لا تُمْنَعُ عنه ، وفي الصّحاحِ : لا يُمْنَعُ منها.
ج أَبْساطٌ كبِئْرٍ وأَبْآرٍ ، وظِئْرٍ وأَظْآرٍ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ في جمْعهما ، بُسْطٌ بالضَّمِّ ، وأَنْشَدَ للمَرّار :
متَابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ رَوَاجِعٌ |
|
كما رَجَعَتْ في لَيْلِها أُمُّ حائِلِ |
وقيل : البُسْطُ هاهُنَا : المُنْبَسِطَةُ على أَوْلادِها لا تَنْقَبِضُ عنها. قال ابنُ سِيدَه : وليس هذا بقَوِيٍّ ، ورَوَاجِعُ : مُرْجِعَةٌ على أَوْلَادِها ، ومُتْئِمات : معها حُوَارٌ وابنُ مَخَاضٍ كأَنَّهَا وَلَدَت اثْنَيْنِ (١) من كَثْرَةِ نَسْلها ، وبِسَاطٌ ، بالكَسْرِ ، مثل : بِئْرٍ وبِئَارٍ ، وشُهْدٍ وشِهَادٍ ، وشِعْبٍ وشِعابٍ وبُسَاطٌ بالضَّمِّ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ومَثَّلَهُ بظِئْرٍ وظُؤَارٍ ، وهو شَاذٌّ ، وفي اللَّسانِ : من الجَمْعِ العَزِيزِ.
وفي الحَدِيثِ أَنَّه كَتَبَ لوَفْدِ كَلْبٍ ـ وقِيلَ ؛ لوفْد بَنِي عُلَيْمٍ ـ كِتَاباً فيه : «عَلَيْهِم في الهَمُولَةِ الرّاعِيَةِ البسَاطِ الظُّؤَارِ ، في كُلِّ خَمْسِينَ من الإِبِلِ نَاقَةٌ غَيْرُ ذَاتِ عَوَارٍ» البسَاط ، يُرْوى بالفَتْح ، والضَّمِّ ، والكَسْرِ ، أَمّا بالكَسْرِ فهو جَمْعُ بِسْطٍ ، بالكَسْرِ أَيْضاً ، كما قالَهُ الأَزْهَرِيُّ ، وبالضَّمِّ : جمع بُسْطٍ ، بالضّمِّ أَيضاً ، كشُهْدٍ وشُهَادٍ. وأَمّا بالفَتْحِ ، فإنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ ، فإِنّهَا الأَرْضُ الوَاسِعَةُ ، كما تَقَدَّم ، ويكونُ المَعْنِيُّ في الهَمُولَةِ : الرّاعِيَةَ الأَرْضَ الوَاسِعَة ، وحِينَئِذٍ تكونُ الطَّاءُ منْصُوبةً على المَفْعُول ، كما في اللِّسانِ.
والمَبْسَطُ ، كمَقْعَدٍ : المُتَّسَعُ. قال رُؤْبَةُ في رِواية أَبِي عَمْرٍو وابن الأَعْرَابيّ (٢). وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ هو للعَجّاجِ ، وكذلِك حُكْمُ ما أَذْكُره مِنْ هذِه الأُرْجَوزَةِ وإِنْ لَمْ أَذْكُر الاخْتِلافَ :
وبَلَدٍ يَغْتَالُ خَطْوَ المُخْتَطِي |
|
بغَائلِ الغَوْلِ عَرِيضِ المَبْسَطِ |
وعُقْبَةٌ (٣) بَاسِطَةٌ : بَيْنَها وبَيْنَ الماءِ لَيْلَتَانِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : سِرْنَا عُقْبَةً جَوَاداً ، وعُقْبَةً بَاسِطَةً ، وعُقْبَةً حَجُوناً ، أَي بعِيدَةً طَوِيلَةً.
والبَاسُوطُ ، والمَبْسُوطُ من الأَقْتَابِ : ضِدُّ المَفْرُوقِ ، وهو الَّذِي يُفْرَقُ بيْنَ الحِنْوَيْنِ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُما قَرِيبٌ منْ ذِراعٍ ، والجمْعُ : مَبَاسِيطُ ، كما يُجْمَعُ المفْرُوقُ مَفَارِيقَ.
