مَوْقُوفَة بالمَدْرَسَةِ النِّظَاميَّة ببَغْدادَ ، وهي في غَايَةِ الوُضُوحِ ضَبْطاً وشَكْلاً ، في تركيب «غلو» : الغَلْوَى : الغَالِيَةُ ، في قَوْل عَديّ بْنِ زَيْدٍ : لُبْنَى فَقُوص : بالفاء قبل القاف ، محَقَّقاً مُبَيَّناً ، ولم يَذْكُرْهُ في باب القَاف ، وتَقْديم القَاف على الفاء أَثْبَتُ.
قلتُ : ولذَا ذَكَرَه في التَّكْمِلَة في مَوْضِعَيْنِ. وكَوْنُ أَنَّ الأَزْهَرِيَّ لم يَذْكُره في القَاف غَريب منَ الصّاغَانيّ ، فقد نَقَلَ عَنْه صاحبُ اللِّسَان ، وهو ثقَةٌ ، عن التَّهْذيبِ في هذا التَّرْكيب ما نَصُّه : وقَفُوص : بَلَدٌ يُجْلَبُ منه العُودُ ، وأَنشدَ قَوْلَ عَديِّ بنِ زَيْدٍ ، فتَأَمَّلْ.
ويُرْوى : والهِنْديُّ بَدَل والعَنْبَرُ ، وفي أُخْرَى : والغَارُ.
والقُفْصُ ، بالضّمّ : جَبَلٌ بكِرْمانَ ، هكَذَا في النُّسَخِ كُلّها ، والصَّوابُ : جيلٌ ، «بكَسْرِ الجِيم والياء التَّحْتِيَّة» ، فَفي العُبابِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : القُفْص ، بالضّمّ ، جيلٌ يَنْزِلُون جَبَلاً من جِبَالِ كِرْمَانَ يُنْسَبُون إِلَيْه ، يُقَال له جَبَلُ القُفْصِ ، وقال غَيْرُه : هو مُعَرَّب كُفْج أَو كُوْفجْ. قلتُ : وفي التَّهْذيب : القُفْصُ : جيلٌ من النَّاسِ مُتَلَصِّصُون في نَواحِي كِرْمانَ ، أَصْحَابُ مِرَاسٍ في الحَرْبِ.
والقُفْصُ ، أَيضاً : ة من قُرَى دُجَيْلٍ بَيْنَ بَغْدادَ وعُكْبَرَاءَ ، منْهَا أَبُو العَبّاسِ ، أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بن أَحْمَدَ بن سُلَيْمَانَ (١) المُحَدِّثُ الصالِحُ القُفْصِيّ ، من شُيوخ السَّمْعَانيّ ، وقد رَوَى عن الحُسَيْن بْن طَلْحَةَ النِّعالِيّ ، وغَيْرِه ، وجَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون خَرَجُوا مِنهَا ، منْهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبي بَكْرِ بن طَاهرٍ ، من شُيُوخ أَبي مَشْقٍ ، وابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ ، مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ القُفْصِيّ ، سَمِعَ من أَبي الوَقْتِ ، وأَبُو بَكْر ، مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الكَرِيمِ القُفْصِيّ ، قَرَأَ بالرِّواياتِ على أَبِي الخَطَّاب الصَّيْرَفِيّ ، قَرَأَ عليه أَبُو المُظَفَّر أَحمدُ بنُ أَحْمَدَ بَنِ حَمْدِي ، وعبدُ الجَبَّار ابنُ أَبِي الفَضْل بنِ الفَرَج القُفْصيّ المُقْرِىء ، قَرأَ بالرِّوَايات على أَبِي الكَرَمِ الشَّهْرَزُوْرِيّ ، مات سنة ٥٩٧ ، والإِمامُ أَبو إِسحاقَ يُوسُفُ بنُ جَامِعٍ القُفْصِيُّ ، الضَّريرُ ، شَيْخُ القُرَّاءِ ببَغْدادَ ، مَاتَ سنة ٦٨٢.
