بحِلْسه ، الذي خَرَجَ به على رَقَبَتِه ، فقالَت لَهُ امْرَأَتُه : أَيْنَ ما جِئْتَ به مِمّا يأتي به العُمّالُ من عُرَاضَةِ أَهْلِيهِم. فقال : «كان مَعِي ضاغِطٌ» ، أَي أَمينٌ ، ولم يكُنْ مَعَه أَمِينٌ ولا شَرِيكٌ ، وإِنَّمَا أَراد ، واللهُ أَعْلَمُ ، إِرْضَاءَ المَرْأَةِ بهذا القَوْلِ ، أَي أَمينٌ حافِظٌ ، يَعْنِي الله عَزَّ وجلَّ المطَّلِعَ على سَرائرِ العِبادِ. وهذا من مَعارِيضِ الكَلام.
والضّاغِطُ : انْفِتَاقٌ في إِبِطِ البَعِيرِ وكَثْرَةُ لَحْم وهو :الضَّبُّ أَيضاً ، كما في الصّحاحِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : بَعِيرٌ به ضَاغطٌ ، إِذا كان إِبِطُه يُصِيبُ جَنْبه حتَّى يُؤَثِّر فيه أَو يَتَدَلَّى جِلْدُه. وقال غيرُه : هو شِبْهُ جِرَابٍ أَو جِلْد مُجْتَمِع. وقال بَعْضُهُم : الضَّاغِطُ في البَعِيرِ : أَصْلُ كِرْكِرَتِه يَضْغَطُ مَوضعَ إِبطِه فيُؤَثِّرُ فيه ويَسْحَجُه.
والمَضْغَطُ ، كمَقْعَدٍ : أَرْضٌ (١) ذاتُ أَمْسِلَةٍ جَمْع مَسِيلٍ مُنْخَفِضَةٍ ، زَعَمُوا ، قاله ابنُ دُرَيْدٍ ، ج مَضَاغِطُ. وقال ابنُ فارِسٍ : المَضَاغيطُ : أَرَضُونَ مُنْخَفِضَة.
والضُّغْطةُ ، بالضَّمِّ : الضِّيقُ والإِكْرَاهُ ، يقال : أَخَذْتُ فُلاناً ضُغْطَةً ، إِذا ضَيّقتَ عليه لِتُكْرِهَه على الشَّيْءِ ، كما في الصّحاح.
والضُّغْطة : أَيضاً : الشِّدَّةُ والمشَقَّة ، وهو مَجَازٌ. يُقَال : ارفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطَةَ ، كما في الصّحاح. وفي بعضِ النُّسَخِ : «اللهُمَّ ارْفَعْ» وفي الحَدِيث «لا تَجُوزُ الضُّغْطَةُ» قِيل : هي أَنْ تُصَالِحَ مَنْ لك عليهِ مالٌ ، على بعْضِه ، ثمّ تَجِد البَيِّنةَ فتَأْخُذه بجَمِيعِ المالِ.
وقال ابنُ دُريد : ضُغَاطٌ كغُرَابٍ : ع ، هكذا في العُبَابِ : وفي التَّكْمِلَة : ضَغَاطِ : اسمُ مَوضِع وفيه نَظَرٌ ، وضَبَطَه كحَذَامِ (٢).
والضَّغِيطُ ، كأَمِيرٍ : بِئْرٌ تُحْفَر إِلى جَنْبِهَا بئْرٌ أُخْرَى فيَقِلُّ ماؤُهَا. قاله ابنُ دُرَيدٍ. قال : وقالَ قومٌ : بل الضَّغِيطُ بِئْرٌ تُحْفَرُ بينَ بِئْرَيْن مَدْفُونَيْن ، وفي الصّحاحِ : قال الأَصْمَعِيُّ : الضَّغِيطُ : بِئْرٌ إِلى جَنْبِها بِئْرٌ أُخْرَى فتَنْدَفِنُ إِحْداهُمَا ، وليسَ هذا في نَصِّ الأَصْمَعِيِّ ، وإِنَّما فيه بعدَ قَوْلِه : أُخْرَى ، فتَحْمَأُ ، أَي تَصِيرُ ذاتَ حَمْأَةٍ ، فيُنْتِنُ ماؤها ، فيَسِيلُ في العَذْبةِ فيُفْسِدُهَا ، فلا تُشْرَبُ. ونصُّ الأَصْمَعِيِّ : فيَصِيرُ ماؤهَا مُنْتِناً [فيسيلُ] (٣) في مَاءِ العَذْبَةِ فيُفْسِدُه ، فلا يَشْرَبُه أَحَدٌ ، قال الرّاجِزٌ :
يَشْرَبْنَ ماءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ |
|
ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ |
والضَّغِيطُ : الرَّجُلِ الضَّعِيفُ الرَّأْي لَا يَنْبَعِثُ مع القَوْمِ ج : ضَغْطَى ، لأَنَّهُ دَاءٌ.
والضَّغِيطَةُ ، بهاءٍ : الضَّعِيفَةُ من النَّبْتِ ، هكَذَا في سَائِرِ أُصُولِ القَامُوسِ ، وهو غَلَطٌ والصّوابُ : والضَّغِيغَةُ بغَيْنَيْن معجمتَيْن ، وهو مَأْخُوذٌ من المُحِيط لابْنِ عَبّادٍ ، ونصُّه :
الضَّغِيطَةُ : مثل الضَّغِيغَةِ من النَّبْتِ والبَقْل ، وهي من الطَّعَامِ : مثْل اللَّبِيكَة ، وسيأْتي في «ض غ غ» بيانُ ذلِكَ فتَأْمَّلْ.
وتَضَاغَطُوا : ازْدَحَمُوا.
وضَاغَطُوا : زَاحَمُوا ، وفي التَّهْذِيب : تَضَاغَطَ الناسُ في الزِّحام. والضِّغَاطُ ، بالكَسْرِ ، كالتَّضاغُطِ ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
إِنّ النَّدَى حَيْث تَرَى الضِّغَاطَا
* ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الضَّغْطَةُ ، بالفَتْح (٤) : القَهْرُ ، والضِّيقُ والاضْطِرَارُ.
وضَغَطَ عليه واضْتَغَطَ : تَشَدَّدَ عليه في غُرْمٍ أَو نَحْوِه ، عن اللِّحْيَانِيِّ ، كذا حكاه اضْتَغَطَ ، بالإِظهَارِ ، والقِيَاسُ اضْطَغَطَ.
والضُغْطَةُ : المُجاحَدةُ ، عن النَّضْر.
وانْضَغَطَ الرَّجُلُ : انْقَهَر.
[ضفرط] : الضَّفْرَطَةُ ، أَهمله الجوْهرِيّ ، وقال اللَّيْثُ : هو ضِخَمُ البَطْنِ ، وجَملٌ ضِفْرِطٌ ، كزِبْرِجٍ : رِخْوُ البَطْنِ ضَخْمٌ (٥).
__________________
(١) اللسان : مواضع.
(٢) قيدها ياقوت ضغام مثل جُذَام.
(٣) زيادة عن الصحاح والتهذيب.
(٤) كذا بالأصل والذي في ضُغطة من سلطان أي قهر ، والضُّغطة : الضيق ، والضُّغطة : الإكراه. وفيه أيضاً : فعل ذلك ضُغطة أي قهراً واضطراراً ومثله في الأساس ، بالضم.
(٥) الذي في اللسان : الضِّغْرِط : الرخو البطن الضخم. ولم يقيده.