قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١١ ]

    174/558
    *

    نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. قُلْتُ ، وقد أَجابَهُ ابنُ الرِّقَاع بِقَوْلِه :

    حُدِّثْتُ أَنَّ رُوَيْعِي الإِبْلِ يَشْتُمُنِي

    وِالله يَصْرِفُ أَقْوَاماً عن الرَّشَدِ

    فإِنْكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجِي قَوَافِيَه

    «كمُبْتَغِي الصَّيْدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ»

    وِعَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الرِّقاع الرِّقاعيُّ الإِخْمِيمِيُّ المُحَدِّثُ عن عَبْدِ الرَّزّاقِ ، وعنه أَحْمَدُ بنُ حَمّادٍ ، كذّابٌ.

    وِذاتُ الرِّقاع : جَبَلٌ فيه بُقَعُ حُمْرَةٍ وبَيَاضٍ وسَوَادٍ قَرِيبٌ من النُّخَيْلِ بين السَّعْد (١) والشُّقْرَةِ ومِنْهُ غَزْوَةُ ذاتِ الرِّقاع إِحْدَى غَزَوَاتِه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خَرَجَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لعَشْرٍ خَلَوْنَ من المُحَرَّم ، على رَأْسِ ثَلاثِ سِنِينَ وأَحَدَ عَشَر شَهْراً من الهِجْرةِ (٢) ، وذلِكَ لمّا بَلَغَه أَنَّ أَنْمَاراً جَمَعُوا الجُمُوعَ ، فخَرَجَ في أَرْبَعِمَائةٍ ، فوَجَدَ أَعراباً هَرَبُوا في الجِبَالِ ، وغابَ خَمْسَةَ عَشَرَ يوماً. أَوْ لأَنَّهُم لَفُّوا على أَرْجُلِهِم الخِرَقَ لَمَّا نَقِبَتْ أَرْجُلُهُم ، وَيُرْوَى ذلِكَ ، عن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضِيَ الله عنه ، قَال : «خَرَجْنَا مع النَّبِيِّ صَلَى الله عليه وسلّم في غَزاةٍ ونَحْنُ ستّةُ نَفَرٍ ، بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُه ، فنَقِبَتْ أَقْدَامُنا ، ونَقِبَتْ قَدَمايَ ، وسَقَطَت أَظْفَارِي ، فكُنَّا نَلُفُّ على أَرْجُلِنَا الخِرَقَ ، فسُمِّيَت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع ؛ لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ الخِرَقَ على أَرْجُلِنا.

    وِرُقَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ : شاعِرٌ والِبِيٌّ إِسْلامِيٌّ أَسَدِيٌّ ، في زمن معاوية رضي‌الله‌عنه.

    وِابنُ (٣) الرُّقَيْعِ التَّمِيمِي ، هكَذا هو في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ واللِّسَانِ ، ولم يُسَمُّوه. وفي التَّبْصِير للحافِظِ : رَبِيعَةُ بنُ رُقَيْبٍ التَّمِيمِيُّ أَحَدُ المُنادِين من وَرَاءِ الحُجُرَاتِ ، ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ. وضَبَطَه الرَّضِيُّ الشّاطِبِيُّ عن خَطِّ ابنِ جِنِّي ؛ وابنُه خالِدُ بنُ رُقَيْعٍ له ذِكْرٌ بالبَصْرَةِ. أَو هو بالفاءِ ، كما ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ وإِليه نُسِبَ الرُّقَيْعِيُّ ، لِمَاءٍ بين مَكَّةَ والبَصْرَة وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ رَجَزَ سَالِمِ بنِ قَحْطَان ، وقِيلَ : عَبْد اللهِ بن قُحْفَانَ بن أبي قحفان العَنْبَرِيِّ :

    يا ابنَ رقَيْعٍ هَلْ لها من مَغْبَقِ

    ما شَرِبَتْ بعد قَلِيبِ القُرْبَقِ

    بقَطْرَةٍ غيرِ النَّجاءِ الأَرْفَقِ

    وِالرَّقْعَاءُ من الشّاءِ : ما فِي جَنْبِهَا بَياضٌ ، وهو مَجَاز.

    وِالرَّقْعَاءُ : المَرْأَةُ الدَّقِيقَةُ السّاقَيْنِ.