وفي الحَديث : «في قُفْصٍ مِنَ المَلائكَةِ» ، بالضَّمّ ، «أَو قَفْصٍ (٢) منَ النُّور» ، بالفَتْح ، ويُحَرَّكُ. قال الصّاغَانيّ : وهو المُشْتَبِكُ المُتَدَاخِلُ بَعْضُهُ في بَعْض ، إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
والقَفَصُ ، بالتَّحْريك ، وَاحِدُ الأَقْفاصِ : مَحْبِسُ الطَّيْرِ ، يُتَّخَذُ من خَشَبٍ أو قَصَبٍ ، وأَيضاً : أَداةٌ للزَّرْعِ ، وهي خَشَبَتَان مَحْنُوَّتانِ ، بَيْنَ أَحنائهِمَا شَبَكَةٌ ، يُنْقَلُ فيهَا ، وفي بَعْضِ الأُصُول : بِها (٣) ، البُرُّ إِلَى الكُدْس ، كَذا في اللّسان ، ونَقَلَه ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً.
وقال أَبو عَمْرٍو : القَفَصُ : الخِفَّةُ ، والنَّشَاطُ ، والقَبَصُ نَحْوُه.
وقال اللِّحْيَانيُّ : القَفَصُ : التَّشَنُّجُ منَ البَرْد ، والتَّقَبُّضُ.
وقال أَبُو عَوْنِ الحِرْمازِيُّ : القَفَصُ : حَرَارَةٌ في الحَلْقِ ، وحُمُوضَةٌ في المَعِدَةِ ، من شُرْبِ الماءِ على التَّمْرِ ، إِذا أُكِلَ على الرِّيقِ. وقاله غَيرُه : من شُرْب النَّبيذِ ، بدل الماءِ.
وقال الفَرّاءُ : قالت الدُّبَيْرِيَّةُ : قَفِصَ وقَبِصَ ، بالفاءِ والباءِ ، إِذا عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ ، وهو كفَرِحَ ، في الكُلِّ ، يُقَال : قَفِصَ وقَبِصَ ، إِذا خَفَّ ونَشِطَ ، وقَفِصَ ، إِذا تَقَبَّضَ من البَرْدِ ، وكَذلك كُلُّ ما شَنِجَ. وقَفِصَتْ أَصابِعُهُ من البَرْد ، إِذا يَبِسَتْ.
وفَرَسٌ قَفِصُ ، ككَتِفٍ : مُنْقَبِضٌ ، وفي بَعْضِ الأُصُولِ : مُتَقَبِّضٌ لا يُخْرِجُ ما عنْدَهُ كُلَّه من العَدْوِ ، وقد قَفِصَ قَفَصاً.
قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ ـ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه ـ يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :
هَيَّجَها قارِباً يَهْوِي على قُذُفٍ |
|
شُمّ السَّنَابِكِ لاكَزًّا ولا قَفِصَا |
ويُقَال : جَرَى قَفِصاً. قال ابنُ مُقْبلٍ :
جَرَى قَفِصاً وارْتَدَّ منْ أَسْرِ صُلْبِه |
|
إِلَى مَوْضعٍ مِنْ سَرْجِهِ غَيْرِ أَحْدَبِ |
أَي يَرجِعُ بَعْضُه إِلى بَعْض لقَفَصِه ، وليس من الحَدَب.
وقال ابنُ عَبّادٍ : جَرَادٌ قَفِصٌ : يَجْسُو جَنَاحَاهُ من البَرْدِ
__________________
(١) في معجم البلدان : «سلمان» والأصل كاللباب.
(٢) في نسخة مصورة من القاموس كالأصل ضبطت بالفتح ، وفي نسخة (الرسالة ـ بيروت) ضبطت بالضم.
(٣) وهي عبارة اللسان ، وفي التكملة : به.