ابنُ أَبِي الرَّبِيع عن أَبِي عَليّ الفَارِسِيّ.
قلتُ : وأَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان في «ق ر ص» ، وفيه في حَدِيثِ ابن عُمَيْرِ : «لَقَارِصُ قُمارِصٌ يَقْطُرُ منه البَوْلُ» قَال : القُمَارِصُ : الشِّدِيدُ القَرْصِ ، بزِيَادَة الميم ، أَرادَ اللَّبَنَ الَّذِي يَقْرُصُ اللِّسَانَ من حُمُوضَته ، وقال الخَطَّابِيّ : القُمَارِصُ إِتْبَاعٌ ، وإِشْبَاعٌ ، أَرادَ لَبَناً شَدِيدَ الحُمُوضَةِ ، يُقْطِر بَوْلَ شارِبِهِ لشِدَّةِ حُمْوضَتِهِ.
[قمص] : قَمَصَ الفَرَسُ وغَيْرُه يَقْمُصُ ، بالضَّمّ ، ويَقْمِصُ ، بالكَسْرِ ، قَمْصاً وقُمِاصاً بالضمَّ والكسر واقْتَصَر الجَوْهَرِيّ على الكَسْرِ ، ومَنَعَ الضَّمَّ (١) ، وهُمَا جمِيعاً في كِتَاب «يافِع ويَفَعَة» فَقَال : هو قُمَاصُ الدَّابَّةِ وقِمَاصُه ، أَوْ إِذَا صَار ذلِك عادَةً له فبِالضَّمِّ ، وهُوَ ، أَي القَمْصُ والِقُمَاصُ أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ ويَطْرَحَهُمَا مَعاً ، ويَعْجِنَ برِجْلَيْهِ ، وهو الاسْتِنَانُ أَيضاً.
وقَمَصَ البَحْرُ بالسَّفِينة ، إِذا حرَّكَهَا بالمَوْجِ ، كما في الصّحاح ، وهو مَجاز.
ومن المَجازِ : القِمَاصُ ككِتَابٍ : القَلَقُ والنُّفُورُ ، والوَثْبُ ، ويُضَمُّ. يُقَالُ : هذِهِ دَابَّة فيهَا قِمَاصٌ وقُمَاصٌ.
وزادَ في اللِّسَان الفَتْحَ أَيضاً ، فهو مُثَلَّث ، قال : والضَّمُّ أَفْصَحُ. وفي المَثَل : «ما بِالعيْرِ منْ قُمَاصِ» بالوَجْهَيْن ، يُضْرَبُ لضَعِيفٍ لا حَرَاكَ بِهِ ، ولِمَنْ ذَلَّ بَعْدَ عِزّ ، نَقَلهما الصَّاغَانيُّ ، وعَلَى الأَخِيرِ اقْتصَرَ الجَوْهَرِيّ ، ويُروَى المَثَل أَيْضاً : «أَفَلَا قِمَاصَ بالبَعِيرِ» ، وهذا حَكَاهُ سِيبَوَيْه. وفي حَدِيث سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ : «فَقَمَصَتْ بِهِ فصَرَعَتْه» ، أَي وَثَبَتْ ونَفَرَت فأَلْقَتْهُ. وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : «لتَقْمِصَنَّ بكم الأَرْضُ قُمَاصَ النُّفُرِ (٢)» يَعْني الزَّلْزَلَةَ.