    وقال ابنُ السِّكِّيتِ في الأَلْفَاظ : الرَّقْعَاءُ والجَبّاءُ والسَّمَلَّقَة : الزَّلّاءُ من النِّسَاءِ ، وهي الَّتِي لا عَجِيزَةَ لها.

    وِالرَّقْعَاءُ : فَرَسُ عامِرٍ الباهِلِيِّ وقَتَلَتْهُ بنُو عامِرٍ ، وله يَقُولُ زَيْدُ الخَيْلِ رضِيَ الله عنه :

    وِأُنْزِلَ فارِسُ الرَّقْعاءِ كَرْهاً

    بِذِي شُطَبٍ يُحَادَثُ بالصِّقالِ

    وجُوعٌ يَرْقُوعٌ ، بفَتْحِ الياءِ ، وضَمَّها السَّيرافيُّ ، وكذلِك دَيْقُوع (٤) ، أَي شَدِيدٌ ، قالَ الجَوْهَرِيُّ : وقالَ أَبُو الغَوْثِ :دَيقُوعٌ (٤) ، ولم يَعْرِفْ يَرْقُوع.

    وِمن المَجَازِ : الرَّقِيعُ ، كأَمِيرٍ : الأَحْمَقُ الَّذِي يَتَمَزَّقُ عليه عَقْلُه ، وقد رَقُعَ ، بالضَّمِّ ، رَقاعَةً ، كالمُرْقَعَانِ والأَرْقَعِ.

    وفي الصّحاح : المَرْقَعَانُ : الأَحْمَقُ ، وهو الّذِي في عَقْلِه مَرَمَّةٌ ، وفي العُبَابِ : الرَّقِيع : الأَحْمَقُ. لأَنَّهُ كأَنَّه رُقِع ؛ لأَنّه لا يُرْقَعُ إِلّا الوَاهِي الخَلَقُ ، وهي رَقْعَاءُ ، مولّدَة ، كما في اللِّسَانِ ، ومَرْقَعَانَةٌ. يُقَالُ : هي رَقعَاءُ مَرْقَعَانَة ، أَي زَلّاءُ حَمْقَاءُ.

    وفي الأَسَاسِ : رَجلٌ رَقِيعٌ : تَمَزَّقَ عليهِ رَأْيُه وأَمْرُه.

    وتقولُ : يا مَرْقَعَانُ ، ويا مَرْقَعانَةُ للأَحْمَقَيْنِ. وتَزَوَّجَ مَرْقَعانٌ مرْقَعَانَةً ، فولَدا مَلْكَعَاناً ومَلْكَعانَةً.

    وِمن المَجَازِ : الرَّقِيعُ : السَّمَاءُ ، أَو السَّمَاءُ الأُولَى ، وهي سَمَاءُ الدُّنيا ، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، لأَنَّ الكَوَاكِبَ رَقَعَتْهَا ، سُمِّيَتْ بذلِكَ لأَنّها مَرْقُوعةٌ بالنُّجُومِ ، وقِيلَ : لأَنَّهَا رُقِعَت بالأَنْوارِ الَّتِي فِيها ، وقِيلَ : كُلُّ وَاحِدَةٍ من السَّمواتِ رَقِيعٌ للأُخْرَى ، والجَمْعُ أَرْقِعَةٌ. والسَّمواتُ السَّبْعُ يُقالُ : إِنَّهَا سَبْعَةُ أَرْقِعَةٍ (٥) ، كُلُّ سَماءٍ مِنْهَا رَقَعَتِ الَّتِي تَلِيهَا ، فكانت طَبَقاً لها ، كما تَرْقَعُ الثَّوْبَ بالرُّقْعَةِ ، وفي الحَدِيثِ «مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ» قال الجَوْهَرِيُّ : فجاءَ بهِ على لَفْظِ التَّذْكِيرِ ،

    __________________

    (١) عن معجم البلدان وبالأصل «السعدة».

    (٢) قال الزرقاني في شرح المواهب : وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس.

    (٣) في القاموس : وربيعة بن الرقيع التميمي.

    (٤) عن اللسان والصحاح وبالأصل «ريقوع».

    (٥) كذا بالأصل «سبعة أرقعة» جاء به على التذكير ، وفي النهاية : سبع أرقعة بتأنيت الرقيع بمعنى السماء.