وقَدْ مَحُضَ ، ككَرُم ، مُحُوضَةً : صَارَ مَحْضاً في حَسَبِه.
ومن المَجَازِ : هُوَ مَمْحُوضُ الضَّرِيبَةِ : مَمْحُوضُ الحَسَبِ ، أَي مُخْلَصٌ (١) ، كما في العُبَابِ. قال الأَزْهَرِيُّ : كَلَامُ العَرَبِ : رَجُلٌ مَمْحُوصُ الضَّرِيبَةِ «بِالصَّادِ» (٢) إِذا كانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً.
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
المَحْضُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ. الخَالِصُ. وقال الأَزْهَرِيّ : كُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ حَتَّى لا يَشُوبُهُ شَيْءٌ يُخَالِطُه فهو مَحْضٌ.
وفي حَدِيثِ الوَسْوَسَةِ : «ذَاك مَحْضُ الإِيمانِ» ، أَي خَالِصُه وصَرِيحُه ، وهو مَجَازٌ. ورَجُلٌ مَحْضُ الحَسَبِ : خَالِصُه.
وجَمْعُهُ مِحَاضٌ وأَمْحَاضٌ. شاهِد المِحَاضِ قَوْلُه :
تَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ |
|
كِراماً حَيْثُمَا حُسِبُوا مِحَاضَا |
وشَاهِدُ الأَمْحَاضِ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
بِلَالُ يَا بْنَ الحَسَبِ الأَمْحَاضِ |
|
لَيْسَ بأَدْنَاسٍ ولا أَغْماضِ |
وأَمْحَضَ الدَّابَّةَ : عَلَفَهَا المَحْضَ ، وهو القَتُّ ، نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع ، وهو مَجَازٌ.
والمَحْضُ : لَقَبُ جَمَاعَةٍ من العَلَوِيّين ، مِنْهُم عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَن بنِ عَلِيّ.
[مخض] : مَخَضَ اللَّبَنَ يَمْخضُه ، مُثَلَّثَةَ الآتِي ، كما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، أَي من حَدّ ضَرَب ، ونَصَرَ ، ومَنَعَ ، فالماضِي مَفْتُوحٌ على كُلِّ حَالٍ : أَخَذَ زُبْدَهُ ، فَهُوَ مَخِيضٌ ومَمْخُوضٌ ، وقَد تَمَخَّضَ. وقال اللَّيْثُ : المَخْضُ : تَحْرِيكُكَ المِمْخَضَ الَّذِي فِيه اللَّبَنُ المَخِيضُ الَّذِي قَدْ أُخِذَتْ زُبْدَتُه.
وتَمَخَّضَ اللَّبَنُ. وامْتَخَضَ ، أَيْ تَحَرَّكَ في المِمْخَضَةِ.
وقَدْ يَكُونُ المُخْضُ في أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ. يُقَالُ : مَخَضَ الشَّيْءَ مَخْضاً ، إِذا حَرَّكَهُ شَدِيداً.
وفي الحَدِيثِ : «مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ تُمْخَضُ مَخْضاً» أَيْ تُحَرَّكُ تَحْرِيكاً سَرِيعاً ، كما في اللِّسَان. وفي العُبَاب : تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ فقَالَ : «عَلَيْكُمْ بالقَصْدِ» ، أَيْ تُحَرَّكُ تَحْرِيكاً شَدِيداً.
ومن المَجَازِ : مَخَضَ البَعِيرُ ، إِذا هَدَرَ بشِقْشِقَتِهِ. قال رُؤْبَةُ يَصِفُ القُرُومَ :
يَتْبَعْنَ (٣) زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا |
|
في عَلِكَاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضَا |
ومن المَجَازِ : مَخَضَ الدَّلْوَ ، هكَذَا في سائِر النُّسَخِ ، والصَّوَابُ ، كَمَا في الصّحاح والعُباب واللّسان : قال الفَرَّاءُ : مَخَضَ بالدَّلْوِ ، إِذَا نَهَزَ بِهَا فِي البِئْر ، وأَنْشَد :
إِنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُومَا |
|
يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلَا جُمُومَا |
ويُرْوَى «مَخْجُ الدِّلَا».
ويُقَالُ : مَخَضْتُ البِئْرَ بالدَّلْوِ ، إِذا أَكْثَرْتَ النَّزْعَ مِنْهَا بدِلَائكَ وحَرَّكْتَهَا ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
لَنَمْخَضَنْ (٤) جَوْفَكِ بالدُّلِيِّ
والمِمْخَضُ ، كمِنْبَرٍ : السِّقَاءُ الَّذِي فيه المَخِيضُ.
ومن المجَازِ : مَخِضَت المَرْأَةُ ، وكذلك النَّاقَةُ وغَيْرُهَا من البَهَائمِ ، كسَمِعَ ، واقْتَصَرَ عليه الجَوْهَرِيُّ. ومَخَضَتْ مِثَال مَنَعَ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ من الجَمَاعَةِ ، ولا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هذَا البَابِ مع وُجُودِ حَرْفِ الحَلْقِ ، وفيه نَظَرٌ ويُقَال أَيْضاً :مُخِضَتْ ، مِثَالُ عُنِيَ ، وهذِه قد أَنْكَرَهَا ابنُ الأَعْرَابِيّ ، فإِنَّهُ قَالَ : يُقَالُ : مَخِضَت المَرْأَةُ ، ولا يُقَالُ مُخِضَتْ ، ويُقَال : مَخَضْتُ لَبَنَهَا. وقال نُصَيْرٌ : وعَامَّةُ قَيْسٍ وتَمِيمٍ وأَسَدٍ يَقُولُونَ : مِخِضَت بكَسْرِ المِيمِ ، ويَفْعَلُون ذلِكَ فِي كُلِّ حرْفٍ كَانَ قَبْلَ أَحَدِ حُرُوفِ الحَلْقِ ، فِعِلْتُ وفِعِيل.
يَقُولُونَ : بِعِيرٌ وزِئيرٌ ونِهِيقٌ وشِهِيق ، ونِهِلَت الإِبِلُ ، وسِخِرْتُ مِنْه ، ولم يُشِرْ إِلَيْه المُصَنِّفُ ، وهو كما تَرَى ، لُغَةٌ صَحِيحَةٌ ، مَخَاضاً ، بالفَتْح ، وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ ، ومِخَاضاً ، بالكَسْر ، وبه قَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ في الشَّواذّ : فأَجَاءَهَا الْمِخَاضُ (٥) بِكَسْرِ الْمِيمِ. ومَخَّضَتْ تَمْخِيضاً ، وفي بعْضِ النُّسَخِ : تَمَخَّضَتْ تَمَخُّضاً ، وكِلاهُمَا صَحِيحَان :
__________________
(١) ضبطت في التهذيب واللسان بتشديد اللام.
(٢) عن التهذيب ، وبالأصل «بالضاد».
(٣) التهذيب واللسان : «يجمعن» وفي اللسان «زأر» برواية : «وزئيراً مخضا».
(٤) اللسان : لتمخضن.
(٥) سورة مريم الآية ٢٣.