عَرَضاً من الأَعْرَاض اعْتَرَضْتَني (١) من غيْرِ أَن أَطْلُبَه ، وأَنشَد :
وَإِمَّا حُبُّهَا عَرَضٌ وإِمَّا |
|
بَشَاشَةُ كُلِّ عِلْقٍ مُسْتَفَادُ |
يقول : إِمّا أَنْ يَكُونَ الَّذي من حُبِّهَا عَرَضاً لَمْ أَطْلُبْه ، أَو يَكُونَ عِلْقاً.
ويُقَالُ : أَصَابَهُ سهْمُ عَرَضٍ ، وحَجَرُ عَرَضٍ ، بالإضافة فيهما ، وبالنَّعْت أَيْضاً كما في الأَساس ، إِذَا تُعُمِّدَ به غَيْرُهُ فأَصَابَهُ ، كما في الصّحاح. وإِنْ أَصابهُ أَوْ سَقَطَ علَيْه منْ غيْر أَنْ يَرْمِيَ به أَحَدٌ فلَيْس بعَرَضٍ ، كما في اللِّسَان.
والعَرْضِيّ ، بالفَتْح وياءِ النِّسْبِة : جِنْسٌ من الثِّيَاب (٢) قال بو نُخَيْلَة السَّعْديّ :
هَزَّتْ قَوَاماً يَجْهَدُ العَرْضِيَّا |
|
هَزَّ الجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا |
والعَرْضِيُّ أَيْضاً : بَعْضُ مَرَافِقِ الدَّارِ وبُيُوتِهِ ، عِرَاقيَّةٌ لا تَعرِفُها العَرَبُ ، كما في العُبَاب.
والعِرِضَّى كزِمِكَّى : النَّشَاطُ أَو النَّشِيطُ ، عن ابْن الأَعْرَابيّ ، وهو فِعِلَّى من الاعْترَاضِ كالجِيِضَّى. وأَنْشَدَ لأَبِي مُحَمَّد الفَقْعَسيّ :
إِنَّ لَهَا لسَانِياً مهَضَّا |
|
عَلَى ثَنَايَا القَصْدِ أَو عِرِضَّى (٣) |
قال : أَيْ يَمُرُّ على اعْتِرَاض من نَشَاطِهِ.
ويقال : ناقَةٌ عِرَضْنَةٌ كسِبَحْلَة ، أَي بكِسْرِ العَيْنِ وفَتْحِ الرّاءِ ، والنُّونُ زائدَةٌ ، أَي مُعْتَرِضَةٌ في السَّيْرِ للنَّشاطِ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، كما في اللّسَان. وفي العُبَاب والصّحاح : إِذا كانَ مِنْ عادَتِهَا أَنْ تَمْشِيَ مُعَارَضَةً ، للنَّشَاط ، والجَمْعُ الْعِرَضْنَاتُ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :
تَرِدْ بِنَا في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ |
|
منها عِرَضْنَاتٌ عِرَاضُ الأَرْنَبِ (٤) |
وأَنكَرَه أَبو عُبَيْد فَقال : لا يُقَال [ناقة] عِرَضْنَةٌ ، إِنَّمَا العِرَضْنَةُ النَّشَاطُ (٥) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للكُمَيْت :
عِرَضْنَةُ لَيْلٍ في العِرَضْنَاتِ جُنَّحَا
أَي من العِرَضْنات ، كما يُقَالُ : فُلانٌ رَجُلٌ من الرِّجال ، كما في الصّحاح.
ويقال أَيْضاً : هو يَمْشِي العِرَضْنَةَ ، ويمشِي العِرَضْنَي ، أَيْ في مِشْيَتِه بَغْيٌ مِن نَشاطِه. وعِبَارَةُ الصّحاح : إِذا مَشَى مَشْيَةً في شِقٍّ ، فِيهَا بَغْيٌ من نَشاطِهِ. وقِيلَ : فلانٌ يَعْدُو العِرَضْنَةَ ، وهو الَّذِي يَسْبِقُ في عَدْوِهِ. وقال رُؤْبةُ يَمْدَحُ سُلَيْمَانَ بنَ عَلِيّ :
تَعْدُو العِرَضْنَى خَيْلُهُمْ عَرَاجِلَا
ويُقَالُ : نَظَر إِلَيْه عِرَضْنَةً ، أَي بِمُؤَخَّرِ عَيْنهِ ، كما في الصّحاح ، وزادَ : وتَقُولُ فِي تَصْغِيرِ العِرَضْنَى : عُرَيْضِنٌ ، ثَبَتَت النُّونُ لأَنَّهَا مُلْحَقَةٌ ، وتُحْذَف اليَاءُ لأَنَّهَا غَيْرُ مُلْحَقَةٍ.
والعِرَاضُ ، بالكَسْرِ : سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبِلِ ، أَوْ خَطٌّ في فَخِذِ البَعِيرِ عَرْضاً ، عن ابْنِ حبيب ، مِن تَذْكرةِ أَبي عَليّ ، ونَقَلَهُ الجَوْهَريُّ عن يَعْقُوبَ.
قُلتُ : والَّذي نقله ابنُ الرُّمَّانيّ في «شَرْحِ كتَاب سيبَوَيْه» العِرَاضُ والعِلَاطُ في العُنُق ، إِلاّ أَنّ العِرَاضَ يَكُون عَرْضاً ، والعِلَاط يَكُونُ طُولاً ، فَتأَمَّلْ ، وذَكَرَ السُّهَيْليُّ في «الرَّوض» سِمَات الإِبل فلَمْ يَذْكُر فيهَا العِرَاضَ. وهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْه. وتَقُولُ منهُ : قَد عَرَضَ البَعيرَ عَرْضاً ، إِذا وَسَمَهُ بهذا الخَطِّ.
ويُقَال أَيْضاً : عَرَّضَهُ تَعْريضاً ، فهو مُعَرَّضٌ ، كما سَيَأْتِي.
والعِرَاضُ أَيضاً : حَديدَةٌ تُؤَثَّرُ بها أَخْفافُ الإبل لتُعْرَفَ آثَارُهَا ، أَي إِذا مَشَتْ.
والْعِرَاضُ : النَّاحيَةُ ، والشِّقُّ. وأَنشد الجَوْهَريُّ لِأَبي ذُؤَيْبٍ :
أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ |
|
كَأَنَّهُ في عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ |
قال الصَّاغَانيّ : هو جَمْعُ عُرْضٍ ، بالضَّمِّ. والَّذي في المُحْكَم أَنَّه جَمْعُ عَرْضٍ ، بالفَتْح ، خِلاف الطُّول.
__________________
(١) التهذيب واللسان : اعترضني.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «النبات».
(٣) اللسان وجاء الرجز فيه شاهداً على «العِرَضّ» والساني : الذي يسنو على البعير بالدلو.
(٤) كذا بالأصل ، وفي المحكم : عظام الأرقب.
(٥) في اللسان : العرضنة : الاعتراض.