وبَسْطَةُ ، ممنُوعاً من الصَّرْفِ ويُصْرَفُ : ع ، بجَيّانَ من كُوَرِ الأَنْدَلُسِ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
قلتُ : وإِليه نُسِب أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ مُحَمَّدٍ الوَرّاقُ البَسْطِيُّ القُرْطُبِيُّ ، حَدَّثَ. تُوفِّيَ سنة ٣٩٦. ذكره ابنُ الفَرَضِيِّ. وعبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ السَّعْدِيُّ البَسْطِيُّ ، كَتَب عنه مُحَمَّدُ بنُ الزَّكِيِّ المُنْذِرِيُّ من شِعْرِه ، وهو ضَبَطَه.
ورَكِيَّتُهُ قَامَةٌ بَاسِطَةٌ ، وقامةٌ بَاسِطَةَ ، مَضَافَةً غيرَ مُجْراةٍ ؛ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوها مَعْرِفَةً. أَي قامَةٌ وبَسْطَةٌ ، كما في العُبَابِ.
وفي اللَّسان : وقال أَبو زَيْدٍ : حفَرَ الرَّجُلُ قَامةً باسِطَةً ، إِذا حَفَرَ مَدَى قَامَتِه ومَدَّ (٤) يدَهُ.
ومن المَجازِ : يَدُهُ بُسْطٌ ، بالضَّمِّ وبُسُطٌ ، بضَمَّتَينِ ، قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ومِثْلُه في الصِّفاتِ. رَوْضَةٌ أُنُفٌ ، ومِشْيةٌ سُجُحٌ ، ثمّ يُخَفَّفُ ، فيُقَالُ : بُسْطٌ كعُنْقٍ أُذْن ، ويُكْسَرُ ، كالطِّحْنِ والقِطْفِ ، بمعنَى المطْحُونِ والمَقْطُوفِ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ، أَي مُطْلَقَةٌ مَبْسُوطَةٌ ، كما يُقَال : يَدٌ طِلْقٌ.
وقِيلَ : مَعْنَاه مِنْفَاقٌ مُنْبَسِطُ البَاعِ ومِنْه الحَدِيثُ : يَدا الله بُسْطَانِ لِمُسِيءِ النَّهَارِ حتى يتُوبِ باللَّيْلِ ، ولمُسِيءِ اللَّيْلِ حتّى يَتُوبَ بالنَّهَارِ» يُرْوَى بالضَّم وبالكَسْرِ ، وقُرِىءَ بلْ يداهُ بِسْطَانِ بالكَسْرِ قَرَأَ به عبدُ الله بنُ مَسْعُودٍ وإِليه أَشارَ الجَوْهَرِيُّ ، وهكَذَا رُوِيَ عن الحَكَم. وقُرِىءَ بالضَّمِّ حَمْلاً على أَنَّهُ مَصْدَرٌ ، كالغُفْرَانِ والرُّضْوان ، ونَقَلَه الزَّمخْشَرِيُّ ، وقال : فيكونُ مثلَ رَوْضَةٍ أُنُفٍ ، كما تَقَدَّم قَرِيباً ، وقال : جَعَلَ بَسْطَ اليَدِ كِنَايةً عن الجُودِ وتَمْثِيلاً ، ولا يَدَ ثَمَّ ولا بَسْطَ ، تَعَالَى الله وتَقَدَّسَ عن ذلِكَ. وقالَ الصّاغَانِيُّ في شَرْحِ الحَدِيث الَّذِي تَقَدَّم قَرِيباً : هو كِنَايةٌ عن الجُودِ حتَّى قِيلَ للمَلِكِ الذي تُطْلَقُ عَطايَاه بالأَمْر والإشَارَة : مَبْسُوطُ
__________________
(١) التهذيب واللسان : ولدت اثنين اثنين.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : في رواية أبي عمرو وابن الأعرابي الخ هكذا هو في النسخ وحرره».
(٣) كذا ضبطت بالضم في القاموس والصحاح ، وضبطت بالتحريك في التهذيب واللسان.
(٤) في التهذيب : «وقد مدّ» والأصل كاللسان.