وأَمّا قَوْلُهُمْ فِي الحَرِّ : يَتَلَظَّى ، فكَأَنَّه يَلْتَهِبُ كالنَّارِ ، من اللَّظَى ، وسَيَأْتِي.
والتَّلاظُّ : التَّطَارُدُ. يُقَالُ : مَرَّت الفُرْسانُ تَلاظُّ.
* ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
المُلَاظَّةُ في الحَرْبِ : المُوَاظَبَةُ ولُزُومُ القِتَالِ. ورَجُلٌ مِلَظٌّ مِلَحٌّ : شَدِيدُ الإِبْلاغِ بالشَّيْءِ يُلِحُّ عَلَيْهِ. ويُقَالُ للْغَرِيمِ المُلِحِّ اللَّزُومِ : مِلَظٌّ ومِلَزٌّ ، بكَسْرِ المِيمِ ، وهو مِلَظٌّ ومِلْظَاظٌ : عَسِرٌ مُضَيَّقٌ مُشَدَّدٌ عَلَيْه. وقالَ ابنُ فارِسٍ : لإِلْظَاظُ الإِشْفاقُ على الشَّيْءِ.
ورَجُلٌ لَظْلاظٌ ، بالفَتْح ، أَيْ فَصِيحٌ.
[لعظ] : المُلَعَّظَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ : وقالَ اللَّيْثُ : هي الجَارِيَةُ السَّمِينَةُ الطَّوِيلَةُ الجَسِيمَةُ. قالَ الأَزْهَرِيّ : لَمْ أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ مُسْتَعْمَلاً في كَلامِ العَرَبِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.
[لعمظ] : اللَّعْمَظَةُ : انْتِهاسُ (١) العَظْمِ مِلْءَ الفَمِ ، وقد لَعْمَظَهُ. وفي الصّحاح : لَعْمَظْتُ اللَّحْمَ : انتَهَسْتَه عَنِ العَظْمِ ، ورُبما قالُوا : لَعْظَمْتُهُ عَلَى القَلْبِ ، كاللِّعْماظِ ، بالكَسْرِ ، كدَحْرَجَةٍ ودِحْراجٍ.
واللَّعْمَظُ ، كجَعْفَرٍ : الحَرِيصُ الشَّهْوانُ للطَّعَامِ ، عن اللَّيْثِ. وقالَ غَيْرُه : هو النَّهِمُ الشَّرِهُ ، كاللُّعْمُوظ ، والُّلعْمُوظةِ بِضَمِّهِما ، كما في الصّحاح.
ج : لَعامِظَةٌ ، ولَعامِيظُ ، قالَ الشاعِرُ :
أَشْبِهْ ولا فَخْرَ فَإِنَّ الَّتِي |
|
تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعَامِيظُ |
وقال ابنُ عَبَّادٍ : اللِّعْمَاظُ ، كقِرْطاسٍ : الطِّرْماذُ ، وهو أَنْ يُعْطِيَكَ من الكَلامِ ما لا أَصْلَ له.
واللُّعْمُوظ ، كعُصْفُورٍ : الطُّفَيْلِيُّ ، واللَّعْمَظَةُ : التَّطْفِيلُ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
نَقَلَ ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ خَالَوَيْه : اللَّعْمَظُ واللُّعْمُوظُ : الَّذِي يَخْدُم بِطَعَامِ بَطْنِهِ ، مِثْلُ العُضْرُوطِ. قال رافِعُ بنُ هُزَيْمٍ :
لَعَامِظَةٌ بَيْنَ العَصَا ولِحَائِهَا |
|
أَدِقّاءُ نَيَّالِينَ مِنْ سَقَطِ السَّفْرِ |
ورَجُلٌ لَعْمَظَةٌ : حَرِيصٌ لَحَّاسٌ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّهَا العُضَارِطُ |
|
وأَيُّهَا اللَّعْمَظَةُ العُمَارِطُ |
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
[لغظ] : اللَّغَظُ : ما سَقَطَ في الغَدِيرِ من سَفْيِ الرِّيحِ ، زَعَمُوا ، كَذَا في اللِّسَان.
[لفظ] : لَفَظَه من فِيهِ يَلْفِظُهُ لَفْظاً ، ولَفَظَ به لَفْظاً ، كضَرَبَ ، وهي اللُّغَةُ المَشْهُورَةُ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : وفيه لُغَةٌ ثَانِيَةٌ : لَفِظَ يَلْفَظُ ، مِثَالُ سَمِعَ يَسْمَعُ. وقَرَأَ الخَلِيلُ : ما يَلْفَظُ من قَوْلٍ (٢) بفَتْحِ الفاءِ ، أَيْ رَمَاهُ ، فهو مَلْفُوظٌ ولَفِيظٌ.
وفي الحَدِيثِ : «ويَبْقَى في الأَرْضِ (٣) شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ» أَيْ تَقْذِفُهُمْ وتَرْمِيهِمْ.
وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ومَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّل فَلْيَلْفِظْ» أَيْ فَلْيُلْقِ ما يُخْرِجُهُ الخِلالُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِه. وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا لَفَظَهُ البَحْرُ فَنَهَى عَنْهُ ، أَرادَ ما يُلْقِيهِ البَحْرُ من السَّمَكِ إِلى جانِبِهِ من غَيْرِ اصْطِيادٍ.
وفي حَدِيثِ عائِشَةَ : «فَقَاءَتْ أُكُلَهَا ولَفَظَتْ خَبِيئَها» أَي أَظْهَرَتْ ما كَانَ قد اخْتَبَأَ فِيهَا من النَّبَاتِ وغَيْرِه.
ومن المَجازِ : لَفَظَ بالكَلامِ : نَطَقَ به ، كَتَلَفَّظَ ، به ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (ما) يَلْفِظُ (مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ، وكَذلِكَ لَفَظَ القَوْلَ : إِذا تَكَلَّمَ به.
ولَفَظَ فُلانٌ : ماتَ.
ومن المَجَازِ : الّلافِظَةُ : البَحْرُ ، لِأَنَّهُ يَلْفِظُ بِمَا فِي جَوْفِهِ إِلَى الشُّطُوطِ ، كلَافِظَة ، مَعْرِفَةً.
وقِيلَ : الّلافِظَةُ : الدِّيكُ لأَنَّهُ يَأْخُذُ الحَبَّةَ بمِنْقَارِهِ فلا يَأْكُلُهَا ، وإِنَّما يُلْقِيهَا إِلَى الدَّجَاجَةِ. وقِيلَ : هي الَّتِي تَزُقُّ فَرْخَها من الطَّيْرِ ؛ لأَنَّهَا تُخْرِجُ من (٤) جَوْفِهَا لفَرْخِها وتُطْعِمُهُ ويُقالُ : هي الشَّاةُ الَّتِي تُشْلَى لِلحَلْب ، وهي تُعْلَفُ ، فتَلْفِظُ بجِرَّتِهَا ، أَيّ تُلْقِي ما فِي فِيها وتُقْبِلُ إِلى الحالِبِ لِتُحْلَبَ ، فَرَحاً مِنْهَا بالحَلْبِ لِكرَمِها.
__________________
(١) في القاموس : انتهاش.
(٢) من الآية ١٨ من سورة ق. وسترد كاملة قريباً.
(٣) في النهاية واللسان : في كل أرض.
(٤) في اللسان : «ما في جوفها» وفي الصحاح : ما في حوصلتها.