قُلتُ : وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْد أَيضاً ، ولم يُفَسِّرَا أَكْثرَ منْ ذَلك ، وهو عَوْضُ بنُ الأَسْوَدِ بنِ عَمْرِو بن يَزِيدَ ذي الكَلَاعِ ، مِنْ حِمْيَرَ ، منْهُم أَبُو عَبْدِ الله سَلَمَةُ بنُ دَاوُودَ العَوْضِيّ. قال ابنُ أَبِي حاتِم : رَوَى عن أَبي المُلَيْحِ ، صَالِحُ الحَدِيثِ.
وعِيَاضٌ ، بالكَسْرِ ، في الأَعْلامِ وَاسِعٌ. قال ابنُ جِنِّي : إِنّمَا أَصْلُهُ منْ عِضْتُهُ ، أَي أَعْطَيْتُه. والقَاضِي أَبو الفَضْل عِيَاضُ بنُ مُوسَى بن عِيَاض بن عَمْرُونَ بنِ مُوسَى بنِ عِيَاضٍ ، الى ، حْصَبِيُّ السَّبْتِيُّ ، قاضِي سَبْتَةَ ، مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ مُؤَلِّفُ الشِّفَاءِ وغَيْرِه ، وحَفِيدُه أَبو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ عِيَاضٍ ، قاضِي دَانِيَةَ ، تُوُفِّيَ سنةَ ٥٧٥ تَرْجَمَه الخَطِيبُ في الإِحَاطَةِ والمَقَّرِيّ في أَزْهَارِ الرِّيَاض.
وعَوّاضٌ ، كشدّادٍ : اسمٌ ، وكذلِك مَعُوضَةُ ، وعِوَضٌ ، وعُوَيْضَةُ ، كجُهَيْنَة.
والعُوَيْضَانُ مُصَغَّراً : ذَكَرُ الرَّجُلِ ، يَمَانِيَةٌ.
وأَعْوَضُ ، كأَحْمَدَ : شِعْبٌ لهُذَيْلٍ بتِهَامَةَ ، نَقَلَه يَاقُوت.
فصل الغين
مع الضاد
[غبض] : التَّغْبِيضُ ، أَهمله الجوْهرِيُّ. وقال اللَّيْثُ : هو أَنْ يُرِيدَ الإِنْسَانُ بُكَاءً فلا تُجِيبُه العَيْنُ. قال الأَزْهَريّ : هذَا الحَرْفُ لم أَجِدُه لغَيْره ، وأَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحاً. قال الصّاغَانِيّ : وأَنْشَدَ العَزِيزيّ في هذا التَّركِيبِ لِجَرِير :
غَبَّضْنَ من عَبَرَاتِهِنَّ وقُلْنَ لي |
|
ماذَا لَقِيتَ من الهَوَى ولَقِينَا (١) |
والرِّوايَة : غَيَّضْن «باليَاءِ التحتيّة» لا غَيْر ، كما في العُبَاب.
[غرض] الغَرَض مُحَرِّكَة : هَدَفٌ يُرْمَى فيه ، كما في الصّحاح والعُبَابِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الغَرَضُ : ما امتَثَلْتَهُ للرَّمْي ، ج أَغْرَاضٌ ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ، وكَثُرَ ذلكَ حَتَّى قيلَ : الناسُ أَغْرَاضُ المَنِيَّةِ ، وجَعَلْتَنِي غَرَضاً لشَتْمِكَ. وفي الحَديث : «لا تَتَّخِذُوا شَيْئاً فيه الرُّوحُ غَرَضاً».
وفي البَصَائر : ثمّ جُعِلَ اسْماً لكُلِّ غَايَةٍ يُتَحَرَّى إِدْراكُهَا.
والغَرَضُ : الضَّجَرُ ، والمَلَاكُ. ومنه حَديثُ عَدِيٍّ : «فسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ جَزيرَةَ العَرَبِ فأَقَمْتُ بها حتَّى اشْتَدَّ غَرَضِي» أَيْ ضَجَرِي ومَلَالِي. وأَنْشَدَ ابْنُ بَرّيّ لحُمَامِ بنِ الدُّهَيْقِينِ :
لَمَّا رَأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا |
|
قامَتْ قِيَاماً رَيِّثاً لتَنْهَضَا |
ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : إِذا فَاتَهُ الغَرَض ، فَتَّهُ الغَرَضُ.
أَي الضَّجَرُ.
والغَرَضَ أَيْضاً : شِدَّةُ النِّزَاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ والشَّوْقُ إِلَيْه ، غَرِضَ ، كفَرِحَ ، فيهِما. أَمَّا في مَعْنَى الضَّجَرِ فإِنَّه يُعَدَّى بمِنْ ، يُقَالُ : غَرِضَ مِنْه غَرَضَاً ، فهو غَرِضٌ ، أَي ضَجِرَ وقَلِقَ. ومنه الحَديثُ : «كَانَ إِذَا مَشَى عُرِفَ مَشْيُه أَنَّه غَيْرُ غَرِضٍ أَي غَيْرُ قَلِقٍ. وأَمّا الغَرَضُ بمعْنَى الشَّوْقِ فإِنَّهُ يُعَدَّى بِإِلى ، يُقَالُ : غَرِضَ إِلى لِقَائهِ غَرَضاً ، فهو غَرِضٌ : اشتَاقَ إِليه. قال ابنُ هَرْمَةَ ، كما وَقَع في التَّهْذيب والإِصْلاح ، ولَيْس (لابن هَرْمة) كما في العُبَاب :
مَنْ ذَا رَسُولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ |
|
عَنِّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيلِ الكَاذِبِ |
أَنِّي غَرِضْتُ إِلى تَنَاصُفِ وَجْهِهَا |
|
غَرَضَ المُحِبّ إِلى الحَبيبِ الغَائبِ |
ونَقَل الجَوْهَرِيّ عن الأَخْفَش في مَعْنَى غَرِضْتُ إِلَيْهِ ، أَي اسْتَقْتُ إِلَيْه ، تَفْسِيرُهَا ، غَرِضْت من هؤُلاءِ إِليه ، لأَنَّ العَرَبَ تُوصِلُ بهذِهِ الحُرُوفِ كُلِّهَا الفِعْلَ ، قال الشّاعرُ وهو أَعْرَابِيٌّ من بَني كِلاب :
فمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنِّي ونَاقَتِي |
|
بحَجْرٍ إِلَى أَهْلِ الحِمَى غَرِضَانِ |
تَحِنُّ فتُبْدِي ما بِهَا من صَبَابَةٍ |
|
وأُخْفِي الَّذي لَوْلَا الأَسَى لقَضَانِي |
أَي لقَضَى عَلَيَّ. وقال الزَّمَخْشَريّ : إِنَّمَا عُدِّيَ بإِلَى لتَضَمُّنهِ مَعْنَى اشْتَقْتُ وحَنَنْتُ. قال شَيْخُنَا : وقد أَوْرَدَ ابنُ السِّيدِ الغَرَضَ بمَعْنَى المَلَالِ والشَّوْقِ ، وعَدَّه من الأَضْدادِ ، لمُنَاقَضَةِ المَحَبَّةِ والشَّوْقِ للمَلَالِ والضَّجَرِ ، قال : وهو مَنْصُوصٌ أَيْضاً للمُبَرِّد في الكامِلِ. قُلْتُ : ومثْلُه في كِتَابِ ابْنِ القَطّاع.
__________________
(١) ديوانه وفيه غيّضن.