والقُمَاصُ ، بالضَّمِّ (٣) : أَن لا يَسْتَقِرَّ في مَوْضِعٍ ، تَرَاه يَقْمِصُ فيَثِبُ منْ مَكَانِه مِنْ غَيْرِ صَبْرٍ. ويُقَال لِلْقَلِقِ : قد أَخَذَهُ القُمَاصُ. وفي حديث عُمَرَ : «فقَمَصَ مِنْهَا قَمْصاً» أَي نَفَرَ وأَعْرَضَ. والقَمُوصُ ، كصَبُورٍ : الدَّابَّةُ تَقمِصُ بصَاحِبِها ، أَي تَثِبُ. قال امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ ناقَةً :
تَظَاهَرَ فيها النَّيُّ لا هِيَ بَكْرَةٌ |
|
ولا ذَاتُ ضَفْرٍ في الزِّمَام قَمُوصُ |
وقال عَدِيُّ بنُ زَيْد :
ومُرْتَقَى نِيقٍ عَلَى نَقْنَق |
|
أَدْبَرَ عَوْدِ ذِي لِكَافٍ قَمُوصْ |
كالقَمِيصِ أَيضاً ، كأَمِيرٍ ، وهو البِرْذَوْنُ الكَثِيرُ القُمَاصِ.
والقَمُوصُ : الأَسَدُ ، عن ابن خالَوَيْه ، وهو القَلِقُ الَّذِي لا يَسْتَقِرّ في مَكَانٍ ، لأَنّه يَطُوفُ في طَلَبِ الفَرَائسِ ، وهو مَأْخوذٌ من القُمَاصِ.
والقَمُوصُ : جَبَلٌ بخَيْبَرَ ، عليه حِصْنُ أَبِي الحُقَيْقِ اليَهُوديّ.
والقَمِيصُ : الَّذي يُلْبَس ، مُذَكَّر ، وقَدْ يُؤَنَّث ـ إِذا عُنِيَ به الدِّرْعٌ. وقد أَنَّثَهُ جَرِيرٌ حينَ أَرادَ به الدِّرْعَ :
تَدْعُو هَوَازِنَ والقَمِيصُ مُفَاضَةٌ |
|
تَحْتَ النِّطَاق تُشَدُّ بالأَزْرارِ (٤) |
فإِنَّهُ أَراد : وقَمِيصُه دِرْعٌ مُفَاضَةٌ. ويُرْوَى : تَدْعُو رَبِيعَةَ ، يَعْنِي به رَبِيعَةَ بْنَ مَالِكِ بن حَنْظَلَة ـ : م ، معروفٌ. وذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ الجَزَريّ وغَيْرُه : أَنَّ القَمِيصَ ثَوْبٌ مَخِيطٌ بكُمَّيْنِ غَيْرُ مُفرجٍ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَاب ، أَوْ لَا يَكُونُ إِلاَّ مِن قُطْنِ ، أَو كَتّانٍ. وفي بَعْضِ النُّسَخ : ولا يَكُون بالواو ، وأَمَّا مِنَ الصُّوفِ فَلا نقَلَه الصّاغانِيّ.
وفي شَرْحِ الشَّمَائِلِ لابْنِ حَجَرٍ المَكِّيّ بعد ما نَقَلَ عِبَارَةَ المُصَنِّف ، وكَأَنَّ حَصْرَهُ المَذْكُور لِلْغَالِب.
قال شَيْخُنا : وقال قَوْمٌ : ولَعَلَّه مَأْخُوذٌ مِن الجِلْدَة الَّتِي هِيَ غِلَافُ القَلْبِ ، وقِيلَ : مَأْخُوذٌ من التَّقَمُّصِ وهو التَّقَلُّب.
ج قُمُصٌ ، بضَمَّتَيْن ، وأَقْمِصَةٌ ، وقُمْصَانٌ ، بالضَّمِّ.
والقَميصُ : المَشِيمَةُ ، نَقَلَه الصَّاغَانيّ.
__________________
(١) الذي في الصحاح المطبوع : قمص الفرسُ ... قمصاً وقُماصاً ... يقال هذه الدابة فيها قِماصٌ.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : النفر ، كذا بالنسخ ، وهو مضبوط ببعضها كحمرٍ ، والذي في اللسان : البقر» وفي النهاية أيضاً : البقر.
(٣) في اللسان دار المعارف ضبطت هنا بالقلم وفيما سيأتي بالكسر. ومثله في التهذيب.
(٤) في التهذيب : «يدعو» بدل «تدعو» وروايته في الديوان :
تدعو ربيعة والقميص مفاضة |
|
تحت النجاد تشد بالأزرار |