وِالمُخَلَّعُ مِن الناسِ : مَنْ به شِبْهُ هَبْتَةٍ ، أَو مَسٍ.
الهَبْتَةُ ، ذَهَابُ العَقْلِ ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ.
وِامْرَأَةٌ مُخْتَلِعَةٌ : شَبِقَةٌ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وِفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : اخْتَلَعُوهُ ، أَي أَخَذُوا مَالَهُ ، وهو مَجَازٌ.
وِتَخَالَعُوا : نَقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنَهُم وتَنَاكَثُوا ، وهو مَجَاز.
وِفي حَدِيث عُثْمَانَ ، رَضِي الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كانَ إِذا أُتِىَ بالرَّجُلِ الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ في الشَّرَابِ المُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ.
أَي انْهَمَكَ في مُعَاقَرَتِهِ ، أَوْ بَلَغَ به الثَّمَلُ إِلَى أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه (١).
وِتَخَلَّعَ فِي المَشْي : تَفَكَّكَ وذلِكَ إِذَا هَزَّ مَنْكِبَيْهِ ويديه ، وأَشَارَ بِهِمَا ، وهو مَجَازٌ.
* وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه :
الاخْتِلَاعُ : الخَلْعُ.
وقَوْلُه تَعَالَى : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) (٢) قِيلَ : هو عَلَى ظاهِرِهِ.
لِأَنَّهُ كانَ مِن جِلْدِ حِمَار مَيِّتِ ، وقِيلَ : هو أَمْرٌ بالإِقَامَةِ والتَّمَكُّن ، كما تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ يَتَمَكَّنَ : إِنْزَعْ ثَوْبَكَ وخفَّكَ ، ونَحْو ذلِكَ ، وهُوَ مَجَازٌ ، وهو قَوْلُ الصُّوفِيَّةِ.
وِانْخَلَعَ مِن مالِهِ : إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِيعِهِ ، وعُرِّىَ مِنْهُ كَما يُعَرَّى الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ ، وهو مَجَازٌ.
وِخَلَعَ الرِّبْقَةَ مِن عُنُقِه ، إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ ، وهو مَجَازٌ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ : «مَنْ خَلَعَ يَداً مِن طاعَةٍ لَقِي الله لا حُجَّةَ له» أَيْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَةِ سُلْطَانِهِ ، وعَدَا عَلَيْهُ بالشَّرِّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ ، إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ ، شَبَّه الطّاعَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى الإِنْسَانِ بِهِ ، وخَصَّ اليَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَةَ والمُعَاقَدَةَ بِهَا.
ومِن المَجَازِ أَيْضاً : خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً ، وخَلَّعَها : أَطْلَقَها مِن قَيْدِها ، وكَذلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ ، قال :
وِكُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ |
|
وِنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهوَ سارِبُ |
ومِنْ مَجَازِ المَجَازِ : خَلَعَ عِذَارَه : إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ ، فعَدَا بشرَّ عَلَى النّاسِ لا زَاجِرَ لَهُ ، قالَ :
وِأُخْرَى تَكَاءَدُ (٣) مَخْلُوعَة |
|
عَلَى النّاسِ فِي الشَّرِّ أَرْسَانُهَا |
ومِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلأَمْرَدِ : خَالِعُ العِذَارِ ، وهو من مَجَازِ المَجَازِ ، والعَوَامُّ يَقُولُونَ : خَالِي العِذَارِ. ومِن المَجَازِ أَيْضاً :خَلَعَ الوَالِي العامِلَ ، وخُلِعَ الخَلِيفَةُ (٤) ، وقِيلَ لِلأَمِين :المَخْلُوعُ ، كَمَا في الأَسَاسِ. وخُلِعَ الوَالِي ، أَىْ عُزِلَ ، كما في الصّحَاح وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ : سُمِّىَ الخَلْعُ والخَلِيعُ هُنَا اتِّسَاعاً ، لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلِافةَ والإِمَارَةَ ثمَّ خَلَعَها. ومنه حدِيثُ عُثْمَانَ : «وإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ» أَرادَ الخِلَافَةَ وتَرْكها وقد ذُكِرَ في «ل و ص» ومِنَ الغَرِيبِ : كُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه الدِّمِيرِيّ وغَيْرهُ.
وِالمُخْتَلِعَات : النِّسَاءُ اللِّوَاتِي يُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ مِنْهُم ، وهو مَجَازٌ.
وِالمُخَالِعُ : المُقَامِر. قال الخزّاز (٥) بنُ عَمْرٍو يُخَاطِبُ امْرَأَتَه :
إِنَّ الرَّزِيَّةَ ما أَلاكِ إِذَا |
|
هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ اليَسْرِ |
نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ :
وفي الأَسَاسِ : خالَعَهُ : قَامَرَهُ ، لأَنَّ المُقَامِرَ يَخْلَعُ مَالَ صَاحِبِه ، وهو مَجَازٌ.
وفي اللِّسَانِ : المَخْلُوعُ : المَقْمُورُ مَالَهُ ، كالخَلِيعِ.
وِالخَلِيع : المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ واللهْوِ.
وِالخَلِيعُ : الخَبِيثُ.
وَخَلُعَ خَلاعَةً فهو خَلِيعٌ : تَبَاعَدَ.
__________________
(١) الغائق ١ / ٣٦٧ وفي النهاية : هو الذي انهمك في الشرب ولازمه ، كأنه خلع رسنه وأَعطى نفسه هواها.
(٢) سورة طه الآية ١٢.
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «تكاد» وبهامش المطبوعة المصرية :«قوله : وأخرى الخ كذا في النسخ التي بأيدينا ، وحرره».
(٤) ضبطت العبارة في الأساس : «خَلَعَ الخليفةَ» والصواب ما أثبتناه.
(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الخزاز».