فتَحَنَّطَ هو. وفي الصّحاح : والحَنُوطُ : ذَرِيرَةٌ ، وقد تَحَنَّطَ بهِ الرَّجُلُ ، وحَنَّطَ المَيِّتَ تَحْنِيطاً. انتهى.
وفي قِصّةِ ثَمُود : «لمّا اسْتَيْقَنُوا بالعَذَابِ تَكفَّنُوا بالأَنْطَاعِ وتَحَنَّطُوا بالصَّبِرِ ؛» لئِلاّ يَجِيفُوا.
وفي حَدِيثِ ثابِتِ بنِ قَيْسٍ : «وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه وهو يَتَحَنَّطُ» أَي يَسْتَعْمِلُ الحَنُوطَ في ثِيَابِه عند خُرُوجِه للقِتَالِ ، كأَنَّه أَرادَ به الاسْتِعْدَادَ للمَوْتِ ، وتَوْطِينَ النَّفْسِ بالصَّبْرِ على القِتَالِ.
والحُنَطِئَةُ : العَرِيضَةُ الضَّخْمَةُ ، وقد ذُكرَ في الهَمْزِ.
والأَحْنَطُ : العَظِيمُ اللِّحْيَةِ الْكَثُّهَا ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ ، وأَنْشَدَ :
لَمْ يَخِبْ إِذْ جَاءَ سَائِلُه |
|
لَيْسَ مِبْطاناً ولا أَحْنَطَ كَثّ |
وأُحْنِطَ الرَّجُلُ ، بالضَّمِّ ، إِذا ماتَ.
وقَالَ الفَرَّاءُ في نَوَادِرِه : اسْتَحْنَطَ الرَّجلُ ، إِذا اجْتَرَأَ على الموْتِ ، وهَانَتْ عليه نَفْسُه (١).
والحَنْطُ ، بالفَتْحِ : النَّبْلُ الَّذِي يُرْمَى به ، يَمَانِيَةٌ.
وقالَ ابنُ فَارِسٍ : الحاءُ والنّونُ والطّاءُ ليس بذلِكَ الأَصْلِ الذي يُقَاسُ عليه أَو مِنْهُ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
الْحَانِطُ : المُدْرِكُ من الشَّجَر والعُشْب ، وأَنْشَد الدِّينَوَرِيُّ :
والدِّنْدِنُ البَالِي وخَمْطٌ حانِطُ
وأَحْنَطَ الرِّمْثُ : ابْيَضَّ وَرَقُه ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيرُه ، فهو مُحْنِطٌ وحَانِطٌ ، الأَخِيرُ على غير قِيَاسٍ ، وقد تَقَدَّمَ قَريباً.
والإِحْنَاطُ : التَّرمِيلُ (٢) والإِدْماءُ ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ :
لَوْ أَنّ كَابِيَةَ بنَ حُرْقُوصٍ بهِمْ |
|
نَزَلَتْ قَلُوصِي حينَ أَحْنَطَها الدَّمُ |
أَي رَمَّلَهَا ودَمّاها. وقال آخرُ :
وخَيْل بَنِي شَيْبَانَ أَحْنَطَها الدَّمُ
وتَحَنَّطَ أَيْضاً ، من الحِنْطَةِ ، كما في الأَساسِ.
وقَوْمٌ حَانِطُونَ : حَانَ حَصَادُ زَرْعِهِم ، وهو على النَّسَبِ.
والحَنّاطُ : لَقَبُ جَمَاعَةٍ من المُحَدِّثِينَ ، منهم : فِطْرُ (٣) بنُ خَلِيفَة ، والحَسَنُ بن سَهْلٍ شَيْخُ مُطَيَّن ، وأَحمدُ بنُ محمَّدٍ الكُوفيُّ شيخُ ابنِ مَرْدَوَيْه ، وخَلَف بن عُمَرَ الهَمَذَانِيّ عن جَعْفَر الخَلَدِيِّ ، وأَبُو الطَّيِّبِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله النَّيْسَابُورِيُّ الحَنّاطُ ، عن مُحَمَّدِ بنِ أَشْرَسَ. ووالدُه سَمِعَ ابنَ رَاهَوَيْهِ ، وأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بنُ محمَّد الحَنّاطُ : شيخٌ للدَّارَقُطْنِيِّ ، وأَبو ثُمَامَةَ الحَنَّاط : تَابعيٌّ ، عن كَعْبِ بنِ عجْرَة ، ومُسْلِمٌ الحَنَّاطُ (٤) : تَابِعِيٌّ أَيضاً ، عن ابنِ عُمَرَ ، وأَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحَنُوطِيُّ المِصْرِيُّ : مُحَدِّثٌ.
[حنقط] : الحِنْقِطُ ، كخِنْدِفٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : هو ضَرْبٌ من الطَّيْرِ ولا أَحُقُّه ، أَو هو الدُّرَّاجُ ، مثل الحَيْقُطَانِ ، قالَهُ في رُباعيِّ الجَمْهَرَةِ (٥) ، والجَمْعُ : حَنَاقِطُ.
قال : وقد سَمَّتِ العَرَبُ حِنقِطاً ، بلا لامٍ ، وأَنْشدَ :
هَلْ سَرَّ حِنْقِطَ أَنَّ القَوْمَ سَالَمَهُمْ |
|
أَبو شُرَيْحٍ ولم يُوجَدْ له خَلَفُ |
قال الصّاغَانِيُّ : هكَذَا قال حِنْقِطاً مَصْرُوفاً ، والصوابُ حِنْقِط ، غير مَصْرُوفٍ. وأَبو شُرَيْح ، والرِّواية «أَبو حُرَيْثٍ» لا غير.
وحِنْقِطُ : اسمُ امْرَأَةِ يَزِيدَ بنِ القُحَادِيَّةِ ، وهو أَبُو حُرَيْثٍ ، هذا ، والبَيْتُ للأَعْشَى ويُرْوَى : «صَالَحَهُم» بدل «سالَمَهم».
هُنَا ذَكَره الصّاغانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وفي التَّكْمِلَةِ في مادة «ح ق ط» وكأَنَّ النُّونَ زَائِدَةٌ.
[حوط] : حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطاً وحِيطَةً وحِيَاطَةً ، بكَسْرِهِمَا : حَفِظَهُ وصَانَهُ وكَلَأه ، ورَعَاهُ ، وذَبَّ عنه ، وتَوَفَّر على مَصَالِحِه وتَعَهَّدَهُ ، وقَوْلُ الهُذَلِيِّ :
وأَحْفَظُ مَنْصِبِي وأَحُوطُ عِرْضِي |
|
وبَعْضُ القَوْمِ لَيْسَ بذِي حِيَاطِ (٦) |
__________________
(١) في اللسان : الدنيا.
(٢) في التهذيب والتكملة ووردت اللفظتان في الأصل بالزاي.
(٣) عن تقريب التهذيب وبالأصل «قطر».
(٤) في اللباب : مسلم الخبّاط ، بالباء الموحدة ، قال : اجتمع فيه الثلاث ، يعني : خباط وخبّاط وحنّاط. انظر اللباب ١ / ٤١٧ «الخباط».
(٥) انظر الجمهرة ٢ / ١٧١ و ٣ / ٣٢٩.
(٦) للمتنخل ديوان الهذليين ٢ / ٢٢ وفيه : وأصون عرضي بدل وأحوط عرضي.