ ، والاسْمُ البِضَاعُ ، كالقِرَاضِ. ومِنْه الحَدِيثُ : «المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا ، وتَبْضَعُ طِيبَها».
أَيْ تُعْطِي طِيبَها سَاكِنِيها ، هكَذَا فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والمَشْهُورُ في الرّوايَةَ (١) : تَنْصَعُ ، بالنُّون والصّادِ المُهْمَلَةِ ، ويُرْوَى «بالضّادِ والخَاءِ المُعْجَمَتَيْنِ وبالحاءِ المُهْمَلَةِ» من النَّضْحِ [والنَّضْخُ] (٢) ، وهو الرَّشّ.
وِبَضَعَتْ جَبْهَتُه : سَالَتْ عَرَقاً.
وقَالَ البُشْتِيُّ : مَرَرْتُ بالقَوْمِ أَجْمَعِينَ أَبْضَعِينَ ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في «ب ص ع» وقالَ : لَيْسَ بالعَالِي. وقال الأَزْهَرِيّ : بَلْ هو تَصْحِيفُ وَاضِحٌ. والَّذِي رُوِيَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وغَيْره. أَبْصَعِين ، بالصَّادِ المُهْمَلَة.
[بعع] : البَعُّ : الصَّبُّ في سَعَةٍ وكَثْرَةٍ. يُقَالُ : بَعَّ الماءَ يَبُعُّهُ بَعًّا : إذا صَبَّهُ. ومنهالحَدِيثُ : «فَأَخَذَهَا فبَعَّها في البَطْحَاءِ» ، يَعْنِي الخَمْرَ ، صَبَّهَا صَبًّا. ويُرْوَى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ مِن ثَعَّ يَثِعُّ ، إذا تَقَيَّأَ ، أَيْ قَذَفَها في البَطْحَاءِ.
وِالبَعَاعُ ، كسَحَابٍ : الجَهَازُ ، والمَتَاع : نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
قالَ : والبَعَاعُ : ثِقَلُ السَّحَابِ من المَطَرِ وهو قَوْلُ اللَّيْثِ. ومنْهُ قَوْلُ امرىءِ القَيْس :
وِأَلْقَى بِصَحْرَاءِ الغَبِيطِ بَعَاعَه |
|
نُزُولَ اليَمَانِي بالعِيَابِ المُثَقَّلِ |
كَذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ :
والذِي في دِيوانِ امْرِىءِ القَيْس ... |
|
... ذِي العِيَابِ المُحَمَّل (٣) |
ويُرْوَى :
كصرْعِ اليَمَانِي ذِي القِبَابِ المُخَولِ
وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الغَيْثَ :
فَأَلْقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعَاعَهُ |
|
ثِقَالٌ رَوَاياهُ من المُزْنِ دُلَّحُ |
وِالبَعاعُ : ما سَقَطَ مِن المَتَاعِ يَوْمَ الغَارَةِ قالَ فَرْوَةُ بن مُسَيْكٍ المُرَادِيُّ :
وِقَوْمِيَ ـ إنْ سَأَلْتَ ـ بَنُو غُطَيْفٍ |
|
إذا الفَتَيَاتُ يَلْقُطْنَ البَعَاعَا |
وِيُقَالُ : أَلْقَى عَلَيْهِ بَعَاعَهُ ، أَيْ ثِقَلَهُ ونَفْسَهُ.
وفي العُبَابِ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ إذا رَمَى بنَفْسِهِ : أَلْقَى بَعَاعَهُ.
وِالسَّحَابُ : أَلْقَى بَعَاعَهُ أَيْ كُلَّ ما فِيهِ من الماءِ وثِقَلِ المَطَرِ.
وِبَعَّ السَّحَابُ يَبِعُّ بَعّاً وبَعَاعاً ، إذا أَلَحَّ بِمَكَانٍ ، كَذا في العُبَابِ ، ونَصُّ اللِّسَانِ : إذا أَلَحَّ بِمَطَرِهِ ، ونَصُّ العَيْنِ : إذا أَلَجَّ بِمَطَرهِ (٤).
وِالبُعَّةُ ، بالضَّمِّ ، مِنْ أَوْلَادِ الإِبِل : ما يُولَدُ (٥) بَيْنَ الرُّبَعِ والهُبَعِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
وِقَالَ أَبو عَمْرٍو : البَعْبَعُ ، أَيْ كجَعْفَرٍ : الماءُ المُتَدَارِك إذا خَرَجَ مِنْ إنائِهِ (٦). قالَ الأَزْهَرِيُّ : كَأَنَّهُ يَعْنِي حِكَايَةَ صَوْتِهِ.
وِقالَ أَبو عَمْرٍو أَيْضاً : البَعْبَعُ من الشَّبَابِ : أَوَّلُهُ ، كالعَبْعَبِ. يُقَالُ : أَتَيْتُه في عَبْعَبِ شَبَابِهِ ، وبَعْبَعِ شَبَابه.
وِقالَ اللَّيْثُ : البَعْبَعَةُ ، بهاءٍ : حِكَايَةُ بَعْضِ الأَصْواتِ.
وِقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : هو تَتَابُعُ الكَلَامِ في عَجَلَةٍ. يُقَالُ :سَمِعْتُ بَعْبَعَةَ الرَّجُلِ ، إذا تَابَعَ كَلامَهُ عَجِلاً به.
وِقالَ غَيْرُهُ : البَعْبَعَةُ : الفِرَارُ من الزَّحْفِ.
وِقالَ أَبو زَيْدٍ : البَعَابِعَةُ : الصَّعَالِيكُ الذِينُ لا مَالَ لَهُمْ ولا ضَيْعَةَ.
__________________
(١) بالأصل «الرواية» تصحيف.
(٢) زيادة عن النهاية.
(٣) في أشعار الستة الجاهليين للأعلم ص ٤٠.
نزول اليماني ذي العباب المخول
ومثله في مختار الشعر الجاهلي ١ / ٣٣ وفي ديوانه ط. بيروت ص ٦٢ ذي العباب المحمّل.
(٤) وفي التهذيب : إذا لجّ بمطره.
(٥) بالأصل : «ما يولد ما بين» والمثبت عن القاموس يوافق عبارة التهذيب والتكملة واللسان.
(٦) عبارة القاموس : «والبَعْبَع حكاية صوتِ الماء المتداركِ إذا خَرَجَ من إنائِه» وفي التهذيب : «المدارك» بدل «المتدارك».