قَضَى الله يا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاً |
|
أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ |
وسَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ ، وعَلَيْهِ ، يُكْنَى بِه عن الصَّبْرِ.
ويُقَالُ : سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه وأَغْضَيْتُ ، إِذا تَغَافَلْتَ عنه.
وفي الأَسَاس : التَّغْمِيضُ عن الإِسَاءَةِ هو الإِغْضَاءُ والتَّغَافُلُ ، وكَذلِك الاغْتِمَاضُ ، وهُوَ مَجَازٌ ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ :
ومَنْ لَمْ يُغَمَّضْ عَيْنَهُ عن صَديقِهِ |
|
وعَنْ بَعْضِ ما فِيهِ يَمُتْ وهو عَاتِبُ |
والغَوَامِضُ : صِغَارُ الإِبلِ ، وَاحِدُهَا غَامِضٌ.
والمَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ ، وهو أَشَدُّ غُؤُوراً ، نقله الجَوْهَرِيّ ، أَي من الغَمْضِ. وأَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشُّخُوصِ : إِذا لم تَظْهَرْ فيهَا لِتَغْيِيبِ الآلِ إِيَّاهَا وتَغَيُّبِها (١) في غُيُوبِهَا. وقال ذُو الرُّمَّة يَصفُ صَحْرَاءَ :
إِذَا الشَّخْصُ فيها هَزَّهُ الآلُ أَغْمَضَتْ |
|
عَلَيْه كإِغْمَاضِ المُفَضِّي هُجُولُهَا |
أَي أَغْمَضَت هُجُولُهَا عَلَيْه ، أَي يَدْخُل الشَّخْصُ في الهُجُول ولا يُرَى كما يُغْمِضُ الإِنْسَانُ على الشَّيْءِ.
والهُجُولُ : جَمْع الهَجْل من الأَرْض ، كما في اللِّسَان والعُبَاب.
وفي اللسان (٢) : أَغْمضَت المَفازَةُ عَلَيْهم : لم يَظْهَرُوا فِيهَا كَأَنَّمَا أَغْمَضَتْ عليهم أَجْفَانهَا ، وهو مَجازٌ.
وغَمَضَ الشَّيْءُ وغَمُضَ ، من حَدِّ نَصَرَ وكَرُم ، غُمُوضاً ، فيهمَا ، أَيْ خَفِيَ. وغَمَضَ الشَّيْءُ من حَدِّ نَصَرَ : صَغُرَ ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وكُل مَا لَمْ يَتَّجِهْ عَلَيْكَ من الأُمُور فَقَد غَمَضَ عَلَيْك.
ومُغْمِضَاتُ اللَّيْل : دَيَاجِيرُهَا (٣).
وغَمُضَ الأَمْرُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ. قال اللِّحْيَانيّ : ولا يَكادُونَ يَقُولُون : فيه غُمُوضَةٌ.
ويُقَال لِلرَّجلِ الجَيَّد الرَّأْيِ : قد أَغْمَضَ النَّظَرَ. وفي الأَساس : لمَنْ جاءَ برَأْيٍ سَدِيدٍ ، وهو مَجازٌ. وفي المُحْكَم : أَغْمَضَ النَّظَرَ ، إِذَا أَحْسَنَ النَّظَرَ ، أَوْ جاءَ برَأْيٍ جَيِّدٍ. وقال ابنُ القَطّاع : أَغْمَضَ في النَّظَر : أَدَقَّ.
ومَعْنًى غامِضٌ ، أَي لَطِيفٌ.
وما في هذَا الأَمْر غُمُوضَةٌ مثْل غَمِيضَةٍ ، كما في اللّسَان (٤).
والتَّغْمِيضُ : الرُّكُوبُ على العَمْيَاءِ. وقال مُنْتَجِعٌ لرَجُلٍ من أَهْل البادِيَةِ : أَيَسُرُّكَ كَذَا وكَذَا؟ قال : ويَكُون خَيْراً ، قال : لا ولكنْ على المَغْمَضَةِ.
[غنض] : * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
غَنَضَهُ غَنْضاً : جَهَدَهُ وشَقَّ عَلَيْه ، هكَذَا أَوْرَدَه صَاحبُ اللّسَان ، وقد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ.
[غيض] : غَاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغَاضاً ، : ومَغِيضاً : قَلَّ ونَقَصَ ، أَو غارَ فذَهَبَ. وفي الصّحاح : قَلَّ فَنَصَبَ (٥).
وفي حَديث سَطِيحٍ : «وغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ» أَي غَارَ مَاؤُهَا فذَهَبَ.
وفي حَديث خُزيْمَةَ وذَكَرَ السَّنَةَ : «وغَاضَتْ لها الدِّرَّةُ» أَي نَقَصَ اللَّبَنُ ، كانْغَاضَ ، لُغَةٌ حِجَازيَّةٌ ، قال رُؤْبَة :
يَمُدُّه فَيْضٌ من الأَفْيَاضِ |
|
ليْسَ إِذا خُضْخِضَ بالمُنْغَاضِ |
وغَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَةِ ، أَي نَقَص ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
وغَاضَ المَاءَ وثَمَنَ السِّلْعَةِ يَغِيضُهما غَيْضاً ، أَي نَقَصَهُمَا ، إِشارة إِلى أَنَّه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى. وقال الكِسَائيّ : غَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَةِ وغِضْتُهُ أَنا ، في باب فَعَلَ وفَعَلْتُهُ أَنا. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجِزِ وهُو من بَني عُكْلٍ :
لا تَأْوِيَا للحَوْضِ أَنْ يَفِيضا |
|
أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ من أَنْ تَغِيضَا |
يَقُولُ : أَنْ تَمْلَآهُ خَيْرٌ من أَن تَنْقُصَاهُ.
__________________
(١) في التهذيب : أو تغيبها.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وفي اللسان هكذا في النسخ ، والصواب أن يقول : وفي الأساس».
(٣) اللسان : دياجير ظُلَمه.
(٤) زيد في اللسان : أي عيبٌ.
(٥) الصحاح : قلّ ونضب.