عن أَبِي الوَفَاءِ هذا ، وتُوُفِّيَ أَبُو الوَفَاءِ بحَلَبَ سنة ١٠٧٠.
والعُرْضُ : سَفْحُ الجَبَلِ وناحِيَتُه.
والعُرْضُ : الجَانِبُ ، جَمْعُه ، عِرَاضٌ. قال أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيّ :
أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُه |
|
كأَنَّه في عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ |
والعُرْضُ : النَّاحِيَةُ من أَيّ وَجْهٍ جِئْتَ. يُقَالُ : نَظَرَ إِلَيَّ بعُرْضِ وَجْهِهِ ، كما يُقَال بصُفْح وَجْهِه ، كما في الصّحاح.
وجَمْعُه أَعْرَاضٌ ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرِوبْنِ مَعْدِيَكرِبَ : فَوَارِس أَعْرَاضِنَا ، أَي يَحْمُون نَوَاحِيَنَا عن تَخَطُّفِ العَدُوِّ.
والعُرْضُ من النَّهْرِ والبَحْرِ : وَسَطُه. قال لَبِيدٌ ، رَضِيَ الله عَنْه :
فتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا |
|
مسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا |
والعُرْضُ من الحَدِيث : مُعْظَمُه ، كعُرَاضِهِ ، بالضَّمِّ أَيْضاً.
والعُرْضُ مِنَ النّاسِ : مُعْظَمُهم ، ويُفْتَح. قال يُونُسُ : ويَقُولُ ناسٌ من العرَبِ : رَأَيْتُهُ في عَرْضِ الناسِ ، يَعْنُون في عُرْض. ويُقَال : جَرَى في عُرْضِ الحَدِيثِ. ويُقَالُ في عُرْضِ النَّاسِ ، كُلُّ ذلِكَ يُوصَفُ به الوَسَطُ. ويُقَالُ : اضْرِبْ بهذا عُرْضَ الحائطِ ، أَيْ ناحِيَتَهُ. ويُقَالُ : أَلْقِهِ في أَيِّ أَعْرَاضِ الدَّارِ شِئْتَ. ويُقَال : خُذْه من عُرْضِ النَّاسِ وعَرْضِهِم. أَي من أَيِّ شِقٍّ شِئْتَ.
والعُرْضُ مِنَ السِّيْفِ : صَفْحُهُ.
والعُرْضُ مِنَ العُنُق : جَانِبَاهُ (١). وقِيلَ كُلُّ جانِبٍ عُرْضٌ.
والعُرْضُ : سَيْرٌ مَحْمُودٌ في الخَيْلِ ، وهو السَّيْرُ في جَانِبٍ ، وهو مَذْمُومٌ في الإِبِل. هذا هو المَوْضِعُ الثّالثُ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْه وهو خَطَأٌ. والصَّوَابُ فيه العُرُضُ ، بضَمَّتَيْنِ ، كما هو مَضْبُوطٌ في اللسّان هكَذا (٢).
وفي حَديثِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّة : كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً.
قال الأَصْمَعِيّ : أَي اعْتَرِضْه واشْتَرِهِ مِمَّن وَجَدْتَه ، ولا تسْأَلْ عَمَّن عَمِلهُ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الكِتَابِ هُو أَمْ مِنْ عَمَلِ المجُوسِ. كَذَا في الصّحاح.
وقال إِبْراهِيمُ الحرْبِيُّ في «غَرِيب الحَدِيثِ» ، مِنْ تَأْلِيفِهِ ، «أَنَّهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَى الله عليه وسلّم بجُبْنَةٍ في غَزْوَةِ الطّائِفِ ، فجَعل أَصْحَابُه يَضْرِبُونَها بالعَصَا ، وقالوا : نَخْشى أَنْ تَكُونَ فيها مَيتَةٌ. فقال صَلَى الله عليه وسلّم : كُلُوا».
وأَهْلُ الطّائِفِ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ كِتَابٍ ، وإِنّمَا كانُوا من مُشْرِكِي العَرَب.
وأَمّا سَلْمَانُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ فإِنَّهُ لَمّا فُتِحَتِ المَدَائِنُ وَجَدَ جُبْناً فأَكَلَ منها ، وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ مَجُوسٌ.
ويُقَالُ : هو من عُرْضِ النَّاسِ ، أَي هُوَ من العَامَّةِ ، كما في الصّحاح.
ويُقَالُ : نَظَر إِلَيْهِ عَنْ عُرْضٍ ، بالضَّمِّ ، وعُرُضٍ ، بضَمَّتَيْنِ ، مثل عُسْرٍ وعُسُر ، أَي مِنْ جانبِ ونَاحِيَةٍ ، كما في الصّحاح ، وكذلك نَظَرَ إِلَيْهِ مُعَارَضَةً.
وخَرَجُوا يَضْرِبُون النَّاسَ عن عُرْضٍ. أَيْ عَنْ شِقٍّ وناحِيَةٍ كَيْفَمَا اتَّفَقَ ، لا يُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا (٣) ، كما في الصّحاح. قال : ومنه قَولُهُم : ضَرَبَ بِه عُرْضَ الحائطِ ، أَي اعْتَرَضَهُ حَيْثُ وُجِدَتْ منه أَيُّ ناحيَة من نَوَاحيِه.
ويُقَال : نَاقَةٌ عُرْضُ أَسْفَار ، أَي قَوِيَّةٌ على السَّفَر. وناقَةٌ عُرْضَةٌ للْحجَارَةِ ، أَي قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا كما في الصّحاح.
وعُرْضُ هذَا البعِيرِ السَّفَرُ والحَجَرُ. قال المُثَقِّبُ العَبْدِيّ :
من مَالِ مَنْ يَجْبِي ويُجْبَى له |
|
سَبْعُونَ قِنْطَاراً من العَسْجَدِ |
أَو مِائةٍ (٤) تُجْعَلُ أَوْلادُهَا |
|
لَغْواً وعُرْضُ المائَةِ الجَلْمَدُ |
قال ابنُ بَرِّيّ : فعُرْض مُبْتَدَأٌ ، والجَلْمَدُ خَبَرُه. أَيْ هي قَوِيَّةٌ على قَطْعِه. وفي البَيْتِ إِقواءٌ.
__________________
(١) في اللسان : وعُرضا العنق : جانباه.
(٢) في التهذيب العُرُض مثقّل.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «يضربون» والصحاح واللسان كالأصل.
(٤) ضبطت في الصحاح واللسان ، «أو مائةٌ» وصوّب ابن بري إنشاده «أو مائةٍ» بالكسر لأن قبله :
إلاّ ببدرى ذهب خالصٍ |
|
كل صباحٍ آخرَ المسندِ |