الفَظِيظُ : ماءُ الفَحْلِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : بَاظَ يَبِيظُ بَيْظاً : إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبِي عُمَيْرٍ في المَهْبِلِ كيَبُوظُ بَوْظاً.
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
البَيْظُ : بَيْضُ النَّمْلِ خاصَّةُ ، وما عَداه فبِالضَّادِ ، ذَكَرَهُ العَلاَّمَةُ عَلِيُّ بنُ ظافِرٍ الإِسْكَنْدَرِيّ في «بَدائع البَدائه» (١).
والبَيْظُ : بَقِيَّةُ الماءِ في نُقْرَةِ البِئْرِ ، وهي الحُفْرَةُ الَّتِي يَبْقَى فيها الماءُ بَعْدَ نَزْحِها.
والبَيْظُ : القِشْرُ الرَّقِيقُ الَّذِي في البَيْضِ ، وهو الغِرْقِىءُ.
قالَ زُهَيْرٌ :
كَأَنَّ البَيْظَ لَقَّنَهُ قِنَاعاً |
|
عَلَى الهاماتِ كَرّات الدُّهُورِ |
والبَيْظُ أَيْضاً : خَيالُ وَجْهِ الإِنْسَانِ اليَمَانِيّ. قالَ العَلاّمَةُ عَلِيُّ بنُ تاجِ الدِّين القلعيّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في «شَرْح بَدِيعِيَّتِهِ» وقد نَظَمَ هذِهِ المَعَانِيَ الأَرْبَعَةَ (٢) الشِّهَابُ ابْنُ أُخْتِ الوَزِيرِ ابنِ المُجاوِر :
يا سادَةً فِي القَوَافِي قَلَّمَا تَرَكُوا |
|
لمَاتِحِ البِئْرِ لَمْ يَتْرُكْ سِوَى البَيْظِ |
حازَت قَوَافِيكُما الظاآتِ أَجْمَعَها |
|
كمِثْلِ ما حِيزَ مُحُّ البَيْضِ بالبَيْظِ |
لكِنْ مَوَاعِيدُ ناوِيكُمْ أَبُو دُلَفٍ |
|
لا صِدْقَ فيها كمِثْلِ الآلِ والبَيْظِ |
قالَ : هكَذَا نَقَلَهُ صاحِبُ بَدَائعِ البَدائهِ (٣) عن العِقْدِ الفَرِيد لابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ والله أَعْلم.
فصل الجيم مع الظاءِ
[جأظ] : جَأَظَ مِنَ الماءِ ، كمَنَعَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ. وقال ابنُ عَبَّادٍ : أَي ثَقُل ، لُغَةٌ في جَأَزَ ، بالزّايِ.
[جحظ] : الجِحَاظُ ، ككِتَابٍ : مَحْجِرُ العَيْنِ في بَعْض اللُّغَاتِ ، كما في اللّسَان ، وهو عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، قال الأَزْهَرِيُّ : وفي نُسْخَةٍ : الجِحَاظُ : حَرْفُ الكَمَرَةِ.
وجَحَظَتْ عَيْنُه ، كمَنَعَ تَجْحَظُ جُحُوظاً : خَرَجَت مُقْلَتُها وظَهَرَتْ ، أَوْ عَظُمَتْ ونَتَأَتْ ، كما في الصّحاح ، زادَ في الجَمْهَرَةِ ، كالأُدْرَةِ في الأَجْفانِ ، والرَّجُلُ جاحِظٌ ، وجَحْظَمٌ ، والمِيمُ زائدَةٌ.
ومِن المَجَاز : جَحَظَ إِلَيْه عَمَلَهُ ، إِذا نَظَرَ في عَمَلِهِ فرَأَى سُوءَ ما صَنَعَ. وقال الأَزْهَرِيّ : يُرادُ نَظَر في وَجْهِه ، فذَكَّرَهُ بِسُوءِ (٤) صَنِيعِهِ ، قال : والعَرَبُ تَقولُ : لَأجْحَظَنَّ إِلَيْكَ أَثَرَ يَدِكَ ، يَعْنُون به لأُرِيَنَّك سُوءَ أَثَرِ يَدِكَ.
ومنه التَّجْحِيظُ ، وهو تَحْدِيدُ النَّظَرِ.
والجاحِظُ : لَقَبُ عَمْرِو بنِ بَحْرٍ ، هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
قال الذَّهَبِيّ في الدِّيوَان : قال ثَعْلَبٌ : لَيْسَ بِثِقَةٍ ولا مَأْمُونٍ. انتهى.
قُلتُ : رُوِيَ عن أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ جَرَى ذِكْرُ الجاحِظِ في مَجْلِسِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى فقال : أَمْسِكُوا عن ذِكْرِ الجَاحِظِ ، فإِنّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ ولا مَأْمُونٍ. قال الأَزْهَرِيّ : وكان الجَاحِظُ قد رَوَى عن الثِّقاتِ ما لَيْسَ مِنْ كَلامِهِمْ ، وكانَ قد أُوتِيَ بَسْطَةً في لِسَانِهِ ، وبَيَاناً عَذْباً في خِطَابِه ، ومَجَالاً وَاسِعاً في فُنُونِهِ ، غَيْرَ أَنّ أَهْلَ العِلْمِ والمَعْرِفة ذَمُّوهُ ، وعن الصِّدْقِ دَفَعُوه. والله أَعْلَم.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
الجِحَاظُ ، ككِتَابٍ : خُرُوجُ مُقْلَةِ العَيْنِ ، كما في المُحْكَم.
وفي التَّهْذِيب : الجُحُوظُ : نُتُوُّ المُقْلَةِ عن الحِجاج (٥).
ورَجُلٌ جَاحِظُ العَيْنَيْنِ : إِذا كانَتْ حَدَقَتَاه خارِجَتَيْنِ.
والجِحَاظَانِ : حَدَقَتا العَيْنِ ، عن اللَّيْثِ ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ فقال : هُمَا الجِحَاظَتَانِ. وفي اللّسَان : الجَاحِظَتَانِ.
__________________
(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «البداية».
(٢) عن المطبوعة المصرية : «قوله المعاني الأربعة ، لم يذكر في الأبيات إلا ثلاثة ا ه».
(٣) بالأصل «البداية».
(٤) في التهذيب : «سوء صنيعه» ومثله في اللسان والتكملة.
(٥) في التهذيب : الجحوظ : خروج المقلة ونُتؤُها من الحجاج.