الأَزْهَرِيُّ : أَفَاحِيصُ القَطَا : الَّتِي تُفَرِّخُ فِيها. ومنهُ اشتُقَّ قَولُ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : «وسَتَجِدُ قَوْماً فَحَصُوا عن أَوْسَاطِ رُؤُوسهم الشَّعرَ فاضْرِبْ ما فَحَصُوا عنه بالسَّيْفِ».
أَي عَمِلُوها مِثْلَ أَفَاحِيصِ القَطَا. وفي الصّحاحِ : كأَنَّهم حَلَقُوا وَسَطَهَا فتَرَكُوها مِثْلَ أَفاحِيصِ القَطَا. قال ابنُ سِيدَه : وقد يكون الأُفْحُوصُ لِلنَّعام ، كالمَفْحَصِ ، كمَقْعَد ، ومنه الحَدِيثُ المَرْفُوعُ : مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِداً ولو (١) مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللهُ له بَيْتاً في الجَنَّة». قال ابنُ الأَثِيرِ : هو مَفْعَلٌ من الفَحْصِ ، والجَمْعُ مَفَاحِصُ. وفي الحَدِيثِ أَنَّه أَوْصَى أُمَرَاءَ جَيْشِ مُؤْتَةَ : «وسَتَجِدُون آخَرِينَ للشَّيْطَان في رُؤُوسِهِم مَفَاحِصُ فاقْلَعُوها (٢) بالسُّيُوفِ» ، أَيْ أَنَّ الشَّيْطَانَ اسْتَوْطَنَ رُؤُوسَهُم فجَعَلَهَا مَفَاحِصَ ، كما تَسْتَوطِن القَطَا مَفَاحِصَها» ، وهو من الاسْتِعَارَاتِ اللَّطِيفَة ، لأَنَّ مِنْ كَلامهم إِذا وَصَفُوا إِنْسَاناً بشِدَّةِ الغَيِّ والانْهِمَاكِ في الشَّرِّ قالوا : قد فَرَّخَ الشَّيْطَانُ في رَأَسِه ، وعَشَّشَ في قَلْبه ، فذَهَبَ بِهذَا القَوْلِ ذلِكَ المَذْهَبَ. وفي النِّهَايَة (٣) : فُحِصَتِ الأَرْضُ أَفاحِيصَ.
وكُلُّ مَوْضِعٍ فُحِصَ : أُفْحُوصٌ ، ومَفْحَصٌ.
ويُقَال : ما أَمْلَحَ فَحْصَةَ هذا الصَّبِيِّ ، الفَحْصَةُ : نُقْرَةُ الذَّقَنِ والخَدَّيْنِ.
والفَحْصُ : كُلُّ مَوْضِع يُسْكَنُ ، وهو في الأَصْلِ اسمٌ لِمَا اسْتَوَى من الأَرْضِ ، والجَمْعُ فُحُوصٌ. وفي حَدِيثِ كَعْبٍ : «أَنَّ الله تَعَالَى بَارَكَ في الشَّامِ ، وخَصَّ بالتَّقْدِيس مِنْ فَحْصِ الأُرْدُنّ إِلى رَفَحَ» الأُرْدُنُّ : النَّهرُ المَعْرُوفُ تَحْتَ طَبَرِيَّةَ. وفَحْصُهُ : ما بُسِطَ منه ، وكُشِفَ من نَواحِيهِ ، ورَفَحُ : مَكَانٌ في طَرِيق مِصْر.
والمُسَمَّى بفَحْصٍ عِدَّةُ مَواضِع بِالغَرْبِ (٤) ، منهَا : فَحْصُ طُلَيْطِلَةَ. وفَحْصُ أُكْشُونِيَةَ ، وفَحْصُ إِشْبِيلِيَّةَ ، وفَحْصُ البَلُّوطِ ، وفَحْصُ الأَجَمِّ (٥) : حِصْن من نَوَاحِي إِفْرِيقِيَّة. وفَحْصُ سُورَنْجِينَ بطَرَابُلُسَ. وفاتَه : فَحْصُ أُمِّ الرَّبِيع بنواحِي ايت أَعتاب.
ويُقَال : هو فَحِيصِي ومُفَاحِصِي ، بمَعْنًى وَاحِدٍ ، كأَكِيلِي ومُؤاكِلِي.
وفَاحَصَنِي فُلانٌ ، كَأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَفْحَصُ ، أَي يَبْحَث عَنْ عَيْبِ صاحِبِه ، وعن سِرِّه.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
فَحَصَ للخُبزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً : عَمِلَ لها مَوْضِعاً في النَّارِ. واسْم المَوْضِع أُفْحُوصٌ.
والفَحْصُ : البَسْطُ ، والكَشْفُ ، والحَفْر. والمَفْحَصُ : الفَحْصُ. قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ :
ومَفْحَصَهَا عَنْهَا الحَصَى بجِرَانِهَا |
|
ومَثْنَى نَوَاجٍ لَمْ يَخُنْهُنَّ مَفْصِلُ |
فعَدَّاهُ إِلى الحَصَى ، لأَنَّه عَنَى به الفَحْصَ لا اسْمَ المَوْضِع ، لأَنَّ اسم المَوْضِع لا يَتَعَدَّى.
وفي حَدِيث قُسٍّ : «ولا سَمِعْتُ له فَحْصاً» ، أَيْ وَقْعَ قَدَمٍ ، وصَوْتَ مَشْيٍ.
والفَحْصُ : قُدّامُ العَرْشِ ، وبه فُسِّر حَدِيثُ الشَّفاعَةِ :«فانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى (٦) الفَحْصَ» كذا قَالُوه.
وفَحَصَ الظَّبْيُ : عَدَا عَدْواً شَدِيداً. والأَعْرَفُ : مَحَصَ.
ويُقَال : بَيْنَهُمَا فِحَاصٌ ، أَي عَدَاوَةٌ.
ومن المَجَازِ : عَلَيْكَ بالفَحْصِ عن سِرِّ هذا الحَدِيث.
وفُلانٌ بَحَّاثٌ عن الأَسْرارِ ، فَحَّاصٌ عنها. واعْلَمَ (٧) أَنَّ عِنْدَ الله مسأَلَةً فاحِصَةً ، كَذَا في الأَساس.
وأَفاحِيصُ : جَمْع أُفْحُوصَة ، ناحِيَةٌ باليَمَامَةِ ، عن مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيسَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ.
[فرص] : فَرَصَهُ ، يَفْرِصُه : قَطَعَه ، وقِيلَ فَرَصَ الجِلْدَ : خَرَقَهُ وشَقَّهُ. ومنه فَرَصْتُ النَّعْلَ ، أَي خَرَقْتُ أُذُنَيْهَا لَلشِّرَاكِ.
وقال اللَّيْثُ : الفَرْصُ : شَقُّ (٨) الجِلْد بحَديدَةٍ عَرِيضَة الطَّرَفِ
__________________
(١) في النهاية واللسان : ولو كمفحص قطاة.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : فاقلعوها ، الذي في اللسان : فافلقوها ، ولعله الصواب» وفي النهاية فافلقوها أيضاً.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وفي النهاية الخ عبارة اللسان :وفي حديث زواجه بزينب ووليمته : فحصت الأرض أفاحيص أي حفرت ، وكل موضع الخ».
(٤) في معجم البلدان : بالمغرب.
(٥) في معجم البلدان : «الأُجُم».
(٦) هذا ضبط اللسان ، وفي النهاية : فأنطلق ... آتيَ.
(٧) في الأساس : «واعلموا».
(٨) الأصل واللسان ، وفي التهذيب المطبوع : شدّ.