والتَّعْرِيضُ : إِطْعَامُ الْعُرَاضَةِ. يُقَال : عَرِّضُونَا ، أَي أَطْعِمُونَا مِن عُرَاضَتِكُمْ. وفِي الصّحاح : قال الشَّاعرُ ، في «العُبَابِ» هُوَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ يَصِفُ عِيراً. قُلتُ : هو الجُلَيْحُ بنُ شُمَيْذ (١) ، رَفيقُ الشَّمّاخ ، ويُقَال : هو الأَجْلَحُ بنُ قَاسِط. وقال ابنُ بَرّيّ ، وَجَدْتُ هذا البَيْتَ في آخِرِ ديوَان الشَّمَّاخ :
يَقْدُمُهَا كُلُّ عَلَاةٍ عِلْيَانْ |
|
حَمْراءَ من مُعَرِّضَاتِ الغِرْبانْ |
وفي الصّحاح والجَمْهَرَة : هذه نَاقَةٌ عَلَيْهَا تَمْرٌ فهي تَقْدُمُ (٢) الإِبلَ فلا يَلْحَقُهَا الحادِي ، فالغِرْبَان تَقَعُ عَليْها فتَأْكلُ التَّمْرَ فكأَنَّهَا قد عَرَّضَتْهُنَّ ، وفي اللِّسَان : فكَأَنّهَا أَهْدَتْه له وعَرَّضَتْه.
وقال هِمْيانُ بنُ قُحَافَة :
وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً مَاهجَا
وقال أَبو زَيْد : التَّعْرِيضُ : ما كَان منْ مِيرَةٍ أَو زَادٍ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ على ظَهْر بَعِيرٍ. يقال : عَرِّضُونَا ، أَي أَطْعِمُونا منْ مِيرَتِكُمْ.
والتَّعْرِيضُ أَيضاً : المُدَاوَمَةُ على أَكْلِ العِرْضَانِ ، بالكَسْرِ ، جَمْعُ عَرِيضٍ ، وهو الإِمَّرُ ، كما سَيأْتِي.
والتَّعْرِيضُ : أَن يَصِيرَ الرَّجُلُ ذا عَارِضَةٍ وقُوَّةٍ وكلَامٍ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وفي التَّكْمِلَةِ : وقُوَّةِ كَلامٍ.
والتَّعْرِيضُ : أَنْ يُثَبِّجَ الكَاتِبُ ولا يُبَيِّن الحُرُوفَ ولا يُقَوِّم الخَطَّ ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ للشَّمَّاخ :
أَتَعْرِفُ رَسْماً دَارِساً قد تَغَيَّرَا |
|
بذَرْوَةَ أَقْوَى بَعْد لَيْلَى وأَقْفَرَا |
كما خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينهِ |
|
بِتَيْمَاءَ حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا |
ويُرْوى : ثُمَّ رَجَّعَ.
والتَّعْرِيضُ : أَن يَجْعَلَ الشَّيْءَ عَرَضاً للشَّيْءِ ، ومِنْه الحَدِيثُ : «ما عَظُمَتْ نِعْمةُ الله على عَبْدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤونَةُ النَّاسِ عَلَيْه ، فمَنْ لمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المؤُونَةَ فقد عَرَّضَ تِلْك النِّعْمَةَ لِلزَّوَال».
والمُعَرِّضُ ، كمُحَدِّثٍ : خاتِنُ الصَّبِيِّ ، عن أَبِي عمْرٍو.
ومُعَرِّضُ بْنُ عِلَاطٍ السُّلَمِيُّ أَخُو الحجَّاج ، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ ، وقِيل هو ابْنُ الحَجَّاج بْنِ عِلَاطٍ. ومُعَرِّض بن مُعَيْقِيبٍ ، وفي بَعْضِ نُسَخِ المُعْجَمِ مُعَيْقِيل ، باللاَّم : صَحَابِيّان ، الأَخِيرُ روَى له ابنُ قَانِع من طَرِيق الكديميّ أو الصَّوَابُ مُعَيْقِيبُ بنُ مُعَرِّض. قُلْتُ : وهو رجُل آخَرُ من الصَّحابة ويُعْرَف باليَمَاميّ ، وقد تَفَرَّد بذِكْره شاصونَة (٣) بنُ عُبَيْد ، وهو يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ.
والمُعَرَّضُ ، كمُعظَّمٍ : نَعمٌ وَسْمُهُ العِرَاضُ. قال الرَاجِز :
سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ |
|
وحَيْث يَرْعَى وَرَعٌ وأَرْفِضُ |
تَقُولُ منه : عَرَّضْتُ الإِبِلَ تَعْرِيضاً ، إِذا وَسَمْتَها في عَرْضِ الفَخِذِ لا طُولِه.
والمُعَرَّضُ من اللَّحْمِ : ما لم يُبَالَغْ في إِنْضَاجِهِ ، عن ابنِ السِّكّيت. وقال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ السَّعْدِيُّ لصُرَدَ :
رَجُلٍ من بَنِي حَرَام بنِ مالِكِ بنِ سَعْدٍ :
سيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ |
|
وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ مَشِيبُ (٤)» |
ويُرْوَى بالصَّادِ المُهْمَلَة ، وهذِه أَصَحُّ ، كما في العُبَابِ.
والمِعْرَضُ ، كمِنْبَر : ثَوْبٌ تُجْلَى فيه الجَارِيَةُ ، وتُعْرَضُ فِيه على المُشْتَرِي.
والمِعْرَاضُ ، كمِحْرَابٍ : سَهْمٌ يُرْمَى به ، بِلا رِيشٍ ولا نَصْلٍ ، قالَه الأَصْمَعِيّ ، وقال غَيْرُه : وهُوَ من عِيدَانٍ ، دَقِيقُ الطَّرَفَيْنِ ، غَلِيظُ الوَسَطِ ، كهَيْئَةِ العُودِ الَّذِي يُحلَجُ به القُطْنُ ، فإِذا رَمَى به الرَّامِي ذَهَبَ مُسْتَوِياً ، ويُصِيبُ بِعَرْضِهِ دُونَ حَدِّه ، ورُبَّمَا كانَتْ إِصابَتُهُ بوَسَطِهِ الغَيِظِ فكَسَرَ ما
__________________
(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «شديد».
(٢) الصحاح : تتقدّم.
(٣) في أسد الغابة ٤ / ٣٩٧ «شاصويه» وفيه أنه من قال فيه معيقيب بن معرض فقد وهم إنما هو معرض بن معيقيب ، ذكره أبو نعيم. أسد الغابة ٤ / ٤٠٣.
(٤) اللسان : في الجفان مشب.